الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الشاب الأزهري محمد متولي الشعراوي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التحق الشيخ الشعراوي بالمعهد الابتدائي الأزهري بالزقازيق سنه 1926 ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنه 1932 ثم التحق بالثانوية الأزهرية بمعهد الزقازيق أيضا وكانت مرحلة جديدة في حياة الشاب الأزهري محمد متولي الشعراوي مرحلة الانشغال بالحركة الوطنية وأتحدث هنا عن الأزهر. 
الذي اندلعت منه الثورات وخرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد المحتل الإنجليزي فقد كان الأزهر هو مقر الثورة وهو مركز تجمع الثوار فكانوا يأتون إليه من مختلف أنحاء البلاد وكان شيوخه وطلابه في مقدمة المتظاهرين وأكثرهم جراءة وحماسه وتضحية وعملا في بث روح الثورة في الأحزاب وفي طبقات المجتمع وكانت ساحاته وأروقته مركزا لتنظيم المظاهرات الوطنية الكبرى، وكان يموج كل مساء بالألوف المؤلفة لسماع الخطب والقصائد الحماسية التي تلقى فيه ضد المحتلين. وعمل الاحتلال على فتح فروع متعددة للأزهر في أنحاء مصر وذلك لتفريق الطلاب وعدم تجمعهم في مكان واحد ظنا منه ان ذلك سيضعف المظاهرات التي تخرج من الأزهر وكما كان الأزهر في القاهرة منبع الثورات فقد كان فرع الزقازيق هو منبع الثورات التي تخرج خارج القاهرة وانخرط الشيخ الجليل في العمل السياسي والحركة الوطنية كواحد من زعماء الطلبة وهو الدور الذي أدي بالشاب الأزهري للاعتقال أكثر من مرة وألى القبض عليه ومحاكمته والحكم عليه بالسجن والفصل من الأزهر ويصف الشيخ الجليل هذه الفترة التي كان فيها رئيسا لاتحاد الطلاب بأنها كانت أيام جميلة في حياته إنها أيام الشباب والنضال من أجل الوطن ومن أجل الأزهر ويحكي انه كان يتخفى في صورة بائع الخبز وكان يركب عجلة ويحمل طاولة الخبز على رأسه وكان زميله يتنكر في ملابس سمكري حتى يتمكنا من الهرب من رجال المباحث ويتمكنوا من عقد الاجتماعات والمشاركة في المظاهرات وممارسة العمل السياسي. كانت أجيال هذه الأيام هى أجيال الشموخ والتصدي ولم تقبل الانحناء والركوع إلا لوجه الله والشيخ الجليل لم ييأس أبدا وذلك رغم ما حدث له من اعتقال وسجن وفصل من الأزهر لمجرد انه ألقى قصيدة تأييد للنحاس باشا والتي اعتبروها عيب في الذات الملكية. وبعد القبض عليه حكم عليه بالسجن لمدة شهر وتم فصله من الأزهر ومع التغيرات السياسية التي تواصلت في البلاد عاد الشيخ الجليل مرة أخرى إلى الأزهر. رحم الله الشيخ الجليل الذي أمضى فترة شبابه في العمل من أجل الوطن ومقاومة الاحتلال والدفاع عن الإسلام.