الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

١٠١ سؤال حول الكتاب المقدس للقس ريموند إدوارد براوند

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الكاتب الشهير ريموند إدوارد براوند قس كاثوليكى أمريكى وعالم كتاب اختص في «الجماعة اليوحنوية» المفترضة التى قال إنها ساهمت في تأليف إنجيل يوحنا، كتب عدة دراسات مهمة عن حياة السيد المسيح، وكان أستاذا فخريا في معهد دينى بروتستانتى حيث درّس فيه ٢٣ سنة.
قامت فكرة كتاب ١٠١ سؤال وجواب حول الكتاب المُقدّس، وقام القس «رايموند براون» بطرح عدة أسئلة.
وأضاف: أنا لم أفهم أبدًا لماذا قناعتى الشخصيّة هى مسألةٌ ذات أهمّيّة كبيرة لقطاع عريض من الجمهور، على الرغم من أننى لست مُتحفِّظًا حيال ذلك. في الواقع، إنّ الجواب المباشر عن سؤالك هو «نعم».
ولكنّى أظنّ أنّ ما تريده يتعلّق أكثر بالدليل على وجود شيطان، وعلى وجه الخصوص الأدلّة الكتابيّة. أيًّا كان الاعتقاد الذى شاع في عصور ما قبل السبي- الفترة من ٥٨٧ إلى ٥٣٩ ق.م- فإنّ النصوص الكتابيّة التى كُتِبَت قبل تلك الفترة لا تعطى الكثير من الإشارات على الإيمان بوجود الشيطان بالمعنى المُتَعارَف عليه. فالمُجرِّب المصُوَّر بشكل دراميّ مِثل الحيّة في سفر التكوين لم يُطلَق عليه اسم شيطان (على الرغم من أنّ ذلك يحدث في وقتٍ لاحق في سفر الرؤيا ١٢: ٩)؛ والشيطان في سفر أيّوب مُفوَّض سمائيّ للتأديب أكثر منه مصدر للشرّ. فبعد فترة السبى وبالتأكيد مع الاختلاط بالثقافة الفارسيّة وتأثيرها البالغ على الإيمان اليهوديّ، أعلنت الديانة اليهوديّة بالفعل الإيمان الواضح بكلٍّ من القوّة المُهَيمِنة للشرّ (الشرّير، الشيطان، بليعال، إلخ) وبجيوش الشياطين، الذين كان يتسلّط بعضهم على الناس. ومن الواضح أنّ كُتَّاب العهد الجديد أشاروا إلى وجهة النظر اليهوديّة في وقتهم عن مفهوم الشيطان؛ واللاهوت المسيحيّ اللاحق، حتّى وقتنا الحاضر، قد اُعتُبِرَ ذلك الإيمان أساسيًّا وجادًّا.
وما زال يتملّكنى الفضول حول الأشخاص الذين يعلنون بيقين أنّه لا وجود للشيطان، حيث إنّنى لا أعرف على أيّ أساس بنوا هذا اليقين، كما أنّ هذا الأمر أكثر صعوبة في إثباته منطقيًّا. أمّا بالنسبة للأشخاص الذين يعتقدون في وجود مصدر عاقل وصالح، وهو الله، فالأمر غير واضح بالنسبة لى على الإطلاق لماذا يشعرون باندفاع نحو إنكار وجود مصدر عاقل فائق للشرّ (تحت سلطة الله).
هل التاريخ الحديث للعالم يدفع المرء للشكّ في وجود وفاعليّة مثل هذه القوّة الشرّيرة؟ في الواقع، وبنظرة أكثر تشاؤمًا، التاريخ الحديث للعالم قد يجعل من الأسهل على المرء أن يؤمن بالشيطان أكثر من أن يؤمن بالله.
أمّا بالنسبة لعقيدة الكنيسة، فإنّه وفقًا لفهمى (على الرغم من أنّى أصرّ دائمًا على أنّنى لستُ خبيرًا في اللّاهوت المدرسيّ) فإنّ وجود الشيطان يُعتَبَر عادة جزءًا من تعاليم المذهب الكاثوليكيّ المعصومة. فهى تُعتَبَر عقيدة بسيطة جدًّا، لأنّها لا تصرّ على وصف الشيطان أو تحديد وظائفه، أو أيّ من الجوانب الأخرى التى يتصوّرها الكثيرون في فكرتهم عن الشيطان.
وإنّنى أزعم أنّه يكاد يكون من المستحيل أن نفهم إعلان يسوع قولًا وفعلًا لمجيء ملكوت الله بدون أن نفهم في الوقت نفسه المقاومة التى تنبع من مملكة الشرّ التى أُنشِئَت بالفعل في هذا العالم. وعلاوة على ذلك، أنا لا أجد في خبرتنا الحديثة عن إعلان ملكوت الله المستمرّ ما يجعلنى أعتقد أنّ المقاومة المُتَعَمَّدة من جانب الشرّ هى شيء ينتمى فقط إلى نظرة القرن الأوّل.
وهذا أمر يختلف تمامًا عن نسبة كلّ علّة إلى الشيطان.