يعود تاريخ مصر إلى ما قبل 5000 عام وهى الحضارة التي استمرت على مدى سنين طويلة ولم تهزم قط من عوامل طبيعية أو بشرية وذلك بفضل الوحدة الطبيعية التي تتمتع بها وهى أخص خصائص الوطن السياسي المصري كقطعة من الأرض والوحدة الوطنية بلا ريب تعد أبرز ملامح المجتمع السياسي الذي احتواه ذلك الوطن عبر العصور كقطعة من البشرية.
ومن خلال الوحدة الوطنية والوحدة الطبيعية جاءت وحدة مصر السياسية بلا زيادة ولا نقصان فمن الوحدة اللغوية إلى الوحدة الدينية إلى الوحدة السيكولوجية.
فبغير الوحدة اللغوية لا وحدة لشعب في الحقيقة، إنها وحدة الفكر وبغير الوحدة الدينية تقاسي الشعوب كثيرا لأنها وحدة القلب والوحدتان معا تؤلفان الوحدة الثقافية التي تمثل طابع الأمة المميز وكلها معا تصنع الوحدة السيكولوجية وهى وحدة المزاج والطبع والنفسية والسلوك والعادات وطريقة الحياة.
فمصر السياسية أو غير السياسية لم تكن " أمة الأمم " قط وإن كانت " أم الأمم " وهى بسبقها وأصالتها "عاصمة الأمم" ومصر وطن من لا وطن له فهى قبلة للاجئين وبلد مضياف وشعب لا يعرف كراهية الأجانب دخلها محمد على جندي الباني ليصبح ملكا في مصر وحضر الرويعي اليها من تونس ليصبح أول من أطلق عليه شاخ بندر التجار وتسمى منطقة كاملة باسمه في أعرق إحياء مصر وحضر إليها الشاب حبيب السكاكيني من سوريا ليعمل في شركة قناة السويس ليصبح بعد ذلك من العلامات المهمة في التاريخ المصري ولا يزال قصره معروفا في منطقة السكاكيني التي سميت باسمه وحضر إليها جروبي ليصبح واحدا من أهم وأغنى رجال الأعمال في القاهرة والإسكندرية.
إنها مصر الشامخة العظيمة. حفظ الله مصر وحفظ جيشها العظيم
