الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أحلام "غوار" من نيتشة لجمال عبدالناصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مشهد من المشاهد المفصلية بمسرحية محمد الماغوط ودريد لحام "كاسك يا وطن" توهم "غوار" بأن والده الذي استشهد منذ سنوات يهاتفه. 
كان الأب الشهيد جادا في رسائله التي يرسلها عبر الخاطر إلى غوار، وكان الأخير يعيد الرد مازحا أحيانا، ومتحسرا أحيانا أخرى، وساخرا أحيانا ثالثة. لكن الأب المناضل والشهيد أخذ ابنه على محمل الجد وسأله: يعني لا ينقصكم شيء؟ فيرد غوار: لا ينقصنا غير شوية كرامة بس.
يسأل الأب الشهيد عن الوحدة العربية فيرد غوار: لم نعد نتحدث عنها! وعن الحرية قال غوار: تقبل يدك! وعن المعتقلات قال غوار: حولناها إلى مدارس ومستشفيات!
ما أخبرتني عن العدالة؟ سأل الأب. العدالة حدث ولا حرج. أجاب غوار.
الحرية، العدالة الاجتماعية، الوحدة العربية هي الكلمات التي قامت عليها المسرحية، وأكدت على أهميتها لأي أمة تشرع في نهضتها، وهي الكلمات نفسها التي حلم كل الذين آمنوا بالحرية والسلام والإخاء بين البشر مع قطع النظر عن كل الفوارق أيا كان شكلها وموضوعها فمنذ بدء الخليقة والإنسان يسعى لخلاصه الشخصي ثم خلاص مجتمعه وبني جنسه من أي هيمنة أو استحواذ يكبل حريته ويحجم طموحه وأحلامه ومسعاه على هذه الأرض فهاهو مارتن لوثر كينج يقول إنه لا يستطيع أحد أن يمتطي ظهرك إلا إذا انحنيت له.
وكذلك مهاتما غاندي الذي قال إن الحرية هي روح الإنسان وأنفاسه، فكم ثمن هذه الأشياء؟ ويرى ألبرت أينشتاين أن كل شيء عظيم خلقه إنسان حرّ. ورأى ألبير كامو أن الحرية هي فرصة لنكون أفضل. وكذلك نيتشه الذي قال إن الحرية هي الرغبة بأن نكون مسئولين عن أنفسنا. 
قائمة الشعوب التي عانت من الحرمان من الحرية طويلة وقدمت في سبيل استردادها من المستعمرين والمحتلين تضحيات لا تحصى فها هو الزعيم جمال عبدالناصر الذي واجه الاستعمار ليس في مصر وحدها بل في كل البلاد العربية والأفريقية يؤكد في غالبية خطبه على أهمية الحرية للشعوب وأن أي ثمن تدفعها في سبيل استردادها يعد ثمنا بخسا وضئيلا.
بث "ناصر" عبر خطبه المختلفة رسائل إلى أمته والعالم مؤكدا عزمه على تحقيق الحرية والعدالة والوحدة العربية والقضاء على الاستعمار مهما كلفه الأمر.
من هذه الرسائل: قامت الثورة لتنقذ مصر من الاحتلال الطويل. قامت هذه الثورة لتبني لمصر قوتها الشخصية وقوتها المعنوية، وهذه هي أهدافنا التي كنا ننادي بها فهل تركنا الاستعمار؟ هل تركنا تجار الحروب؟ هل تركونا بعد أن تخلصنا من الاستعمار الطويل حتى تتكون شخصيتنا، وحتى يشعر كل فرد من أبناء مصر بعزته وكرامته وحقه في الحياة؟!
وقال أيضا: إن مصر وكل فرد من أبنائها يعرف ما هو الفرق بين السلام والاستسلام. وأن كل فرد منها يعلم ما هو السلام. كما أن كل فرد من أبنائها يعلم أن المحافظة على السلام تحتاج إلى جهد وعرق ودماء. وأن المحافظة على السلام لا تعني بأي حال من الأحوال الاستسلام.
وفي خطبة أخرى قال عبدالناصر إن الاستعمار لم يرض أبدا أن يرى مصر وقد تحررت بعد زمن طويل من العبودية. إن الاستعمار لم يرض أبدا أن يرى مصر وقد رفعت رأسها إلى السماء متحدة قوية ومتماسكة تنادي بالحرية والاستقلال وتنادي بالسلام. إن وطننا استمر على مر الزمن يكافح كفاحا طويلا ومجيدا في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال إن آباءنا وأجدادنا استشهدوا في سبيل هذه الحرية وفي سبيل هذا الاستقلال.