يشكل رفض الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب المستمر التنازل عن منصبه في ضوء خسارته الانتخابات الرئاسية 2020 مجموعة من المخاطر على الأمن القومي. ومع ذلك، لن يتم العثور على أكثرها خطورة في القائمة التقليدية للتهديدات التي تشغل فيلق واشنطن من خبراء السياسة الخارجية، بحسب ما ذكرت قناة "سي ان بي سي" الأمريكية اليوم السبت.
وهذا لا يعني أنه لا يوجد احتمال لخطر متزايد عبر قائمة المخاوف المعتادة: الصين أو روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية أو الإرهاب. لا يمثل أي منها - على الرغم من أهميتها - خطرًا وجوديًا على المصالح الأمريكية في الداخل والخارج مثل الاحتمال المتزايد لاستمرار الاستقطاب السياسي المحلي والانقسامات الثقافية المتزايدة، التي تسبب فيها ترامب، حيث يبقي الرئيس الحالي أكبر عقبة أمام الرئيس المنتخب جو بايدن.
وتؤكد تصرفات الرئيس ترامب في أعقاب هزيمته الانتخابية، والتي لن تغير نتيجة مغادرته لمنصبه في 20 يناير من العام المقبل، عزمه على الظهور كأهم قوة في الحزب الجمهوري، وبالتالي كنقطة تجمع دولية مستمرة للسياسيين الشعبويين والقوميين عبر العالم.
إن فشل مجموعة من هؤلاء القادة على مستوى العالم حتى الآن في الاعتراف بفوز الرئيس المنتخب جو بايدن يؤكد هذه الحقيقة. ومن بينهم الروسي فلاديمير بوتين والبرازيلي جاير بولسونارو والمكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، في حين هنأ رئيس الوزراء السلوفيني يانيز يانشا ترامب على فوزه.
وكلما اقترب يوم رحيل ترامب، كلما تحدث مع أصدقائه حول تمهيد الطريق لخوض سباق الانتخابات الرئاسية في عام 2024 لاستعادة المكتب الذي يغادره على مضض. لقد وعد بأن يكون رئيسًا سابقًا غير تقليدي، وأن يظل في دائرة الضوء من خلال أي وسيلة تثبت أنها أكثر فعالية، كما كان في منصبه.
ويرغب الرئيس المنتخب بايدن في مواجهة نفوذ الرئيس ترامب المستمر وتحقيق هدفه المتمثل في أن يكون القائد الموحد لجميع الأمريكيين والديمقراطيات العالمية. إذا كان بإمكانه فعل ذلك، يعتقد فريقه أنه يمكن أن يكون أحد هؤلاء الرؤساء التحوليين الذين يأتون بين الحين والآخر في لحظات تاريخية.
