الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تقييم الأداء المهني للصحفيين على السوشيال ميديا «2»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من بين صفحات تقييم الأداء المهني على "فيس بوك" صفحة "اكتب صح»، وهى مبادرة أطلقها الصحفي حسام مصطفى إبراهيم في 12 من نوفمبر 2013، بغرض مساعدة الصحفيين والإعلاميين والطلاب ومحبّي اللغة العربية ومتعلميها على تلافي الأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية الشائعة، والكتابة بلغةٍ سليمة وراقية خاليةٍ من العيوب، ومنذ إطلاقها حظيت بتفاعل كبير وملحوظ، وسعيًا وراء زيادة الانتشار والوصول إلى قطاعات أكبر، أطلقت المبادرة موقعها الإلكتروني يوم 12 من نوفمبر 2015، كما دشنت قناتها على يوتيوب في وقتٍ لاحق، لتقدم مجموعة من الدروس التي تشرح قواعد النحو والإملاء بأسلوب جديد ومبسط، وأطلقت المبادرة أيضا مصححًا أتوماتيكيًا لتصحيح الأخطاء الإملائية، ما زال تحت الاختبار، لكن عددًا كبيرًا من المستخدمين يعتمدون عليه في إنجاز أعمالهم. 
كما تنظم المبادرة ورش عمل مجانية، سواء في الجامعات (القاهرة وزويل وعين شمس وبدر والجامعة البريطانية) أو مدن مصر ومحافظاتها المختلفة (القاهرة والإسكندرية والمنيا ودمنهور والمحلة الكبرى)، وفازت "اكتب صح" بجائزة (أفضل فكرة مبتكرة) في منتدى الإسكندرية للإعلام عام 2017، وترشحت للمرحلة النهائية من مسابقة "محمد بن راشد" للغة العربية عام 2018. 
كما تمثل صفحة "محرِرّون ديجيتال" مبادرة تعليمية في مجال الصحافة والترجمة، أطلقتها أكاديمية دانات ميديا لدعم الصحفيين في تجنب الأخطاء الشائعة، وتهدف الصفحة إلى المشاركة مع المعنيين بالعمل في مجال التحرير بمعلومات قيّمة ومفيدة حول الصحافة والترجمة والأخطاء الشائعة نحويًا ولغويًا، لمساعدة المُحرِرّين المبتدئين، والراغبين في اللحاق بركب العاملين في القطاع الإعلامي الجديد والقديم، على تجنب مثل تلك الأخطاء والظهور باحترافية للناشرين. وتنظم الصفحة بشكل دوريّ ورش عمل التحرير الصحفي والترجمة الصحفية، وذلك بالتعاون مع مراكز إعلامية متخصصة وموثوقة، بهدف سد ثغرة التدريب العملي على ممارسة المهنة. 
وقد اعتمدت الدراسة التي أجرتها د. سهير عثمان عبدالحليم رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية على الاستبيان الإلكتروني كوسيلة لجمع بيانات دراستها، وأُجريت الدراسة على مجموعة من الصحفيين المصريين العاملين في المؤسسات الصحفية المصرية الحكومية والحزبية والخاصة، وبلغ قوامها 200 مبحوث، للتعرف على استخدامهم لصفحات تقييم الأداء المهني لهم. 
فيما يتعلق بمفهوم المعايير المهنية للممارسة الصحفية، توصلت الدراسة إلى تباين نتائج عينة الدراسة فيما يتعلق بمدي إدراكهم لوجود معايير سليمة تحكم الممارسة الصحفية والمهنية، حيث أكد 45% من العينة إدراكهم التام لوجود مثل هذه الممارسات، بينما أكد 29% أنها تتواجد أحيانًا، بينما أكد 26% عدم تواجد مثل هذه المعايير على الإطلاق. 
وذهبت الدراسة إلى أن 74% من عينة الدراسة يروْن أن المعايير المهنية مهمة إلى حدٍ كبير، بينما أكد 17% فقط أنها مهمة إلى حدٍ ما، في الوقت الذي أكد فيه 9% أنهم لا يروْنها كذلك، ولعل حالة التخبط التي يعيشها الوسط الصحفي الآن قد تكون سببًا في تباين الإجابات؛ حيث يري البعض أن أهمية هذه المعايير تكمن في إصلاح حال الإعلام المصري بوجهٍ عام، بعد دخول عديدٍ من الآفات الناطقة باسم الحرية والتي كانت سببًا رئيسًا في تراجع المهنية. 
وبسؤال العينة حول أهم المجالات التي تدور حولها المعايير المهنية، أكد 61% من الصحفيين أن هذه المعايير هي معايير خاصة بالمضمون الصحفي المُقدّم ومرتبطة بالميثاق الأخلاقي للصحافة، بينما أكد 42% أنها معايير سياسية ترتبط فيها المزايا والمناصب القيادية بالولاء السياسي. 
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 24% من عينة الدراسة أكدوا أنها معايير غير مهنية بسبب غياب دور المؤسسات المعنية في تزويد الصحفيين بالقيم المهنية، بينما أكد 22% منهم أنها معايير متناقضة ومزدوجة لأنها لا تتعامل مع الصحفيين بمعيارٍ واحد، في الوقت الذي أكد فيه 20% من العينة أنها معايير غير ثابتة تخدم مصالح شخصية ولا علاقة لها بالمهنة، وأكد 12% أنه لا توجد معايير مهنية من الأساس. 
وكشفت الدراسة التأثيرات السلبية لغياب المعايير المهنية في العمل الصحفي؛ حيث يرى 68% من العينة أن أهم هذه التأثيرات تكمن في ضياع هيبة الصحافة وتراجع دورها ومكانتها، وتأتي في المرتبة الثانية وبفارق ضئيل "فقدان الثقة في نزاهة المهنة وقادتها والعاملين بها" وذلك بنسبة 64%. 
وتقاربت بقية النسب المتعلقة بالتأثيرات السلبية لفقدان المعايير المهنية، حيث أكد 48% من العينة ما يتعلق بقتل الإبداع وتأجيل اكتشاف الكوادر المتميزة، و47% أشاروا إلى إضعاف الروح المعنوية وعدم الرغبة في تطوير الأداء المهني، بينما أكد 44% أن التأثيرات السلبية لفقدان المعايير المهنية تكمن في الشعور بعدم الرضا والإحباط الدائم وفقدان الولاء والانتماء للمهنة. 
وتري الباحثة أن هذه التأثيرات السلبية التي ذكرتها عينة الدراسة، هى قراءة واضحة لحالة الإعلام المصري عامةً والصحافة بوجهٍ خاص، والتي انعكست بالضرورة على طرق معالجة المضامين الصحفية التي يتم تناولها حاليًا في الصحف والمواقع الإلكترونية المصرية. 
وللحديث بقية..!.