تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
استعدتُ تواصلي مع أستاذة الأدب الشعبى بالمعهد العالى للفنون الشعبية، د. نهلة إمام، عند إرسالى لها مقالي السابقين عن والدها، زائر ليبيا 1963م، الصحفى المعروف والمؤرخ عبد الله إمام، وكنت اعتذرت لها أولا عن سهوى إدراج لقبه «الإمام»، والصحيح «إمام» بالجزء الثانى (كان العنوان لما كتبته عنه: إمام الشارع الطويل)، وقد أخذنا الاتصال الهاتفى، لتذكر حديثنا حول لقائنا العام الماضى بمنشط المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا، حين أشرتُ إلى إعدادى كتابا أحوصل فيه مجمل تجربتى الصحفية، ومشاركتى بأنشطة ثقافية أدبية بالقاهرة، ومصر عموما، بعنوان «مصر بعيون ليبية»، وفيه جزء متعلق بليبيين في مصر، ومصريين في ليبيا، فبادرت د.نهلة بطرح مشروع أطلس أو معجم نتشارك في إعداده كلتانا تأريخًا وتوثيقًا، نتقصى فيه عن سيرة شخصيات مصرية أثرت بدورها في المجتمع الليبى وتفاعلت معه، كما فاعلية ليبيين في مجالات متعددة في مصر منهم من تلقوا تعليما، أو نشطوا كأفراد في جالية، أو أصدروا نتاجاتهم المعرفية والأدبية، أو أسسوا مشاريع تجارية بعضها إلى يومنا هذا (نموذج القويرى في الصناعة الغذائية)، وغير ذلك من مساهمات لنماذج فاعلة، وذات مشروع من البلدين الشقيقيين الجارين.
وحدث أن تقطعت بيننا السبل، وذهبت كلٌ منا لانشغالاتها، وزاد وباء «الكورونا» من وطأة تأجيل البث في المشروع، وكنا عقدنا العزم على البث في موعد، لورشة عمل، تتقصد خارطة لذلك، ولنضع خطوطا عريضة لكيان معجم الشخصيات الألف بائى، وجدولة لمراجعنا التى سنعتمدها، ومنها اتصالات ومقابلات مع شخصيات تُعيننا على سبر تاريخى يتخذ من القرن الماضى، مبتدأ لرصد التفاعل المصرى الليبى، فما أتذكره أن د. نهلة وهى صاحبة الاقتراح، رأت أن نلقى الضوء بشكل تعريفى، استهلال كما بطاقة شخصية، وبادرتُ في هذه الفترة بإكمال اقتراحها بما دونته بمفكرتى الشخصية، وأضعه هنا للمرة الأولى، بأن نضع عرضا عن حياة الشخصية زمن الزيارة، أو الاقامة للعمل بمدة قصيرة أم طويلة (نموذج الشاعرة والكاتبة المصرية كوثر نجم، تجاوزت العقود الثلاث بطرابلس ليبيا)، ثم أثرها الذى تحقق بالمكان الجغرافيا بالعاصمة أم بالمدن الأطراف، ومن ذلك نذهب للأثر، ما جرى إفرازه مثلا ضمن كتاب، سيرة ذاتية، أو سيرة الدراسة كما كتاب الليبية خديجة عبدالقادر التى أصدرت أطروحة دراستها بمعهد سرس ليان بالمنوفية، أو كتاب متخصص، كالجغرافية الليبية لجمال حمدان، حتى إنى شرعت في بحث عبر «جوجل»، بغرض أدارج ملحق بالمعجم يُعنى بصور تلك الشخصيات، الشخصية، وما يتوافر من صور لعلائقها بالمكان وأناسه، مرفقا بما توفر من منتجها المعرفى والأدبى، صحيح أن المهمة تحتاج دأبا وتقصى مُدقق، فالبلدان مصر وليبيا بينهما وشائج وأواصر عميقة، وحسب الزمن المقرر اعتماده، مبتدأ القرن العشرين إلى تاريخنا الحالى، فإنه يبرز كزمن محمل بعطاءات كثيرة متبادلة، تُبين إرادة الإنسان حين يقرر أن ينتج ويتفاعل ويترك أثره وبصمته.