انهارت أكذوبة الديمقراطية التي روجوا لها لعقود، سقط قناع الحريات عن وجه ما كان يدعى كذبا العالم الأول فبدا أنه ذلك العالم الثالث.. خرج من العشوائيات فتغيرت ملامحه لكن جوهره ظل هناك وإن تجمل وارتدى أحدث الموديلات وتمادى في زيفه فخدع العابرين بعده في الأزمنة.
أفرع شجرة الحرية أزهارها وهم وليس لها جذع في الأرض ولا ساق.
هجين نقلوه إلى ما يدعى أرض الأحلام فادعوا نسبهم لأرض لم تحبل بهم ولم تلقمهم صدرها وهي تتوجع مثخنة بالجراح.
فككوا المعنى شرقا وغربا وسكبوا في الأنهار خمرا ورشوا السقاة لتنبت الأرض كفرا.
حرفوا الآذان وادعوا أن التاريخ أعجميا فأورورقت في أراضيهم حروف الهجاء.
حالفوا الموت لدهر ليسكت عنهم وينبح على ما خلفوه من خرابات فاستوحش الأسر وأيقظ وفاؤه ما رأى من عذابات فأصابه السعار عليهم.. فنهش ذراع تمثالهم المزعوم وقبض روح "الليدي ليبيرتي" وبلعابه حرف ما قاله جروفر كليفلاند "لن ننسى أن الحرية اتخذت لها بيتا فى هذا المكان".
الفائز في معركة البيت الأبيض هم كل المخدوعين بأن إله يقطن غرب الكون يحكم.. يأمر.. يحيي ويقتل ويداه تمتد لتطفئ شمسا ولدت في المشرق.
الفائز من يترك شركه ويعلن أن وطنه هو الأوحد.
الوهم تبدد.. والخوف يلملم أثوابه.. شبح أجوف بجحافل فرت من فيروس يعبث.
أيا من تبحثون عن معنى وطن!
هذه الأرض جلد عظمي وقلبي.
هنا معنى الوطن.