السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد راتب.. آخر الرجال المحترمين

أحمد راتب
أحمد راتب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استطاع بأدائه المميز أن يجسد العديد من الأدوار وألقى الضوء على نماذج موجودة في المجتمع فترك بصمات جميلة داخل قلوب جمهوره الكبير فمن منا يستطيع نسيانه في المال والبنون وشخصية "السحت" ودوره في مسلسل "أم كلثوم" الملحن الكبير القصبجي وبيبرس في جزيرة الشيطان.
أما دوره في مسرحية "سك على بناتك" جسده ببراعة وجملته الشهيرة "بلاها نادية بلاها سوسو" مازال جمهوره يرددها حتى الآن وكذلك شخصيته الكوميدية التي رسمها لنفسه أثناء رحلة البحث عن الفنكوش في فيلم "واحدة بواحدة" مع الفنان عادل إمام محفوره في وجدان المشاهد.
إنه الفنان الكبير أحمد راتب الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم وترصد البوابة أهم المحطات في حياته:

اسمه بالكامل أحمد كمال الدين راتب العقيلي حسنين ولد بحي السيدة زينب في 23 يناير 1949.
بدأ التمثيل وهو طفل حيث كان يمارسه في المدرسة وقد نمت موهبته عندما التحق بفرقة التمثيل بالجامعة أثناء دراسته بكلية الهندسة، ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية والتي حصل منها على درجة البكالوريوس.
كانت بدايته بالتلفزيون وتميز في العديد من المسلسلات منها: (السيرة الهلالية، هند والدكتور نعمان، أنا قلبي دليلي).
عمل مع فؤاد المهندس في مسرحية "سك على بناتك "وشارك عادل إمام في مسرحية الزعيم بينما قدم معه ما يقرب من 19 عملا حيث استعان عادل إمام بأحمد راتب في غالبية أعماله السينمائية، ومسلسل واحد كان ختام التعاون بينهما، هو "أستاذ ورئيس قسم" عام 2015.
وكانت بداية في عام 1980، بفيلم "شعبان تحت الصفر" وبعد ذلك فيلم الزعيم "انتخبوا الدكتور سلميان عبدالباسط"، ثم فيلم "على باب الوزير" لتتوالى أفلامهم في فترة الثمانينيات، وأبرزها "المتسول، واحدة بواحدة، حتى لا يطير الدخان"، وجاءت فترة التسعينات، قدم راتب مع الزعيم فيلم "جزيرة الشيطان" عام 1990، وفيلم "اللعب مع الكبار" عام 1991، و"الإرهاب والكباب"، و"المنسي" للمخرج شريف عرفة.
كما تعاونا في مسرحية "الزعيم" عام 1994، واستمر التعاون في أفلام "الإرهابي"، و"بخيت وعديلة 1-2" للمخرج نادر جلال، و"طيور الظلام"، وبعد غياب استمر من 1996، عاد أحمد راتب، للظهور مع "الزعيم"، في فيلم "التجربة الدنماركية" عام 2003، و"السفارة في العمارة" عام 2005، و"عمارة يعقوبيان" عام 2006، و"زهايمر" عام 2010.


وفى السينما قدم عشرات الأفلام في الأدوار المساعدة منذ السبعينيات وحتى الآن، منها: (واحدة بواحدة، الحب فوق هضبة الهرم، الإرهاب والكباب، بخيت وعديلة، عمارة يعقوبيان).
نال جائزة مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن مسلسل أم كلثوم.
شكل قاسماٌ مشتركا لمعظم أفلام الشباب الحديثة، ويعد الفنان أحمد راتب من أبرع الفنانين الذين أدوا الأدوار الهزلية اللاذعة للمجتمع. كانت آخر أعماله السينمائية فوبيا الذي انتهى من تصويره بالكامل وعرض عام 2017.
تزوج من ابنة خاله "فيرا يوسف" وله ثلاث بنات منها هن: لمياء ولبني ولميس.
وقد نشرت لمياء راتب، ابنة الفنان أحمد راتب، في أحد الجروبات بموقع فيس بوك، منشورا به معلومات لا يعرفها الجمهور عن أحمد راتب.
وكتبت لمياء: "اسمحوا لي أسرد لكم مواقف بسيطة نفسي الناس كلها تعرفها عن أبويا الله يرحمه.. بابا أول لما أتجوز ماما كان لسه مش معروف ومش بيشتغل بالتمثيل بشكل منتظم، كان بيروح مبنى الإذاعة يفضل قاعد من 9 الصبح لحد الليل عشان لو حد طلب أداء صوتي يعمله وياخد عليه 2 جنيه".
وتابعت: "مشهد نزوله البحر بالليل في فيلم جزيرة الشيطان كان متصور في شرم الشيخ في شهر يناير، وقت عرض مسرحية الزيارة انتهت، ترك والده متوفيا في البيت لم يغسّل بعد، وذهب لعرض الدور المسرحي والالتزام بمسؤوليته (الدور كان كوميدي)، ووقت عرض مسرحية الزعيم وفي طريقه للمسرح، توقفت الحركة المرورية تماما وذهب للمسرح مشيا على الأقدام من ميدان الرماية حتى مسرح الهرم".
وأضافت لمياء: "أبويا توفي ولم يترك لنا حتى فاتورة تليفون متأخرة أو دين غير مدفوع، مرة كان قاعد في النادي وجت عصفورة مش شايفة الباب الزجاج خبطت فيه وقعت على الأرض، جابها البيت وفضل يراعيها لحد لما قدرت تطير، وكان بيشتري خس مخصوص ويحوش الورق بتاعه عشان أختي تديه للسلحفاة بتاعتها تاكله".
وواصلت لمياء: "لما كان يجيبلي حاجة بحبها (حتى لو كيلو برتقال) لازم ياخدني من أيدي يوريها لي عشان يشوف الفرحة في عيني، وآخر حاجة بابا عملها في البيت (في قمة ألمه وقبل وفاته بخمس أيام، وفي وقت انتظار عربة الإسعاف) قبل ذهابه المستشفى مباشرة، غسل وقطع تفاحة لحفيده حمزة لمجرد إنه قال قدامه عايز تفاحة".
وأنهت حديثها: "أبويا قبل ما يتوفى بأسبوع كان واقف بيمثل على المسرح.
رحل أحمد راتب في 14 ديسمبر 2016 عن عمر يناهز 67 عامًا، بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة تاركا إرثا فنيا ضخما لا يمكن نسيانه.