الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بيت المثقفين العرب وحصاد الشتاء!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رسميا بدأ فصل الشتاء! وكم كنت أحب هذا الفصل بكل ما يحمله من معانٍ وأجواء منعشة للتأمل، ولكن مع هذا الشتاء الذي جاء منزوعا من حصاد الربيع والصيف بل سبقه خريف طويل على البشرية تملكه فيروس كورونا، أعتقد أنه سيكون مكرسا لمزيد من التأمل والتفكر والتدبر والتساؤل حول شكل الحياة في المستقبل، ولكن أنى لنا أن نحصي نهاية 2020 وطبول الإغلاق والموت تقرع على مدن العالم من جديد!!
تتعرى المدن من الدفء ويكسوها الصمت، ولكن دائما هناك بصيص أمل، فأمام حالة العزلة عن الفعاليات الثقافية والسفر والترحال أبى الروائي د. نبيل المحيش أن يتوقف صالونه الثقافي "بيت المثقفين العرب" وأطلق فعالياته افتراضيا على تطبيق "زووم" ليجمع كوكبة من الأدباء والمفكرين والشعراء في حفلة سمر تعبق شعرا ونثرا ونقاشا حول قضايا الساحة الثقافية. 
تحدثنا ذات مرة عن نظرة المجتمع للأدب النسائي وتطرقنا لإشكاليات كثيرة في مجال النشر وقضايا الشعر والأدب الحديث والمعارك الثقافية، ولماذا اختفت وحل محلها الجدل السطحي القائم على النفعية؟! تبادلنا النصائح والآراء وأشجانا المبدع الشاعر السعودي حسن الزهراني بقصائد أنستنا الزمن الكوروني وأطلت المبدعة هالة البدري بحديث شجي عن تجربتها الأدبية ومشوارها الصحفي الطويل، ومؤخرا استضاف هذا الصالون الأدبي الافتراضي واحدة من أهم المستعربين الرواد في إيطاليا د. إيزابيلا كاميرا دا فليتو أستاذة الأدب العربي في جامعة روما التي ترجمت نصوص كبار الأدباء العرب على رأسهم نجيب محفوظ، وجمال الغيطانى، ولطيفة الزيات، وإبراهيم عبدالمجيد، وسلوى بكر، وصاحبة الإصدارات الرصينة في أنطولوجيا الأدب العربي. يعزز الصالون فكرة وجود منبر عربي يجمع أدباء العرب من المحيط للخليج، يطرح همومهم ويستعرض مستجدات الحياة الثقافية بلا صخب زائف أو ضجيج المؤتمرات وعجلتها، بل إنها أمسية هادئة تموج برحيق طيب من الآداب. 
مؤسس " بيت المثقفين" د. نبيل المحيش أكاديمي سعودي متخصص في الأدب الحديث ومشغول ومهموم بقضايا الثقافة العربية وحوار الثقافات وهو مؤلف رواية (عاصفة على الشرق) التي تنبأ فيها ببعض مما شهدته سنة 2020 الكارثية بالإضافة إلى عدد من الكتب في الثقافة والنقد. ففي الوقت الذي غابت عنا وهج الصالونات الثقافية الكبرى تأسس هذا الصالون عام 2014 وما زال يضم أفواجا وأجيالا جديدة من المبدعين، والأهم أنه لا يتقيد ببرنامج أو مدة حديث محددة بدقائق معدودة بل يطل كل مبدع من ركنه المفضل في منزله يلقي بعضا من أشعاره أو نصوصه في تفاعل حي مع المبدعين من كل أرجاء الأرض، وهذه هي روعة التقنية التي أتاحت اللقاء عبر المحيطات.. على أي حال، وفي أيام الحصاد لا حيلة للمثقف سوى أن يتدثر بما يقرأ ويناقش أحوال الأدب عسى أن يحصد في شتائه أوراقًا من الوحي!.