تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
"يا لها من أنباء حزينة" بتلك الكلمات أعرب الأيقونة البرازيلية بيليه عن حزنه لوفاة الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا.
وأضاف الجوهرة السوداء بيليه: فقدت صديقا عظيما.. والعالم خسر أسطورة، أتمنى أن نلعب الكرة سويا في السماء.
مارادونا والذى عرُف في مسيرته بـ"الفتى الذهبي" بدأ مسيرته الكروية في ١٩٧٦ وحصد جائزة أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية عامى ١٩٧٩ و١٩٨٠.
ثم حقق حلمه بارتداء قميص بوكا جونيورز عام ١٩٨١ محققا لقب الدورى الأرجنتينى لمدة موسم واحد قبل أن تطأ أقدامه القارة الأوروبية.
دييجو انتقل إلى برشلونة الإسبانى مقابل ٥ ملايين جنيه إسترليني وأصبح أغلى لاعب في العالم حينها وخلال موسمين حقق ٣ ألقاب.
الأرجنتينى انتقل في صفقة تاريخية إلى نابولى ليحول الفريق إلى واحد من كبار الأندية الإيطالية ومحققا لقب الدورى الإيطالى مرتين ويقود الفريق لحصد اللقب كأس الاتحاد الأوروبى لأول مرة في تاريخه.
٧ سنوات في جنوب إيطاليا الأفضل في تاريخ الأسطورة على مستوى الأندية أصبح خلالها الهداف التاريخى للنادى برصيد ١١٥ هدفا.
واختتم مشواره بقميص فريقه الحلم بوكا جونيورز بين ١٩٩٥ و١٩٩٧.
بقميص التانجو حقق مارادونا لقب كأس العالم للشباب عام ١٩٧٩، بعدما سجل في جميع المباريات وحصد جائزة أفضل لاعب.
مارادونا أسطورة كرة القدم الذى سحر الملايين هو من أعظم لاعبى كرة القدم، وكان قائدا لمنتخب بلده الذى فاز بكأس العالم في عام ١٩٨٦، وقدم أداء فرديا رائعا.
وفى بيان بموقع تويتر، أعرب الاتحاد الأرجنتينى لكرة القدم عن "بالغ الأسى لوفاة أسطورتنا"، مضيفا "ستظل دوما في قلوبنا".
أحرز مارادونا ٣٤ هدفا في ٩١ مشاركة له مع منتخب الأرجنتين، حيث مثّل بلده في أربع نسخ من بطولة كأس العالم. وخلال النصف الثانى من مسيرته كلاعب، عانى مارادونا من إدمان الكوكايين، وحُرم من اللعب ١٥ شهرا لثبوت تعاطيه المخدر في عام ١٩٩١.
واعتزل كرة القدم في عام ١٩٩٧، يوم عيد ميلاده السابع والثلاثين، وذلك أثناء الفترة الثانية التى يقضيها في صفوف فريق بوكا جونيورز.
ظل مارادونا شخصية مثيرة للجدل أُطلقت عليها أوصاف مختلفة ومتناقضة، فهو اللاعب المبهر والعبقرى الكروى الاستثنائى، لكنه في الوقت نفسه المدمن الذى تلاحقه الفضائح.
ويعد مارادونا أحد أكثر لاعبى كرة القدم موهبة في تاريخ اللعبة كما يقول موقع بى بى سى الإخبارى، إذ يتمتع هذا اللاعب الأرجنتينى بمزاوجة نادرة بين قدرات متعددة. فهو صاحب أسلوب لعب مميز ورؤية متقدة، فضلا عن اتسامه بالحيوية والسرعة في اللعب، الصفات التى تسحر مشجعيه.
ولد دييجو أرماندو مارادونا قبل نحو ٦٠ عاما في حى فقير في مدينة بوينس آيريس، وهرب من واقع الفقر في شبابه بتحوله إلى نجم كرة قدم شهير يعتبره البعض حتى أعظم من أسطورة كرة القدم البرازيلى، بيليه.
سجل اللاعب الأرجنتينى ٢٥٩ هدفا في ٤٩١ مباراة، وتفوق على منافسه الأمريكى الجنوبى في حصيلة الأصوات التى حصل عليها في عملية الاقتراع لاختيار أعظم لاعب في القرن العشرين، قبل أن يغير اتحاد كرة القدم الدولى (فيفا) قواعد التصويت ويخلص إلى تكريم اللاعبين معا.
وأظهر مارادونا قدرات استثنائية منذ مراهقته عندما لعب مع فرق الناشئين والشباب، ابتدأها باللعب مع نادى أستريلا روجا ثم فريق نادى أرجنتينوس جونيورز، قبل أن يتقدم لاحتراف اللعب عالميا وهو بعمر ١٦ عاما و١٢٠ يوما، حيث لعب أول مباراة دولية له مع منتخب الأرجنتين ضد منتخب المجر.
لا يبدو مارادونا في صوة الرياضى المثالية؛ فهو قصير وبدين نسبيا ولا يتجاوز طوله خمسة أقدام وخمس بوصات، بيد أن مهاراته الفائقة في اللعب وخفة حركته وقدرته على المراوغة والانسلال بين اللاعبين وسيطرته على الكرة وتمريراته الناجحة، كلها مهارات تعوض وتغطى على نقص السرعة والوزن الزائد نسبيا. وفى جولة ربع النهائى في بطولة العالم، وفى مباراة فريق بلاده مع منتخب إنجلترا وقعت حادثتان، طبع الجدل بشأنهما مجمل حياة ماردونا الكروية.
فقد اتسمت تلك المباراة بشحنة احتكاك وتحدٍ إضافية بسبب حرب فوكلاند التى وقعت بين البلدين قبل أربع سنوات منها.
وحتى الدقيقة ٥١ من المباراة كانت نتيجة المباراة التعادل السلبى بدون أهداف، بيد أن مارادونا قفز في مواجهة حارس المرمى بيتر شيلتون ليسجل هدفا واضعا الكرة في شبكة المنتخب الإنجليزي.
لكنه قال لاحقا إن الهدف جاء بفضل "جزء من ضربة رأس من مارادونا والجزء الآخر من يد الرب"، وظل هذا الهدف مثار جدل في كرة القدم تشوبه شبهة أنه جاء من لمسة يد.
وبعد أربع دقائق، عاد مارادونا ليسجل ما وصف بـ"هدف القرن العشرين" عندما التقط الكرة في نصف ملعب فريقه وانطلق في هجمة ساحرة تجاوز فيها العديد من اللاعبين وليخدع حارس المرمى شيلتون مودعا الكرة في مرماه.
وقد تراجعت إنجلترا في البطولة بعد هذه المباراة لتتأهل الأرجنتين، ليقول مارادونا إنه كان "أكبر بكثير من فوز بمباراة، لقد كان سقوطًا للإنجليز بالضربة القاضية".
كان هناك أكثر من ٨٠٠٠٠ مشجع في انتظاره عندما حط بطائرة عمودية على أرض الملعب في إيطاليا.
قدم أفضل عروضه الكروية في إيطاليا وحظى بتكريم الجماهير حيث فاز نابولى بلقب الدورى الإيطالى عامى ١٩٨٧ و١٩٩٠ وكأس الاتحاد الأوروبى عام ١٩٨٩.
من كلماته الشهيرة: ذهبت إلى الفاتيكان فوجدت سقف الكنيسة مطلى بالذهب بينما البابا يخطب عن دعم الفقراء، تبا للجحيم لماذ لايبيعون السقف؟!!!
مشين، ملهم، ممتع، عظيم، قمة، كلمات تختصر شخصية مارادونا الذى عاش حياة صاخبة وحافلة.
وداعا الفتى الذهبى.