الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كل هذا الحُب لـ«وحــــيد حــــامد»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بحب «وحيد حامد»، أفضل سيناريست فـى مصر عن جدارة مُنذ ما يقرب من ٤٠ عامًا حتى الآن، أستاذ كبير، مُعلم أجيال، قدم للسينما أفلامًا عظيمة بمثابة تُحف فنية عاشت معنا وستعيش مع أبنائنا وأحفادنا، تعلمنا منه العظات والعِبر، مِن كتاباته تشعُر أنه مصرى أصيل يحاول جاهدًا نقل خبراته الحياتية لنا وعاداته وتقاليده، كلماته فى أفلامه تُرسخ الوطنية والانتماء والأصالة، مواقفه معروفة ومُعلنة على الملأ بأنه مُناهض للجماعة الإرهابية وحذر منها وكشف عن تطرفها ونقل لنا الكثير والكثير من كواليسها الداخلية فـى أفلامه ومسلسلاته.
«وحيد حامد» الرائع، كتب عن «الهلفوت» فأبدع، كتب عن «البرىء» فرسم لنا لوحة فنية لم نعتدها، حذرنا من «اللعب مع الكبار»، قال لنا: قولوا آآه فـى «النوم فـى العسل»، وسع مداركنا وشد من أزرنا وجعلنا نطالب بحقنا من الحكومة فـى «قانون ساكسونيا»، كتب «الإرهاب والكباب» فأجاد، كتب عن «معالى الوزير» فأمتعنا وهو يقول: أُقسم بالله العظيم أن أحترِم هذه الصُدفة، أن أحترِم هذه الغلطة التى جعلتنى وزيرًا وأن أُحسِن استغلالها، كتب عن «الراقصة والسياسى» فحفظنا السيناريو والحوار من حلاوته وجماله، ولا ننسى كلمات الراقصة للسياسى حينما قالت: «كُل واحد فينا بيرقص بطريقته، أنا بهِز وِسِطى، وإنت بِتِلعب لسانك وتخُطُب»، كتب «محامى خُلع» فناقش ظاهرة الخلع بكل ذكاء.
«وحيد حامد» الموهوب، كتب مسلسل «أحلام الفتى الطائر» فتابعناه حلقة حلقة، كتب مسلسل «أوان الورد» فتعلقنا به وظللنا نُتابعه من حلاوة السيناريو ومن قمة الإثارة التى يتضمنها، كتب مسلسل «الجماعة» فجعلنا نعرِف مساوئها وتلاعبها بالدين وضلالها وتطرفها وإرهابها، كتب كلاما أصبح حِكما بالنسبة لنا فى فيلم «الإنسان يعيش مرة واحدة» ومن هذه الحِكم (الدنيا يا ولدِى لها وِشين، أبيض وإسوِد، لما تبقى بيضا قُدامك، افتكر الإسوِد، علشان تِسلك)، كتب كلمات عظيمة فى أفلامه، تأثرنا بها، وتعلمنا منها، وأخذنا بها، ووضعناها أمام أعيُننا فى كُل تصرفاتنا، لا ننسى جُملته التى كتبها فى فيلم «اضحك الصورة تضحك حلوة» حينما قال (الكلمة اللى بتطلع من بُقك عقِد)، ولا ننسى «الدنيا على جناح يمامة» و«دم الغزال» و«غريب فـى بيتى» و«ديل السمكة» و«المنسى» و«الغول» و«البشاير» و«العائلة»، وكان فيلم «سوق المُتعة» فكرة جديدة، و«إحكى يا شهرزاد» صورة لما يحدث فـى المجتمع، و«رغبة متوحشة» حققت نجاحًا مُلفتًا، وعيشنا مع «طيور الظلام» الفيلم الذى صور لنا الصراع بين اثنين زملاء فـى الجامعة وتخرجا وأصبح أحدهما مؤيدًا للحكومة والآخر انضم للتيار الإسلامى وتصارعا بعد ذلك، وكان هذا الفيلم نبوءة من وحيد حامد لما يحدث وسيستمر حدوثه فى المستقبل وقد كان وشاهدناه.
«وحيد حامد» كان يجلس كعادته فـى أحد الفنادق الكبرى المُطلة على كورنيش النيل، كانت له «ترابيزة» مُخصصة له عرفناها جميعًا بالدور الأرضى، وجلس معه عمالقة السينما من ممثلين وممثلات ومنتجين ومخرجين، كانت هذه الترابيزة بمناسبة شعاع نور، يجلس عليها يوميًا وحيد حامد ليكتب سيناريوهات وحوارات أفلامه لنتعلم منها ونقتدى بها وتكشف لنا دروب ودهاليز لم نكن نعرفها من قبل.
«وحيد حامد» تم تكريمه فـى مهرجان القاهرة السينمائى وتحدث عن أساتذته ومُعلميه وكان مشهدا يدعو للفخر، لكننى شعرت أن «وحيد حامد» مثل «طائر الليل الحزين»، شعرت بشجن داخلى يكاد يخرج من بين ضلوعه، شعرت بحزن مكتوم بداخله، فـتأثرت وكتبت له هذا المقال شهادة منى بأنه من ضِمن الذين تأثرت بهم وشكلوا شخصيتى لأننى أُكن له «كُل هذا الحُب» وأكثر.
belaleldewy@gmail.com