الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

النهضة التعليمية وبناء مصر ومواجهة الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد مصر نهضة تعليمية منقطعة النظير، سواء على مستوى التعليم الأساسي أو حتى التعليم الجامعي وما بعد الجامعي، هذه النهضة لم تكن على مستوى المباني التي أصبحت تُضاهي مثيلاتها في دول أوروبا، ولكن أيضًا على مستوى المعنى الذي تمثله القلاع العلمية في مصر الآن، وهو ما يؤكد اصرار القيادة السياسية على البناء ولكن على قواعد صحيحة، التعليم يمثل أحد مرتكزاتها.
أولت القيادة السياسية في مصراهتمامًا بالغًا بالعملية التعليمية، إيمانًا منها بأن التعليم يمثل جسر المستقبل الذي لا يمكن الاستغناء عنه بحال من الأحوال، كما أنه أحد أهم أسلحة مواجهة الفقر والإرهاب معًا، فكما لا يمكن خوض معركة التنمية غلا بتعليم جيد، فإنه أيضًا لا يمكن مواجهة الإرهاب إلا بمحاربة التطرف، ولا يمكن محاربة التطرف إلا من خلال العلم والتعليم وبناء عقول واعية تكون قادره على البناء وتستطيع أن تفرز الغث من السمين، فالتعليم هو صمام الأمان الذي يقف أمام أفكار التطرف.
الدولة تدرك أهمية معركة التنمية والإرهاب معًا، وعملت على تطوير منظومة التعليم من حيث المبنى والمعنى، وأشرف الرئيس بنفسه على هذه المنظومة منذ أن تولى السلطة في البلاد، فما حققته الدولة خلال السنوات الست الماضية يفوق بكثير ما حققته الدولة خلال أربعين عامًا، خاصة وأن البلاد واجهت ظروف صعبه نجحت من خلالها في التصدى لقوى الشر بفضل منظومة التعليم التي أرستها.
إدراك الدولة لأهمية التعليم يتناغم مع استراتيجيات البناء المرسومة والمخطط لها، فهي تعمل بمنطق يد تبني ويد تحمل السلاح، وهي تعلم جيدًا بأنه لا يمكن تحقيق هذه المفارقة إلا من خلال منظومة تعليم جيد وعصري، ولعل افتتاحات المشاريع التعليمية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنوات القليلة الماضية وما ينتوي افتتاحه مستقبلًا يؤكد ما ذهبنا إليه، فضلًا عن اشرافه شخصيًا على تطوير المحتوى الذي تقدمه منظومة التعليم .
الدولة سعت للتطوير ووفرت كل مقومات هذا التطوير، كما قدمت الحكومة كافة الإمكانات المادية المتاحة من أجل انجاح التجربة، ووفرت الدولة سُبل هذا النجاح للجامعات الأهلية والخاصة، التي شاركت الدولة هم التنمية ومواجهة الإرهاب أيضًا.
تنظيمات العنف والتطرف ومعها قوى الشر آلت على نفسها هدم الوطن وتغيب الوعي وخطف عقول الشباب، وهو ما تم التصدي له من خلال تقديم منظومة تعليم جيد شاركت فيه جامعاتنا التي قدمت نموذج فريدًا ودعمًا متواصًا للشهداء وأسرهم، فضلًا عن المادة العلمية التي يفخر بها الطلاب أمام كبرى الجامعات في الغرب، هذه الجامعات استخدمت الوسائل الحديثه ضمن برامج التعليم وطورت من رؤاها التعليمية على كافة المستويات.
البنية التعليمية في مصر متطوره بصورة كبيرة وتشهد طفره غير مسبوقة بفضل دفع الدولة للمعاهد التعليمية من مدارس وجامعات، ولعل الجامعة المصرية الصينية من أهم المشاريع التعليمية الحديثة والرائدة في نفس الوقت، التي ضربت مثالًا احتذت به الكثير من الجامعات عندما وفرت مقاعد دراسة بالمجان لأسرى الشهداء من ضباط الشرطة والقوات المسلحة، فضلًا عن الطفره التي تحاول أن تقدمها ليس على مستوى الطالب المؤهل والمناسب لسوق العمل ولكن على المستوى الفكري، وهو الأهم وما تبحث عنه الدولة ضمن المنظومة الفكرية لمواجهة الإرهاب والتطرف والبناء والتنمية..
افتتاح الرئيس مؤخرًا لجامعة الملك سلمان الدولية يؤكد على الدعم المتواصل للمنظومة التعليمية من قبل الحكومة والرئيس شخصيًا باعتبارها أحد أهم أدوات البناء ومواجهة الأفكار المتطرفة من خلال تفكيكها عبر منظومة ترتقي إلى أخر ما وصلت إليه المعاهد والجامعات الدولية في العالم.
وهنا الدولة ترسي قواعد البناء الذي يمتد لمئات السنين ويضعها على عتبات الدولة الحديثة، فرغم ما تقوم الدولة بتشييده من بنية تحتيه وعماره، إلا أنها تهتم أكثر ببناء الإنسان ويشاركها المجتمع المدني في ذلك، على اعتباره محور التنمية الحقيقي من خلال منظومة تعليمية تطل مصر من خلالها على المستقبل.