الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أمواج في بحر الحياة ... ثقوب في قاع المركب (2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصفوا النهضة الصناعية فى عهد عبد الناصر بتكريس للاقتصاد الشيوعى ومنهب للقائمين عليها ومرتع للإهمال والخسارة. وقد تم تقييمها بـ1400 مليار دولار فى ذلك الوقت ولكن الرجل رحمة الله عليه لم يكن يعلم عند انشائه هذه المصانع ان هناك من سيصنع بها الثقوب لتغرق لقد بناها ليتخلص من تبعية الغرب وتأمره وان ينتظر من احد ان يمنحه او يمنعه انقاذا لكرامة المصريين. وتحدثوا عن الديمقراطية وقالوا لم يترك السلطة ويعود للثكنات لكنه كان لم يحقق شيئا فكان مازال الإقطاع يتحكم فى السياسة وقالوا هو من ورطنا فى حرب اليمن وقد حظى هذا القرار بانتقادات واسعة وهجوم شرس وهو قرار مساندته لثورة اليمن التى اندلعت فى 26 سبتمبر 1962، فقد تم اتهام عبد الناصر أنه خرب الاقتصاد المصرى، وضحى بأرواح عشرات الألوف من الشباب المصرى على سفوح جبال اليمن،وأن وجود جزء من الجيش المصرى فى اليمن (50 ألف مقاتل) كان هو السبب الرئيسى فى كارثة يونيو 1967.
كل تلك الأقاويل، كان ترويجها له هدف أخر هو تشويه ذلك القرار وجعل تكراره من المحرمات وإصابة الشعب المصرى بعقدة ذنب وعاهة نفسية من مجرد ذكر تاريخ مصر فى اليمن فى عهد جمال عبد الناصر.
اما عن تخريب الاقتصاد المصرى بسبب اشتراك مصر فى حرب اليمن فى الفترة من 1962-1967، فالأرقام تخبرنا بالتالى:حققت مصر نسبة نمو من عام 1957 ـ 1967 بلغت ما يقرب من 7 % سنويا ومصدر هذا الرقم تـقرير البنك الدولى رقم [ 870 ـ أ ] عن مصر الصادر فى واشنطن بتاريخ 5 يناير 1976.وهذا يعنى أن مصر استـطاعت فى عشر سـنوات من عصر عبد الناصر أن تـقوم بتنمية تماثـل أربعة أضعاف ما استطاعت تحقيقه فى الأربعين سنة السابقة على عصر عبد الناصر واخيرا عن نكسة 67 تعرض عبد الناصر للاتهام بمسؤليته الكاملة عن النكسة الى جانب وزير الحربية عبد الحكيم عامر وكان من اهم اسباب النكسة الضربة الجوية المباغتة والتى اشلت القوات الجوية المصرية ثم الانسحاب العشوائى للقوات المصرية مما زاد الامر سوءا واحتلت اسرائيل اراض اربع دول عربية فى توقيت واحد مما يوضح انه لا يمكن ان يكون جيش اسرائيل بمفرده هو من حارب فى 67 ومع كل هذا وذاك لم ينكر الرجل المسؤلية بل كل المسؤلية عن النكسة وفي 9 يونيو 1967 أعلن جمال عبد الناصر تنحيه عن رئاسة مصر بعد هذه النكسة حيث كان الشعب المصري والعربي في قمة احتقانه وغضبه عندما أعلن عبد الناصر تنحيه عن الرئاسة.
وألقى الرئيس الراحل خطاب تنحي سيظل محفورا في أذهان الجميع حتى وقتنا هذا، وبعد الخطاب خرجت الجماهير في تظاهرات حاشدة تطالبه بالعدول والبقاء والاستعداد للحرب المقبلة معه.
ورضخ جمال عبدالناصر للمظاهرات التي طالبت ببقائه وتراجعه عن التنحي واستمر في منصبه حتى وفاته رحم الله الزعيم جمال عبد الناصر.