الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

16 عاما على افتتاح جسر ميلو الأطول في العالم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم 14 ديسمبر من عام 2004 عام افتتاح جسر ميلو رسميًا كأطول جسر في العالم، وهو أعلى وأطول جسر في العالم يليه بالطول جسر ريون أنتيريون في اليونان، ويقع جسر ميلو في الجنوب الفرنسي على وادي نهر تارن وعلى الطريق السريعة "A75" الواصلة بين مدينة كليرمون فيران في الوسط ومدينة بيزييه في الجنوب في إقليم أفيرون.
واستمرت الدراسات لهذا المشروع ثلاثة عشر عامًا وبعد ذلك ثلات سنوات من الأعمال الإنشائية، بدأت الدراسات سنة 1988 وتم افتتاح الجسر في عام 2004، وإن فترة ستة عشر عاماَ من الدراسات والبناء ليست طويلة إذا ما قورنت بالصعوبات الاسثنائية التي اعترضت المشروع على المستوى التقني والمناخي وخصوصية المكان، إذ ليس من السهل إقامة وصلة بجودة عالية وبطول يتجاوز 2500 متر وعمق 270 متر (في النقطة الأكثر ارتفاعاَ) وذلك في منطقة زلزالية تعجُّ بالرياح التي تتجاوز سرعتها 200 كيلو متر في الساعة. 
ويعتبر هذا العمل إلى لحظة كتابة هذه السطور هو الجسر الأعلى في العالم، إذ فيه دعامتين يصل ارتفاعهما إلى أكثر من 200 متر وهما بحسب المخطط p 2 == 244، 96، P3 == 221، 05، وكذلك بسطح ارتفاعه الأقصى عن سطح النهر 270 م. كما أن فيه أطول سطح جسر معلق في العالم، وهذا السطح مركب من دعامات رقيقة ومزدوجة ومن سطح معدني رقيق جدًا مع سبع دعائم فقط مرتكزة على الأرض.
ونفذ المشروع المهندس ميشال فيرلوغو مع فريقه وذلك تنفيذًا لفكرة المهندس المعماري نورمان فوستر، وقد كلف المشروع 320 مليون يورو(نحو عشرين مليار ليرة سورية) وقد مول من قبل إيفاج le groupe Eiffage في إطار امتياز لمدة 75 سنة، وأراد مصمم الجسر المهندس البريطاني نورمان فوستر أن يدمجه بطريقة غير ملحوظة داخل المناظر الطبيعية الفريدة التي تعد من أهم مناطق الجذب السياحي في فرنسا. 
وكانت النتيجة شكلا جذابًا فريدًا يرتفع بميل بسيط (%3.025) من الشمال إلى الجنوب ليعطي شكل منحنى خفيف (نصف قطر التقوس 2000 متر)، وفوستر كان صمم من قبل برلمان مدينة برلين في ألمانيا ومترو مدينة بلباو الإسبانية، بالإضافة إلى مطار مدينة هونج كونج ومقر الصليب الأحمر في لندن. 
وحول تصميمه جسر ميلو الذي يشق غابات وأنهار الجنوب الفرنسي، قال: "إنه راعى أن تكون المواد المكونة للجسر متناغمة مع الطبيعة كي لا يظهر كأنه دخيل على الطبيعة المحيطة التي يشق مساره جنباتها"، ولم يخف المهندس البريطاني الأبعاد الروحانية التي راعاها في تصميمه الجسر، حيث قال في تصريحات نقلتها صحيفة "لومند" الفرنسية 14-12-2004: "أي شخص يتخذ الجسر طريقا له سينتابه شعور روحاني بالسمو والعلو؛ إذ يتجاوز هذا الجسر ارتفاع برج إيفل (في فرنسا) بـ23 مترًا، مشيرًا إلى أن المناظر الطبيعية المحيطة ستغذي هذا الشعور الروحاني". 
وأوضح فوستر أنه سعيًا إلى تأكيد هذه الأبعاد الروحية في جسر ميلو صممه مشدودا إلى سبعة أعمدة ضخمة، وهو رقم (7) المشحون بالرموز في الأدبيات الروحانية. وأضاف أن "هندسة الجسر الذي استغرق تصميمه 8 أعوام، تمكن سائق السيارة من الاستمتاع بمناظر الغابات والأنهار المحيطة به، وكذا مشاهدة مدينة ميلو بسهولة".1