تعتبر خصوبة التربة هي العامل الأساسي لدعم نمو النباتات بكافة أنواعها بالإضافة إلى تحقيق الأمثل لإنتاجية المحاصيل، ودائما ما نتطلع للنهوض بالاستدامة البيئية والأمن الغذائي في النظام الزراعي وعلى اتباع النهج الكامل جراء إدارة خصوبة التربة، حيث إن الحفاظ على التربة الزراعية الخصبة يتطلب الحفاظ على العملية الزراعية فضلا عن توافر العناصر الغذائية لنمو النباتات، والصرف الزراعي بصفة مستمرة حتى لا تتعرض مصر لاستنزاف المغذيات للتربة الزراعية وهذا ما رأه الخبراء أن مصر تقوم بذلك في الفترة الأخيرة.
في هذا السياق قال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين، إن التربة الزراعية تتعرض لاستتزاف للمغذيات الطبيعية الموجودة بها نظرا لكثرة زراعتها بالمحاصيل المجهدة لها لمحدوية الرقعة الزراعية والزياده الكبيرة للسكان والذين تتضاعف احتياجاتهم للغذاء.
وأشار "أبوصدام"، إلى أنه يمكن تجديد خصوبة التربة بتعويض الفاقد الغذائي منها بالتسميد بالأسمدة العضوية وغير العضويه بالقدر المناسب مع الاعتناء بها من ناحية التهوية عن طريق الحرث وزراعة النباتات المفيدة للتربة كالبقوليات.
وتابع أن ضعف العائد الاقتصادي للمزارعين نتيجهةلكثرة تكاليف الزراعة وتدني أسعار المحاصيل.
قال نقيب عام الفلاحين، إن التربة الزراعية الخصبة هي أهم عناصر العمليه الزراعيه ولذا لا بد من الحفاظ عليها بصورة جيده بتوفر العناصر الغذائية المطلوبه لنمو النباتات والصرف الزراعي الجيد للحصول باستمرار على أفضل إنتاجية ممكنة لافتا أن التربة الزراعية في مصر تتعرض لاستنزاف للمغذيات بسبب ضعف العائد الاقتصادي للفلاح نتيجة لتدني أسعار المنتجات الزراعية مع قلة المساحة المتاحة للزراعة وتفتت الحيازات واتباع طرق زراعة تؤثر سلبيا على خصوبة التربه كالزراعة البعلية والزراعة بالتكثيف واتباع اساليب زراعة خاطئة كتكرار زراعة نفس المحاصيل واستخدام نظم الري بالغمر وتلوث التربة بالإفراط في رش المبيدات والأسمدة الكيماوية بالإضافة إلى التاثر السلبي للتطور الصناعي والزحف العمراني وتجريف الطبقة السطحية أحيانا أو نتيجة لأضرار طبيعية أحيانا كانتشار الحشائش الضارة والأمراض النباتية.
أو تعرض الأراضي للتصحر وارتفاع منسوب المياه الجوفية وغياب الكائنات النافعة من بكتيريا وحشرات وكائنات أخرى مما يهدد بفساد أو قلة إنتاجية التربة الزراعية.
وأضاف "أبوصدام" أنه يمكن الحفاظ على خصوبة التربة الزراعيه أو إطالة عمر خصوبتها حسب مكان ونوع التربة سواء كانت تربة رملية أو طينية أو كانت أرضا منخفضة أو مرتفعة عن سطح البحر أو أي نوع آخر بإضافة الأسمدة العضوية أوغير العضوية التي تحتاجها التربة بالكميات المناسبة للتربة مع التناوب في زراعة المحاصيل وزراعة المحاصيل المفيدة للتربة من حين لآخر مثل البقوليات والبرسيم البلدي والمحاصيل الأخرى النافعة للتربة، والابتعاد عن زراعة المحاصيل التي ثبت إضرارها للتربة أو المحاصيل التي تستنزف غذاء التربة دون فائدة تستحق ذلك.
وتابع عبدالرحمن أن الفلاح عليه ان يلتزم بحرث أرضه جيدا عقب كل محصول لتهويتها والتخلص من الحشرات والحشائش الضارة مع تعويض الفاقد من المواد الغذائية باستمرار عقب كل محصول والمواظبة على تطهير المصارف الخاصة بالأرض واستخدام الطرق المناسبة للري وعدم اجهاد التربة الزراعية بزراعة المحاصيل المجهدة للتربة باستمرار وعليه إضافة المحسنات الصناعية إذا لزم الأمر لرفع خصوبة التربة طبقا لحالة أرضه وطبيعتها.
ومن جانبه قال محمدي البدري، الخبير الزراعي، أنه من أهم الأسباب التي أحدثت استنزافا لمغذيات التربة الزراعية المصري هي ضعف العائد الاقتصادي للفلاح نتاج ما يتعرض له في كل زرعة حيث إنها لا تغطي التكلفة لانخفاض أسعار المنتجات الزراعية فضلا عن قلة مساحة الرقعة الزراعية وتفتيت الحيازات بالإضافة إلى الزحف العمراني والري بالغمر، مؤكدا أن هناك أسبابا عديدة تجعل التربة تفقد مغذياتها لأنه لم يعد هناك اهتمام بها ومن ناحية أخرى لا يوجد إرشاد زراعي يحفز الفلاح على الاهتمام بصحة المنتج وخصوبة الأرض.
وتابع "البدري"، أن هناك الكثير من الاهالي يقومون بتجريف الطبقة السطحية نتيجة أضرار طبيعية وانتشار الحشائش الضارة والأمراض مما يجعل الأرض تتعرض للتصحر وغياب البكتيريا والحشرات النافعة، الأمر الذي يهدد إنتاجية التربة الزراعية وفسادها، مؤكدا أن الحفاظ على التربة يكمن في البعد الكامل عن المحاصل الزراعية التي تسبب الكثير من الأضرار لها والالتزام بما يناسبها لعدم إجهادها، وضع الأسمدة العضوية حتى تتغذى التربة بطريقة صحية سليمة حتى يعود ذلك على الإنتاجية ومن ثم على الاقتصاد المصري العام، وكذلك التناوب في زراعة المحاصيل المفيدة للتربة كالبرسيم والبقوليات وغيرها من المحاصيل الزراعية المهمة والمفيدة.