الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإنترنت سلاح ذو حدين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر الإنترنت أفضل وسيلة للتواصل بين الناس، حيث يمكن الإتصال مع أي شخص موجود في مكان آخر من العالم، وكذلك يمكن استغلال مؤتمرات الفيديو، والدردشة، وخدمات المراسلة من أجل زيادة التواصل الشخصي والتفاعلي.
كما أن تعيين المواقع ورسم الخرائط تساعد التطبيقات التي تعمل بالإنترنت على مساعدة الأشخاص في رسم الخرائط اللازمة للوصول إلى الاماكن المقصودة لا سيما بواسطة تقنية (gps)، بالإضافة إلى توفير المعلومات الخاصة بمواقع الشركات التي يحتاجها الفرد والمستشفيات والعيادات وغيرها من مرافق عن طريق حصرها وأماكنها في قائمة ليستفيد منها. كما أن الإنترنت وسيلة أساسية للخدمات المصرفية ودفع الفواتير بالإضافة إلى التسوق عبر الإنترنت تتاح للأفراد حالياً فرصة الوصول إلى حساباتهم المصرفية دون الحاجة إلى مراجعة البنوك، بالإضافة إلى قدرتهم على دفع فواتير الكهرباء أو الماء مثلاً، وإجراء بعض المعاملات الحكومية الأخرى عن طريقه ،كما يساعد على تحديد هوية المشبوهين والشهود من خلال استخدام الإرهابيين لشبكات التواصل الاجتماعي، وذلك من أجل تعزيز جهود الكشف عن هذه الأنشطة الإجرامية في إطار التحقيقات الوطنية المتصلة بمكافحة الإرهاب، وغيرها من المزايا التي يقدمها الإنترنت.
إلا أنه رغم الخدمة المميزة التي يقدمها الإنترنت للمجتمع الدولي، نجد إن تنظيمات الإرهابيين تسعى بشتئ الطرق إلى مواكبة العصر واستخدام التقنيات الحديثة واستغلالها لتحقيق أهدافها الخبيثة، فمن جماعات تقليدية إلى خلايا إرهابية عنقودية، إلى ذئاب منفردة وأسراب هائمة، بالتوازي مع تصاعد لافت وتنوع كبير في أدوات العناصر الإرهابية وأساليبها .
فمن وقت لآخر، تتصاعد ظاهرة الإرهاب والتطرف والعنف ، وتتعقد أدواته وأساليبه على نحو يجعل ارتداداته أكثر تركيباً، بما يحتم بحث طرائق وأدوات مبتكرة للتعاطي مع ما بات يمثله من تحديات ويثيره من إشكاليات، للخروج والتخلص من هذا المستنقع وذلك النفق المظلم .
فمن أسلحة بدائية إلى قنابل ومتفجرات متطورة وأسلحة ثقيلة، وقدرة على شن هجمات كيماوية، وامتلاك صواريخ قصيرة المدى. هذا مع الانتقال من مراحل الهجوم على المؤسسات بالأسلحة والمتفجرات إلى استهداف المدنيين، عبر عمليات طعن ودهس وتفجيرات طائرات مدنية، فضلا عن التوظيف المكثف لأساليب الحرب النفسية والخداع الفكري ، امتد ذلك إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كجزء رئيسي من حرب الإرهاب العالمية، وأصبح تقليديا وجود الكثير من مختلفي الجنسيات والثقافات واللغات داخل تلك التنظيمات التي اجتازت الفضاء الإلكتروني، ولم يقتصر ذلك على محاولات نشر أفكارها أو القيام بهجمات إلكترونية، وإنما شمل أيضا الترويج للأعمال الإرهابية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تتضمن صفحات تتجاوز القدرة على الرقابة والمتابعة الأمنية اللصيقة.
هذه الصفحات غدت توضح كيفية تصنيع المتفجرات، وسبل الحصول على المعلومات المختلفة التي تحتاج إليها الأفراد والجماعات من تخطيط وتنفيذ عملياتها الإرهابية.

وكنتيجة لهذا التوسع في إستخدام الإنترنت ودخوله إلى العديد من المجالات؛ فكان من الطبيعي دخول المجال الإلكتروني ميادين الحروب واستخدامه في بث الرعب والفزع في نفوذ المدنيين، حيث من المتوقع أن تكون الحرب الإلكترونية السمة الغالبة، إن لم تكن الرئيسية للحروب المستقبلية. وتكمن خطورة حروب الشبكة العنكبوتية في كون العالم أصبح يعتمد أكثر فأكثر على الفضاء الإلكتروني لاسيما في البنية التحتية المعلوماتية العسكرية والمصرفية والحكومية إضافة إلى المؤسسات ،والشركات العامة والخاصة.
لم يعد الإرهابيون، في الوقت الحالي، بحاجة إلى خدمات وسائل الإعلام التقليدية لتوثيق وبث جرائمهم التي تغذيها الكراهية، بل إنهم بمساعدة الإنترنت وأدوات بث الفيديو المباشر، يمكنهم بأنفسهم القيام بذلك. كل هذا الدمار من خلال إستخدام شبكات الإنترنت المظلم.