الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هذا ما جنته يداك يا آبى أحمد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعونا نتحدث هذا الأسبوع عن إثيوبيا فهى حديث العالم كله ويبدو واضحا من تفاقم الاضطرابات بها مع فشل مفاوضات سد النهضة المرة تلو الأخرى أن رئيس وزرائها آبى أحمد يقودها إلى الهاوية.
ولاشك أن هذا ما جنته يد آبى أحمد الذى حاول أن يكون سياسيا بارعا يعرف من أين تؤكل الكتف فاتحا عهده مع توليه زمام أمور بلاده قبل عدة سنوات لمفاوضات صلح انتهت باتفاق سلام مع إريتريا نال بسببها جائزة نوبل للسلام ليعود الهدوء لحدود بلاده مع حسن الجوار واتفاقات اقتصادية والاستفادة من الموانئ البحرية الإريترية.
وتوسم الجميع ونحن منهم الخير في آبى أحمد وأعتقد شعبه أن رخاء إثيوبيا قادم على يديه من جهة واعتقدنا نحن أنه رجل القضايا الصعبة العاقل الذى يمكنه الوصول لاتفاقية مرضية لجميع الأطراف في مياه النيل.
وساد التفاؤل بعدما تم توقيع اتفاقية المبادئ بين قادة مصر وإثيوبيا والسودان بشأن مفاوضات سد النهضة ولكن الرجل كان كمن سبقه يعشق المراوغة والخداع والنتيجة فشل المفاوضات مرارا وتكرارا وفى نهاية كل جولة تسمم إثيوبيا الأجواء لتعود بالمفاوضات حسب تصورى للمربع صفر.
وللأسف وطوال فترة المفاوضات ناصب آبى أحمد العداء لمصر تلميحا وتصريحا في كثير من المرات بالتشدد الإثيوبى في مفاوضات سد النهضة ومواصلة خداع العالم حتى اكتمال بناء السد وعندها لا مجال حينها أمام أم الدنيا سوى الأمر الواقع وتكون الاستجابة الإثيوبية، وربما يصل الأمر إلى وضع دول المصب أما مبدأ - ابجنى تجدنى - أي ادفع ثمن كمية المياه الإضافية التى تحتاجها أوفرها لك.
بالطبع فإن مصر لن تسمح لإثيوبيا أو أى كائن على الأرض بتعطيش شعب مصر وتسول مياهه وحقه في النيل.
وكما نعانى من آبى أحمد فالشعب الإثيوبى - الذى نتمنى له كل الخير والرخاء - فاض به الكيل هو الآخر وبين الحين والآخر خلال السنوات الماضية كنا نشهد احتجاجات شعب الاورومو ومختلف قوميات الشعب الإثيوبى ويسود المشهد العالمى الآن ثورة شعب تيجراى الإثيوبى على آبى أحمد وهى الثورة التى قد تقصم ظهر البعير وتبدد أحلام القيادة الإثيوبية الحالية في الاستمرار على كرسى الحكم.
فشعب تيجراى عانى من ظلم أبى أحمد وهو الآن في نزاع مسلح معه وإن لم يستمع آبى أحمد لصوت العقل ويتراجع عن القوة واستخدم المدافع لإسكات أصوات المعارضة والتخلص من معارضيه ستزداد معاناة الشعب الإثيوبى ويزداد معه الفقر.
ولهذا ليس غريبا مطالبة الكثيرين بالعالم سحب جائزة نوبل للسلام من آبى أحمد الذى اختار خيار الدم مع شعب تيجراى.
ولا أعرف على ماذا يراهن رئيس الوزراء الإثيوبى الذى دخل في عداء ومواجهة حقيقية مع قوميات شعبه الواحدة تلو الأخرى ولكن يبقى أن مواجهته العسكرية لثوار تيجراى المدججين بأسلحة الجيش الإثيوبى الذى جعل معظم عدته وعتاده على حدود إريتريا هى التحدى الأكبر أمام آبى أحمد الذى فقد هيبته وشعبيته في الكثير من المدن الإثيوبية نتيجة تمسكه بالحكم وإرجائه إجراء الانتخابات.
ولكن السؤال الذى يبحث الجميع عن إجابة له هو هل سيؤثر الصراع الداخلى بإثيوبيا على مفاوضات سد النهضة والإجابة يمكن التكهن بها فآبى أحمد ولكسب الشعبية مازال يعزف زورا على معزوفة وسيمفونية حلم الرخاء القادم للإثيوبيين عبر سد النهضة وبهذا يواصل التشدد مع مصر ومناطحة العالم عبر مفاوضات صورية مع المصريين والسودانيين لاتؤكل خبزا ولا تسمن ولا تغن من جوع وتحقق للإثيوبيين كما يتصور أطماعهم.
ولكن هيهات هيات يا أبى أحمد فشعبك بات يعرف أخاديعك وشعوب النيل وبخاصة شعبى مصر والسودان ومعها الدول الأفريقية والعالم باتت تعرف أنك لا تريد إلا الحل الذي يحقق مصلحة كل الأطراف، والذي تنادي به مصر منذ البداية، التي لديها قيادة سياسية واعية يساندها شعبنا وجيشنا هو خير أجناد الأرض، كما نجحت في إيصال الرسالة للعالم.