الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رحلة إلى دار الكتب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على كورنيش النيل بالقاهرة تقع الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق المصرية، يلاصق مبناها مبني الهيئة المصرية العامة للكتاب، بدرجة تجعل الكثيرين يخلطون بينهما. ما جعلني أرجع إلى تاريخ نشأتها واختصاصاتها، لأعرف اسمها القديم ورحلتها المكانية، حتى استقرت في مكانها الحالي برملة بولاق. عرفت أنها تعد أول مكتبة وطنية في العالم العربي بأسره. 
وكان على باشا مبارك ناظر ديوان المعارف- وقتئذ- قد اقترح على الخديوي إسماعيل إنشاء دار للكتب بالقاهرة، فأصدر الخديوي الأمر العالي بتأسيس (الكتبخانة الخديوية المصرية) عام 1870 لتقوم بجمع المخطوطات والكتب النفيسة التي كان أوقفها السلاطين والعلماء والأمراء على المدارس والمساجد والأضرحة لتكون نواة لمكتبة عامة على نمط دور الكتب الوطنية في أوروبا. ثم أنشىء لها مبنى آخر انتقلت إليه في عام 1904م. ثم انضمت دار الوثائق المصرية إلى دار الكتب المصرية. واستقرت في المبنى الحالي في عام 1971م. ليكون صالحا لأداء الخدمات المكتبية الحديثة ويوفر مخازن مناسبة لحفظ المخطوطات والبرديات والدورات والميكروفيلم. وفي عام 1993 صدر قرار جمهوري بإنشاء الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية لتؤدي وظيفتها كمكتبة وطنية تقدم خدماتها للباحثين والقراء في شتى المجالات. ينقسم المبنى إلى أربع وحدات رئيسية.
الوحدة الأولى مكونة من سبعة طوابق تطل واجهتها على النيل. الوحدة الثانية تعرف بمبنى البرج، ويشمل ثمانية طوابق خصصت لمخازن دار الكتب وصمم المبنى ليتحمل اثنين وعشرين طابقا. الثالثة: هي وحدة خلفية متصلة بمبنى البرج صممت من أجل الإدارة المركزية للمراكز العلمية والإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية. 
أما الرابعة والأخيرة فهي وحدة ملاصقة للمبنى الرئيسي مكونة من ثلاثة طوابق خصصت لدار الوثائق القومية ومكتب رئيس مجلس إدارة الهيئة وبعض الإدارات التابعة له. بينما خُصص الطابق الأرضي مطبعة لدار الكتب والوثائق القومية.
أما المراكز العلمية فعددها ستة هي: مركز تحقيق التراث الذي يعنى بتحقيق نصوص المخطوطات العربية ونشرها وحتى الآن يقوم بنشر كتب التراث المحققة على أيدي أكاديميين وإعداد كوادر جديدة من الباحثين للعمل في هذا المجال. ومركز تاريخ مصر المعاصر الذي يهدف إلى تأصيل دراسات تاريخ مصر الحديث والمعاصر والعمل على نشر التقافة التاريخية وتنمية الوعي التاريخي لجميع طبقات الشعب المصري من خلال إصدار سلاسل من الكتب وإقامة ندوات ومؤتمرات وغيرها. ـومركز الخدمات الببلوجرافيا والحاسب الآلي المنوط به إعداد سلسلة من الببلوجرافيا المتنوعة عن الأعلام والأحداث ويصدر مجلة "الفهرست" والموسوعية ربع السنوية في مجال خدمة المكتبات، كما أن وحدة الحاسب الألي تربط المركز بشبكة قوية ومؤمنة وتوفر تداول المعلومات أثناء العمل داخل المراكز بشكل آمن. ومركز الترميم والصيانة والميكروفيلم ويختص هذا المركز بحفظ المقتنيات وصيانتها ويعمل بشكل علمي دقيق طبقا لأحدث تقنيات وسائل الترميم في العالم. ومركز توثيق وبحوث أدب الطفل الذي يسعى إلى أن يكون أحد مراكز الاشعاع الثقافي بمجال أدب الطفل في مصر والعالم العربي لخدمة المهتمين من الكتاب والباحثين والنقاد المتخصصين في مجال أدب الطفل ويعود تأسيسه إلى عام 1986 بالتعاون ما بين وزارة الثقافة وجمعية الرعاية المتكاملة بمساهمة من هيئة فلبرايت وهو الموجود في المنيل في ميدان المماليك بحي روضة المنيل ومبناه عبارة عن فيلا مكونة من طابقين وهو معنى بجمع وتوثيق كل ما يتعلق بأدب وأبحاث الطفل المنشورة في مصر والعالم العربي وإقامة مؤتمر سنوي وعقد ندوات وورش تفاعلية مع الأطفال وغيرها من الأنشطة المختلفة. ومركز التنمية البشرية الذي يدرب العناصر البشرية ويعد الكوادر ويؤهلهم في جميع التخصصات.. ويحتوي كل مركز من المركز السابقة على مكتبة متخصصة تضم العديد من المصادر والمراجع والموسوعات والمعاجم التي تقدم العون للباحثين من الخارج. من هنا كان لزاما علىَّ أن أشارككم التعريف بهذا الصرح الذي يحفظ الماضي ويوثقه ويضيىء الطريق إلى المستقبل.