تابعتُ خلال الأيام الماضية مبادرة "لا للتعصب" التي أطلقها الكاتب كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام بالاشتراك مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والتي كان شعارها.. "مصر أولًا.. لا للتعصب"، وفي رأيي هي مبادرة أخلاقيَّة ووطنية كنا في حاجة كبيرة لها.
تكمن أهمية هذه المبادرة في خطورة التعصب على مجتمعنا المصري في شتي المجالات وليس الرياضة فقط.. الأهم أن مباراة القمة بين الأهلي والزمالك المقرر انعقادها في استاد القاهرة 27 نوفمبر الجاري والتي تُعدُّ هي الأولى من نوعها بين ناديين من نفس الدولة هي بداية للمبادرة وليس النهاية وفق تأكيدات أطراف المبادرة؛ وهذا أهم شيء.
ومن المعروف أن التعصب لا يتوقف عن التشجيع والرياضة فقط، ولكن تعصب في الرأي وفي كل مجالات الحياة، ومختلف التحديات والمجتمع وأن الاستمرار في التعصب يؤذي المجتمع كله؛ لم يتوقف الأمر عن إطلاق المبادرة وإنما رأينا طرفيها داعمين لها متحدثين عنها في عدة ندوات، مؤكدين على ضرورة دعمها بشكل واسع وفعَّال وضرورة الانضمام لها.
رأينا أيضًا خلال الأيام الماضية حملة كبيرة من الدعم والانضمام للمبادرة من الصحف الكبرى والإعلاميين والصحفيين والكتاب والشخصيات العامة، ونأمل في أن تتوسع حملات الدعم والانضمام لتشمل رجال القوى الناعمة من الفنانين والرياضيين والمثقفين وأن يتبنى كل في مجاله مبادرة لا للتعصب.
نعلم جميعًا أن الرياضة أشهر وسائل الترفيه عن الشعوب وأكثرها شعبية بين الدول والمجتمعات ليس ذلك فقط وإنما أصبحت صناعة مهمة يعمل فيها آلاف من المواطنين؛ لذلك كانت البداية من قطاع الرياضة، وكما قال الدكتور أشرف صبحي، إن مبادرة لا للتعصب برنامج طويل الأجل، ولا تقف عند نهائى دوري أبطال أفريقيا فقط، وفى وزارة الرياضة يتم العمل على تتبع الحزم الهادئ، وأن مبادرة نبذ التعصب تُطبّق نظام التكامل الذى تدعو له القيادة السياسية بدمج كل المؤسسات المرتبطة بالأمر، وهو ما يسمى التحرك الذكي لنشر المبادرة، وأكد صبحى أن حملة "لا للتعصب" مستمرة على المستوى الشبابي، وأهم مقومات النجاح هو الجانب الإعلامي والدعم من خلاله.
"لا للتعصب" مبادرة وطنية تستحق كل الدعم، بدأت للسيطرة على تعصب الجماهير في مباراة القمة بين الزمالك والأهلي المقرر إقامتها في 27 نوفمبر الجاري، وستنطلق لتشمل إنهاء التعصب في جميع المجالات، وعلينا جميعًا دعمها بكثافة.
أخيرًا.. التعصب آفة المجتمعات، ننأى بمجتمعنا أن يُصاب بها؛ فمنذ آلاف السنين والسماحة سمة المصريين، ولا أبالغ إن قلت: إن السماحة اختراع مصري مثل ما اخترعه المصريون من إضاءات أنارت العالم منذ آلاف السنين حتى الآن كالكتابة وعلوم الحساب والفلك والهندسة.. فلا يصح أن يقع مجتمعنا فيما لم يقع فيه أجدادنا، وعلى المصريين أن يعيشوا ذلك الشعار ويجعلوه حقيقة.. "لا للتعصب".