الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

خزنة مقفولة.. تفاصيل مقتل تاجر وزوجته بالواحات البحرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جريمة قتل مروعة عكرت صفو مدينة الواحات البحرية بالجيزة، وأثارت الرعب بها، تلك المدينة التي تتميز بالطبيعة الخلابة والهدوء التام وطيبة أهلها، بعدما لطخت الدماء إحدى عقاراتها بقرية الزبو، بعد العثور على رجل وزوجته تجاوز عمرهما الـ ٧٠ عاما غارقين في بركة من الدماء. 
المجني عليه يدعي الحاج "شريعي محمد السيد" تجاوز عمره الـ ٧٥ عاما، وكان يعمل صاحب مصنع لإنتاج التمور بالواحات، كما يُعد من أحد كبار التجار في المنطقة، وزوجته الحاجة " فوزية أحمد سعدي" تبلغ من العمر ٧٠ عاما. 
في مساء يوم الخميس الماضي، تسلل الجناة إلى منزل الحاج شريعي وقطعوا الكهرباء عن المنزل، ثم هاجموا الرجل وزوجته وضربوه على رأسه بآلة حادة حتى تتهشم وتُكسر جمجمته، ليسقط الشيخ الكبير غارقا في دمائه، ثوانٍ قليله حتى شعرت زوجته صاحبة الـ ٧٠ عاما بغرباء في المنزل، وقبل أن تطلق أولى صيحات الاستغاثة كتم أحد الجناة أنفاسها وسقطت على الأرض ولم يكتفوا بخنقها فقط بل هشموا رأسها بآلة حادة مثل زوجها لتسقط في بركة من الدماء.
وبعد أن انتهي الجُناة من قتل الرجل وزوجته في غضون دقائق، جُن جنونهم وأخذوا يفتشون في محتويات الشقة في كل مكان، قلبوا الدولاب والملابس والأثاث وبعثروا كل محتويات الشقة بحثا عن الأموال، لدرجة ان مقتنيات الشقة سقطت كلها على جثة الرجل، حيث كان مغطي بالملابس المتناثرة و"البطاطين" وملقي عليه أثاث الشقة ولم يكن ظاهرا، حاولوا بالقوة فتح الخزنة، لكن لم يتمكنوا من فتحها فلم يجدوا بُدا سوي ان يجردوا السيدة من ذهبها ويكتفوا بسرقة المجوهرات التي كانت ترتديها بعد فشلهم في الحصول على أي أموال.
بعد أن انتهي الجناة من سرقتهم وقتلهم للزوجين فروا هاربين، وفي صباح اليوم التالي ومع اقتراب آذان صلاة الجمعة لم يحضر الحاج شريعي مبكرا إلى المسجد كعادته، ليقلق عليه نجله المهندس "سامي شريعي"، والذي كان يعمل مديرًا لهيئة الاثار بالواحات البحرية سابقا، حيث أمر المهندس نجلته الصغيرة بأن تسرع إلى منزل جدها كي تخبره للحاق بالصلاة كي لا تفوته، وما أن وصلت الطفلة إلى منزل جدها، لتجد الباب مفتوحا، وفي خطوات حذرة من الطفلة بعد شعورها بالقلق نتيجة الوضع العام للمنزل وعدم الاستجابة لندائها، وجدت جدتها "فوزية" ملقاة على الأرض وغارقة في دمائها ويسيل اللعاب من فمها وعيناها مفتوحتان نتيجة الخنق التي تعرضت له بجانب تهشم رأسها وسيل كبير من الدماء.
لتصرخ الطفلة وتترك المنزل بسرعة حتى لم تنتظر لتري جدها، فبشاعة المشهد أرعبت الفتاة وأفزعتها، وأخذت الطفلة تصيح "جدتي ماتت!"، دقائق وحضر نجل المجني عليهما وأهل القرية، ليجدوا السيدة مقتولة، واعتقدوا في بادئ الأمر أن السيدة وحدها هي التي قتلت لأن جثة زوجها لم تكن ظاهرة لأنه كان مغطي بأشياء كثيرة سقطت عليه، وبعد البحث عليه وجدوه مقتولا أيضا.
وقال "ا.م" شاهد عيان، وأحد أهالي المنطقة، إن المجني عليه الحاج شريعي كان رجلا ثريا ويعد من كبار التجار فكان محل طمع شديد، وكان يعمل في مصنعه عشرات العمال، كما كانت زوجته ترتدي دائما المجوهرات الذهبية، ما جعلهما مطمعا للجناة.
وأشار شاهد العيان، إلى أن الجاني قريب جدا من الحاج شريعي ويعرفه تماما، وذلك بعد دخوله إلى منزله مستغلا إقامة الضحيتين بمفردهما فضلا عن علمه باحتفاظ الزوج بمبالغ مالية في منزله تفوق المليون جنيه في الخزينة نظرا لعلمه بطبيعة عمله. 
وأضاف أن الجناة عكروا هدوء المدنية وصفوها، فهذه الجرائم غريبة على مدينة الواحات التي لم تعتاد على وقوع مثل هذه الجرائم، وأن الأهالي ينتظرون سرعة ضبط الجناة وتقديمهم للمحاكمة، لأن الحاج شريعي كان رجلا تقيا وطيبا لا يؤذي احدا ولم نر منه الا الخير ومساعدة الفقراء. 
كانت بداية الواقعة بتلقى اللواء محمود السبيلي، مدير مباحث الجيزة، إشارة من شرطة النجدة بالعثور على جثتي عجوز وزوجته داخل مسكنهما، وعلي الفور انتقلت قوة من القسم إلى محل البلاغ، وعثر على جثة تاجر تمور في أواخر السبعينيات وزوجته "70 سنة" مهشمتي الرأس، وتبين بالفحص سرقة مشغولات ذهبية من المنزل مع وجود بعثرة في محتويات غرفة النوم.
وشكل اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية فريق بحث تنسيقا مع قطاع الأمن العام وبمشاركة المقدم هيثم سكر رئيس مباحث الواحات.
وجرى نقل الجثتين إلى مشرحة زينهم. وتحرر المحضر اللازم بالواقعة رقم 853 إداري الواحات البحرية، وأحاله العميد عادل أبو سريع مدير فرقة جنوب أكتوبر، إلى النيابة العامة التي صرحت بالدفن، كما تكثف الأجهزة الأمنية بالجيزة، جهودها لضبط المتهمين.