اعتمدت جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة وعددها 193 دولة فى عام 2015 سبعة عشر هدفا للتنمية المستدامة تعرف رسميا بـ(تحويل عالمنا) والتى تعد دعوة عالمية تلتزم بها الدول الأعضاء وتعمل على تحقيقها، لضمان تمتع كل البشر بالسلام والازدهار بحلول عام 2030 هذه الأهداف تتضافر معا للعمل على إنهاء الفقر، والتعليم الجيد والمستدام، والمساواة بين الجنسين، وحماية الكوكب، والدعوة إلى السلام العالمي. تخص البيئة من هذه الخطة، ثلاثة أهداف هي: الهدف الثالث عشر (العمل من أجل المناخ): الرابع عشر (الحياة تحت الماء)، الخامس عشر (الحياة على الأرض) ولكى يتم تحقيق هذه الأهدف لا بد من أن يكتسب البشر قدرا من الثقافة البيئية التى تؤهلهم للحفاظ عليها وذلك من خلال تغيير سلوكهم معها والذى يمكن رؤيته والتحقق منه فى طريقة تعامله مع البيئة من حوله بشكل يومى وأسلوب حياة.
ولا يخفى علينا أن البيئة هى كل ما يحيط بنا من ماء وهواء وتربة وكائنات حية حيوانات ونباتات- ومعادن داخل التربة. أى أنها الإطار الذى يعيش فيه الإنسان ويتعامل معه ويتأثر به ويؤثر فيه سواء كان ذلك كائنات حية أو مكونات غير حية. كما لا يخفى علينا تأثير التلوث الذى أصاب الماء والهواء والتربة وأحدث خللا كبيرا نتج عن الاستعمال السيئ لموارد البيئة الذى أخل بتوازنها، من قطع جائر للأشجار وصيد جائر واستخدام المبيدات التى لوثت التربة وقتلت ما بها من كائنات مفيدة بل والطيور أيضا إلى جانب استهلاك أنواع الوقود التى لوثت الهواء ورفعت درجة حرارة الأرض وتسببت فى تآكل طبقة الأوزون وغيرها من أشكال الدمار الذى كان لا بد من الوقوف ضده والعمل على نشر الوعى البيئى فى محاولة جادة لاستعادة جزء من هذا التوازن واستمرار وجود هذه الموارد، أثناء استخدامنا لها على كحق أصيل للأجيال الجديدة من البشر على هذا الكوكب أثناء حياتهم، من هنا كانت ضرورة نشر الوعى البيئى بين الكبار، والحرص على تنبيه الصغار إلى ذلك ليصبح سلوكا يوميا يتعاملون به.
ولعل أفلام الرسوم المتحركة تعد من أفضل الوسائل المؤثرة فى سلوك الأطفال إن لم تكن أفضلها على الإطلاق، لما تحتويه من متعة وتشويق وصور متحركة وموسيقى وألوان وأغانى وخيال واسع يتلاءم مع مرحلة الطفولة، يمكنه من التحليق فى الفضاء أو الانصات إلى عصفور فى الهواء أو الشجرة أو الأسماك فى المحيط أو الاحترار العالمي. هذه الأفلام التى تغزل المتعة مع المعلومة البيئية، أو المشكلة البيئية بشكل غير مباشر وغير تلقيني لا يخل بعنصر الجذب ولا يخل بالرسالة التى يقدمها للطفل مغلفة بالمتعة والتعاطف ومن ثم سيقتنع الطفل وتلقائيا يتغير سلوكة، وهو ما سنطبقه على عدد من أفلام والت ديزنى نموذجا مثل فيلم "البحث عن نيمو" وفيلم "بامبى" وفيلم "ريو" وفيلم "لوراكس" Well E وغيرها. والتى تفتح المجال لمعرفة الطفل بما يحيط به عناصر البيئة المختلفة والكائنات التى قد تكون بعيدة عن بيئته التى يعيش فيها.و المشكلة التى يتعرض لها بطل الفيلم التى تحمل رسالته الثقافية وتجذب الطفل للتفكير فيها كى يصل فى النهاية إلى مفهوم (إننا نعيش على كوكب واحد وأن ما يؤثر هناك بعيدا بعيدا يمكن أن يصلنا ضررة كما لو كان بجوارنا) وهو ما سيكون موضوع المقالات القادمة بإذن الله.