أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، عن أسفه لعودة عملية تشكيل الحكومة الجديدة إلى نقطة الصفر، متهما القوى السياسية في لبنان بسوء الإدارة والتسبب في وقوع الأزمات وضرب اقتصاد البلاد.. داعيا المعنيين بالتأليف الحكومي إلى مصارحة الشعب اللبناني بأسباب عدم إنجاز الحكومة الجديدة.
وقال بطريرك الموارنة - خلال كلمته اليوم بمناسبة حلول عيد الميلاد - "إن الشعب اللبناني يريد حكومة من الوزراء الاختصاصيين وأن تكون محصنة بوجه التسييس، وأن تمضي قدما في تنفيذ الإصلاحات والنهوض بلبنان وإعادته إلى منظومة الأمم"، لافتا إلى أنه سيستمر في مساعيه الرامية إلى دفع عملية التأليف الحكومي.
وأضاف: "كنا في معرض انتظار حكومة تُصلح الدولة، لا في معرض تأليف حكومة يسيطر البعض من خلالها على مفاصل البلاد، كنا في معرض إنقاذ الشعب لا في معرض إعلان سقوط الدولة، لقد أسفنا كل الأسف لسقوط الوعود التي أُعطيت لنا وعودة تأليف الحكومة إلى نقطة الصفر... أيها المسئولون، فكّوا أسر لبنان من ملفات المنطقة وصراعاتها، ومن حساباتكم ومصالحكم المستقبلية الخاصة".
وحذر البطريرك الماروني من أن الأزمات التي يمر بها لبنان بلغت مرحلة الخطورة الشديدة، وأن الطبقة السياسية الممسكة بزمام السلطة منذ سنوات تعاملت مع السياسة كسبيل لتحقيق مصالحها وتعطيل الحياة العامة والاستحقاقات الدستورية وإفساد المؤسسات بدلا من إدارة شئون البلاد والشعب.
ودعا إلى تعزيز قيمة الشراكة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان، وتجنيبها صراعات المذاهب والطوائف التي ساهمت في تشويه صورتها.. مضيفا: "لبنان بتأسيسه وطن للسلام لا للصراعات، ودولة واحدة للمواطنين لا دويلات للطوائف والمذاهب والأحزاب والنافذين".