لا شك أنه حدث تطور كبير في شكل وطبيعة الخدمات المصرفية في ظل التنافسية الشديدة التي أصبحت موجودة الآن بين كافة البنوك العاملة في السوق المصرفي المصري- مما انعكس بكل تأكيد على أذواق واحتياجات العملاء، ولعل ذلك استوجب على القطاع المصرفي في مصر ضرورة أن يعمل على تطوير خدماته المصرفيه المقدمه للعملاء بحيث تستطيع تلك الخدمات المصرفيه إشباع تطلعات ورغبات العملاء باستمرار، وهو ماقد يمكن تحقيقه بسهولة- إذا ما قامت البنوك المصرية بتفعيل إدارات بحوث السوق بها ومنحها الدعم الكامل، حيث تستطيع بحوث السوق توفير المعلومات الكافيه عن السوق المصرفي والتطورات التي تحدث باستمرار في احتياجات ورغبات العملاء وشكل وطبيعة المنافسة في السوق المصرفي، وكذلك مدى ملاءمة الخدمات المصرفية المقدمة، وتماشيها مع احتياجات العملاء، هذا بالإضافة إلى التعرف على أية مشكلات تسويقية للمنتجات البنكيه المقدمة للعملاء، كما أنه في ظل التطور التكنولوجي المالي المتلاحق - استوجب ذلك على كافة البنوك بأن تعمل على تطوير خدماتها المصرفية، ومن هنا برزت الحاجة إلى ضرورة الاعتماد على استخدام بحوث السوق في تطوير وتحديث ودعم الخدمات المصرفيه المقدمة، كما أن توافر إدارة بحوث السوق لدى البنوك - يمكن من التنبؤ الدقيق بنشاط البيع والشراء للخدمات والمنتجات المصرفيه المقدمه- والذي بدوره يؤدي إلى تلاشي إيه مخاطر سوقيه إلى أدنى حد ممكن، كما تسهم إدارة بحوث السوق في تحديد أهم الخدمات والمنتجات المصرفيه التي تتناسب مع أذواق ورغبات العملاء، وكذلك تحديد شريحة العملاء المناسبه للخدمات المصرفيه التي يقدمها كل بنك، والعمل على تحقيق رضاء العملاء من خلال تصميم مزيج تسويقي مناسب لها.
ولعل أهمية بحوث السوق وضرورة توافرها لدى كافة البنوك المصرية - ترجع لكونها تساعد البنوك في اتخاذ قرارات تسويقه سليمة- تسهم في تحديد الفئات المستهدفة وشرائح العملاء بما يساعدها على تقديم خدمات ومنتجات مصرفيه تحقق التوافق والرضاء التام للعملاء، وذلك وفقا لما يتم توفيره من معلومات عن السوق المصرفي توفره بحوث السوق، مما يسهم في تحقيق رضاء العميل وتحقيق ميزة تنافسية للخدمات المصرفيه التي يقدمها كل بنك تسهم في جذب قطاع كبير من العملاء إليه، كما أنه في سياق العولمة المالية، والتي أفرزت قدرا كبيرا من التحديات المالية - مما استلزم ضرورةم واكبتها، وذلك لما لها من تأثير كبير على القطاع المصرفي منها مثلا تحرير تجارة الخدمات المصرفية والمالية والتطورات المستمرة في مجال التكنولوجيا المالية، ولذلك تبرز هنا أهمية إدارات بحوث السوق في محاولة إيجاد حالة من التناغم بين تلك التحديات وتلبية وإشباع رغبات العملاء، ويتحقق ذلك من خلال إجراء تحسينات أو تعديلات على خصائص ومنافع الخدمات المصرفية الحالية، أو استحداث خدمات جديدة كليا تتمتع بقدر أكبر من المزايا ينعكس في زيادة الطلب على تلك الخدمات المصرفية، وهو ما قد يحقق مكاسب مصرفية عديدة للبنوك تتمثل في جذب قدر أكبر من العملاء وزيادة نسبة تعامل العملاء الحاليين مع البنك، وذلك من خلال تخفيض تكلفة تقديم الخدمات المصرفية المماثلة التي تقدمها البنوك المنافسة- بما ينعكس على تحسين الوضع التنافسي للبنك، ودعم قدرته على الاستمرارية في السوق المصرفي، وتعتمد إدارة بحوث السوق نحو تحقيق أهدافها في تطوير الخدمات المصرفيه المقدمة للعملاء على 4 اليات تتمثل في تنميه وتطوير السوق المصرفي من خلال إشباع احتياجات ورغبات قطاعات سوقية جديدة بالاعتماد على خدمات مصرفية حالية مثل تدعيم وتوسيع شبكات التوزيع، وذلك من أجل الوصول إلى مناطق جديدة، وكذلك تطوير الميزات النسبية والتنافسية للخدمه المصرفية المقدمة، وتكثيف حملات الترويج والتسويق للتعريف بخدمات البنك المصرفية الجديدة، وكذلك اختراق السوق، ويتم ذلك من خلال قيام البنك بزيادة حجم التعامل على خدماته الحالية، وذلك من خلال تشجيع العملاء الحاليين على زيادة حجم تعاملاتهم على الخدمات المصرفية المقدمة حاليا، ومحاولة جذب عملاء البنوك المنافسة لشراء منتجات وخدمات البنك المالية، هذا بالإضافة إلى تطوير المنتج والخدمة المصرفية المقدمة، ووفقا لتلك الآلية يتم الدخول إلى السوق الحالي بخدمات جديدة تتلاءم مع التطور والتغيير المستمر في احتياجات العملاء، وأخيرا التنويع، ووفقا لتلك الاليه - يتم تقديم خدمات مصرفية غير مألوفة وغير تقليدية، والتوسع نحو التواجد بأسواق جديدة.
وفي النهاية، تبرز مدى أهميه توافر إدارة مختصة لبحوث السوق بها - لأن تحقق ذلك سيسهم في تطوير الخدمات المصرفية المقدمة، وهو ما يتطلب ضروره تعزيز الاهتمام ببحوث السوق بكافه أبعادها، والمحافظة على استمرارية العمل بها، هذا بالإضافة إلى استخدام احدث طرق التكنولوجيا المالية في عمليه البحث، لما تتميز به من سرعة كبيرة وتكلفة منخفضة، وكذلك إمكانية الوصول إلى أي منطقة جغرافية يرغب القطاع المصرفي في التواجد بها، وكذلك ضرورة الاهتمام في إطار بحوث السوق ببحوث العملاء- على اعتبار أن لهم الدور الأكبر في تطوير الخدمات المصرفية، وتقديم مقترحاتهم بشأن أي مشكلة بما يأبى رغباتهم المصرفية، هذا بالإضافة إلى ضرورة القيام بدراسات ميدانية مستمرة للأسواق لتحديد الأسواق الأكثر ملاءمة للخدمات المصرفية المقدمة، وكذلك ضرورة الاهتمام بالتطوير المستمر لإدارات بحوث السوق عقب إنشائها، وكذلك توظيف الكوادر المؤهلة والمدربة والمتخصصة في التسويق المصرفي، بما يسهم في النهوض بمستوى تقديم الخدمات المصرفية، ويلبي احتياجات وتطلعات العملاء الحالية والمستقبلية.
