بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بحجب حزمة من المساعدات للجانب الإثيوبي تقدر بـ ١٣٠ مليون دولار، تأتي التصريحات التي طلب بها الرئيس الأمريكي إبلاغ الإثيوبيين بضرورة التوصل إلى اتفاق توحي بحجم الفجوة بين موقف البلدين من المفاوضات.
و على الرغم من وصف "أسوشيتيد برس" لإثيوبيا بأنها الحليف الأمني الإقليمي للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه باتت هناك فجوة كبيرة بين الجانبين الأمريكي والإثيوبي بسبب غطرسة الأخير؛ ويمكن الاستدلال على هذه الفجوة من اللقاء الذي جمع بين"مايك بومبيو" و"آبي أحمد" في السودان قبل فرض العقوبات بفترة وجيزة.
حيث أقرت الولايات المتحدة تعليق مساعدات لإثيوبيا بعد هذا اللقاء بأسبوع واحد تقريبًا، ما يعني فشل الجهود الأمريكية في إثناء إثيوبيا عن موقفها المتعنت!
إن تحذير الرئيس الأمريكي"دونالد ترامب" لإثيوبيا بشأن سد النهضة يأتي في إطار الترتيبات الأمنية والإقليمية التي يخطط لها في الشرق الأوسط، وهو تحذير لإثيوبيا بأن تنتهج نهجا أكثر مرونة مع مصر وأن تعود إلى رشدها في عدم الجور على حقوق مصر المشروعة والمعلومة عبر آلاف السنين.
وإذا كانت تصريحات الرئيس الأمريكي حركت المياه الراكده إلا أنها جاءت إلى جانب ذلك لترسخ كثيرا من الثوابت والحقائق لعل من أهمها:
- اعتراض الولايات المتحدة على موقف الإثيوبيين من التفاوض.
- اتفاق واشنطن كان كفيلًا بإنهاء الخلاف.
- دعم الولايات المتحدة لموقف مصر المتوازن.
- ضعف الدور الذي قام به الاتحاد الإفريقي أثناء عملية التفاوض.
- تكذيب ما يروجه الإعلام الإثيوبي والارهابي حول مصر.
ولعل من نافلة القول هنا إن نقرر بأن تحذير "ترامب" غير مرتبط كلية بالانتخابات الأمريكية المقررة خلال الأسابيع القادمة لأن الأمريكان لا يتأثرون بما يحدث حولهم من سياسات، فهم يصوتون لمن سيعطيهم أو يوفر لهم ويخفف الضرائب.
مصر تمتلك من القوة العسكرية الرادعة ما يمكنها من إنجاز مهمتها نحو اطاحة هذا السد من على وجه البسيطة وبأقل خسائر تذكر ولكن مصر تستخدم سياسة النفس الطويل وقد نجحت بالفعل سياسيا في تدويل القضية تدويلا ناجحا تفاديا لتدخلها العسكري إن لزم الأمر .