الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

خيانة الوطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس غريبًا أن كل العقود الاجتماعية اتفقت عبر التاريخ بأن خيانة الوطن هى أقذر وأحقر أنواع الخيانات مهما كان مبررها، وهى جريمة قديمة قدم الحياة، وقد تميزنا بها نحن العرب وتفردنا فيها، فشيخ مشايخ دمشق في القرن السابع الهجرى سيف الدين المنصورى ذهب بنفسه لمقابلة "قازان" ملك التتار وعرض عليه مساعدته لدخول دمشق وإسقاط الخلافة العباسية، والوزير خاير بك الذى أطلق عليه المصريون"خاين بك"هو من ساند وساعد السلطان العثمانى سليم الأول في دخول مصر سنة 1517، وهو من تسبب في هزيمة جيش المماليك في موقعتى مرج دابق والريدانية لتصبح مصر أسيرة للعثمانيين الأتراك عدة قرون، وابن العلقمى وزير الخليفة العباسى المستعصم بالله راسل القائد المغولى هولاكو سرًا ودعاه لاحتلال بغداد، وقام بتسريح مئات آلاف من الجنود بحجة تقليص النفقات ممهدًا الطريق أمام المغول لدخول العراق وسقوط الدولة العباسية، وإذا عدنا إلى الوراء وتحديدا إلى العصر الجاهلى فسوف نتوقف أمام أبى رغال، وهو الرجل الذى ساعد إبرهة الحبشى على دخول أرض الحجاز، ولم يكن الأحباش وقتها يعرفون مكان أو طريق مكة حتى قدم أبورغال نفسه لأبرهة وساعده في الوصول إلى هناك فحدثت الواقعة التي خلدها القرآن الكريم حين أرسل الله تعالى طيرا أبابيل ألقت بالحجارة القاتلة على إبرهة وجنوده، وفى لسان العرب والمعاجم العربية ينعت الشخص الخائن بأبى رغال، وكانوا في الجاهلية يرجمون قبره في الحج كل عام حتى جاء الإسلام وغير تلك الشعيرة واستبدلها برجم الشيطان، ولا شك أن التاريخ قد حفر على صفحاته قصص الخونة التى تنتهى دائمًا بنهايات مأساوية، فبعضهم تم قتله بواسطة الغزاة أنفسهم، وبعضهم أصيب بالجنون ومنهم من انتحر، فبعدما كانوا يتصورون أنهم سينالون تقديرًا خاصًا ومكانة عليا من الجيوش والدول التى ساندوها ضد بلادهم اكتشفوا أن ذلك لم يحدث وأن المستعمر أو الغازى ينظر إليهم بعين الاحتقار لأنهم خانوا بلادهم، وبمجرد أن ينتهى الخائن من عمله ويؤدى مهمته يقرر الغازى الخلاص منه،لأنه ليس أهلًا للثقة، وكان هتلر يقول"أسوأ من تعاملت معهم هم الذين ساندونى في احتلال بلادهم"أما نابليون فكان يشيع بين الناس أنه يكرم الخائن ويرسله إلى إحدى جزر البحر الأبيض ليقيم فيها معززًا مكرمًا ويزوجه من فرنسية، بينما كان في الحقيقة يقتل الخائن ويلقى بجسده في البحر بعد إتمام مهمته،أما الشائعة فكان يطلقها لتحفيز أصحاب النفوس الضعيفة وحثهم على الخيانة، وعقاب خيانة الوطن في معظم بلدان العالم هو الإعدام، فمن خان الوطن لا يؤتمن على أى شيء آخر، وللأسف فنحن نشاهد أناسًا يفخرون بخيانتهم لوطنهم،هؤلاء الذين يعيشون في تركيا وقطر ويطلون علينا عبر شاشات تلفازية تبث إرسالها خصيصًا من أجل إسقاط مصر، وهناك من يحاول إثارة الغرب فيسافر ضمن وفد من الخونة لمقابلة الرئيس الفرنسى أو أعضاء الكونجرس الأمريكى ليطالبوهم بوقف أى مساعدات اقتصادية لمصر ويحدثونهم عن المعتقلات وحرية الرأى وحقوق الإنسان والتعذيب والاختفاء القسرى وبعض القصص الوهمية التى هى من نسج خيالهم، وبعضهم يقدم برامج عبر الإنترنت يدعون فيها الناس للتظاهر وقتل ضباطنا الشرفاء ويطلبون من الشعوب الأخرى عدم زيارة مصر ووقف السياحة والتجارة أو بمعنى أدق يأملون في خراب مصر، وإذا كنا نفترض أن لهؤلاء خصومة مع النظام فما ذنب الشعب،هل فكر أحدهم في المواطن المصرى البسيط، الإجابة قطعًا لا..فهؤلاء لا يفكرون إلا في أنفسهم ويظنون أن يومًا سيأتى ويعودون إلى مصر على ظهر جياد الفرسان لكن هيهات فالشعب المصرى يدرك جيدًا أنهم مجموعة من الخونة وأن هدفهم المصلحة الشخصية فقط، وأنهم لا يعبئون بصالح الوطن أوالشعب الذى لم يمنحهم توكيلًا للحديث باسمه أو نيابة عنه، وهم يعيشون وهمًا صنعوه لأنفسكم، فراحوا يكذبون حتى صدقوا أكاذيبهم وظنوا أن الشعب معهم، ولكن الحقيقة غير ذلك فالشعب المصرى كره المظاهرات والثورات وقطع الأرزاق وغلق المحال، وهو الآن يشعر بثمرات الإنجازات التى تظهر جلية حوله ويكفى سعر الدولار الثابت منذ عدة سنوات والذى سبب ثباتًا في معظم أسعار السلع الأساسية، ناهيك عن الإنجازات التى يراها المواطن كل يوم في الطرق والكبارى والمدن الجديدة والقضاء على الأمراض المستوطنة وعودة الأمن ونقل سكان العشوائيات إلى بيوت آدمية وغير ذلك من إنجازات يشعر بها المصرى على أرض الواقع تجعله لا يستمع إلى أكاذيب هؤلاءالخونة، الذين نسوا أن الدول التي تؤويهم الآن قد تبيعهم إذا ما تغيرت سياستها، وهذا أمر وارد في أي وقت.