الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الثعابين السامة فى باريس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نقول من جديد ونكرر لعل التكرار يفيد الشطار. من يلعب مع الثعابين السامة لا بد من لدغه..قلنا هذا عندما تحالفت بعض انظمة الحكم العربية مع جماعة الإخوان المحظورة. وان لم تكن تحالفت نقول صمتت عنها وعندنا فى مصر المثل البليغ.. 
السادات فتح لهم المجال العام ليحاصر قوى التقدم وانتهى الأمر بمقتله فى مشهد درامى وسط رجال القوات المسلحة بالعرض العسكرى. مبارك أغمض الطرف عنهم فتمكنوا من مفاصل النقابات المهنية وصالوا وجابوا فى الاقتصاد ولما تمكنوا من البرلمان فى قفزة واحدة حصدوا 88 مقعدا عام 2005 وكان من الممكن حصد مقاعد البرلمان كله لولا دعم الدولة لرجالها من الحزب الوطنى وقتها.. ورغم الصمت والعطايا لهم فالثعابين السامة عندما حصلت على الضوء الأخضر من رعاة الإرهاب فى العالم حرقوا أقسام الشرطة وقتلوا أبناءنا فى سيناء.
اضرب المثل البليغ من مصر ولست فى حاجة لرصد أنظمة عربية عانت وما زالت من تغول ذلك التيار المتطرف.. والتطرف هنا ليس قاصرا على أحفاد حسن البنا ولكنه يمتد إلى كل التفريعات الدموية التى خرجت من عباءته سواء كان اسمهم القاعدة أو الجماعة الإسلامية أو داعش كلهم خرجوا من عباءة الإيمان باليقين المطلق واحتكار الحقيقة وتكفير الآخر وجعلوا أنفسهم - والعياذ بالله - مندوبين ينطقون بلسان السماء ويمتلكون مفاتيح الجنة والنار.
ما زالت الأنظمة العربية تعانى من ازدواجية الرؤية واجهة مدنية يحكمها القانون وقلب سلفى متخلف يضرب فى كل اتجاه.. لنصحوا على مصيبة كلما تمكنت الثعابين السامة من فرصة للتدمير.. إذا كان هذا هو حالنا فى الشرق فإن الغرب ليس أسعد حالا منا..نعرف جميعا ان بذرة التيار تأسست فى أحضان المخابرات البريطانية وكما قطعت من جسد الهند دولة اسمها باكستان ما زالت الأجهزة الغربية تقتطع من البلدان المنكوبة مساحات لتؤسس عليها ولايات الظلام والحرب بالوكالة... سوريا اليمن ليبيا العراق وغيرها.. كلها ضحايا التخابر والعملاء المتأسلمون جاهزون لتنفيذ المخطط.
عندما نقرأ فى تسريبات هيلارى كلينتون أن أمريكا كانت تخاطب الإرهابى الليبى...... بمصطلح " ولدنا " نعرف أن رقعة الشطرنج منصوبة على الدوام ومن تأخذه غفوة من نوم يصحو ولا يجد رأسه فوق رقبته.. حاولوا هنا فى مصر تكرار اللعبة ولكن شعبنا وجيشنا كانا على قدر المسئولية.
نقول هذا ولا يجوز هذا القول فى هذه اللحظة ولكنها الحقيقة وهى دوما جارحة.. نقوله تعقيبا على هجمات باريس تلك الهجمات التى قالت فيها السكاكين للأبرياء إن الغدر صناعة الذين تاجروا فى الوهم.
قلوبنا مع الأبرياء والعزاء كل العزاء لأقارب الضحايا.. نبحث عن مجتمع متصالح متسامح ولن نجد هذا المجتمع إلا بعد أن تتوقف ألاعيب السياسة إلا بامتلاك شجاعة المواجهة فلم يعد مقبولا من الأسرة الدولية أن ترى أوكار التطرف ومخازن أسلحتهم وصناديق تمويلهم ومنصات إعلامهم فى قطر وتركيا ثم يراوغنا المجتمع الدولى بكلمات ماسخة.. ينتقد الإرهاب علنا ويصمت عنه سرا فيدفع الأبرياء ثمن السياسة المزدوجة.
حفظ الله بلادنا وحمى حدودنا الأربعة وأبعد عنا الثعابين السامة من منظمات أو ثعالب منفردة أو حتى من أجهزة مخابرات معادية.