الاقتصاد الأخضر ينطلق دائمًا عبر بناء العقول الخضراء، فهى المبتدأ نحو بيئة صحية. ومن أكبر التحديات التى تواجهها البيئة هى تلوث الهواء، فماذا عن حل هذه الأزمة البيئية، وتنقية الهواء، والخروج إلى حيز الصحراء، وبناء مجتمعات عمرانية جديدة، وخلق فرص عمل، واستغلال الطاقات الإبداعية للشباب.
يمكن تحقيق كل هذا من خلال مشروع يستهدف غزو الصحراء عبر خطة تتبناها الحكومة، ويمكن أن نطلق عليها مبادرة «الحقل الزراعى»، وهى عبارة عن خطوات متتالية متصلة ببعضها، وتمثل حلقة وصل بين الطاقات الشبابية، وبين استغلال موارد البيئة، والتى تهدف لتحقيق الاستدامة البيئية.
تتمثل المرحلة الاولى من المبادرة فى تمكين الشباب من خلال منح كل شاب مساحة فدان من الصحراء لزراعته، مع إعطائه البذور اللازمة للزراعة، وتقديم كل المشورة اللازمة لمساعدته على زراعة الفدان الصحراوى. وبذلك نكون قد بدأنا خطة للاستثمار فى البشر. ويتولى الشباب تسويق المنتجات من المحاصيل وذلك لإعطائهم الفرصة لإثبات الذات والتجربة، وعند نجاح الشباب فى الاستثمار فى الفدان، تتولى الدولة تعظيم التجربة من خلال إشراك دفعات أخرى من الشباب فى مشروع الحقل الزراعى، مع تشجيع الشاب (أو الشابة) الذى ينجح فى استثمار الفدان الأول، بمنحه فدانًا آخر.
إن هذا المشروع يمكن أن يسهم بشكل واضح فى مضاعفة المساحة المستغلة فى الصحراء، وبجانب ذلك يتم إعادة تدوير للمياه المستخدمة فى الزراعة، وتدوير الشوائب، واستغلال المخلفات العضوية فى عمل الكمبوست، والاهم هو عمل دراسات جدوى للمشروع دقيقة مفصلة عن المساحات، والأيدى العاملة، وآليات العمل بها بدقة، من أجل إنجاح مشروع مبادرة الحقل الزراعى.