الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مهرجان الجونة السينمائى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن مهرجان الجونة السينمائى قد أثبت وجوده وتحول خلال الأربع سنوات الماضية إلى تظاهرة فنية خلاقة، وبات موجودا على خريطة المهرجانات السينمائية العالمية، بغض النظر عن انتقادات الذين يجهلون طقوس المهرجانات الفنية، لاسيما حفلات الافتتاح التى تحولت إلى عروض أزياء أبطالها نجوم الفن وذلك في سائر المهرجانات الفنية الدولية، وصار الجمهور ينتظر تلك الحفلات ليشاهد أزياء النجوم والتى اعتبرتها بيوت الأزياء العالمية فرصة لعرض منتجاتها عن طريق الفنانين، ومنذ الدورة الأولى لمهرجان الجونة وثمة من يهاجمه كل عام إما لأنه لم يحصل على دعوة للحضور وإما لإنه يغار من النجوم الذين ذهبوا إلى هناك، وأعجب من هؤلاء الذين هاجموا المهرجان هذا العام ووصفوه بمهرجان العار والذل لمجرد أن إدارة المهرجان قررت تكريم ممثل فرنسى أعلن يوما أنه يحب إسرائيل وبالمناسبة فإن هذا الرجل أعلن في حفل الافتتاح أنه يحب مصر فهل سيهاجمه الشعب الإسرائيلى على هذا التصريح، أما آن لهؤلاء أن يتراجعوا عن حرب الكلمات الرنانة التى كما قال نزار قبانى ما قتلت يوما ذبابة، أما آن لهم أن يراجعوا مواقفهم خاصة بعد معاهدة أوسلو وبعد مدريد وبعد علاج صائب عريقات في مستشفى إسرائيلى وبعد اتفاقيات السلام التى وقعتها الإمارات والبحرين وغيرهما من الدول العربية، أما آن لهم أن يتذكروا كيف أعلن العرب جميعا في مؤتمر قمة بيروت 2002 الاعتراف بدولة إسرائيل، أما يذكرهم أحد بأن عبدالناصر العظيم قد وافق على مبادرة روجرز في أغسطس 70 وقبلها وافق على قرار مجلس الأمن رقم 242 عقب هزيمة يونيو 67، ذلك القرار الذى يحمل اعترافا صريحا بإسرائيل، ولكى لا تأخذنا السياسة وننساق وراء اختلافات فكرية تباعد بيننا وبين الفن أو ننساق للرد على الشتائم والبذاءات التى وجهت لكل من حضر المهرجان، فأنا أوافق على الاختلاف في الرأى ولكن لا أوافق على الشتائم وتبادل الاتهامات، فمن ذهب إلى الجونة ليس خائنا للقضية الفلسطينية وليس مطبعا مع إسرائيل، فهذا مهرجان مصرى على أرض مصرية ودولة كبيرة بحجم مصر يجب أن تذخر بالمهرجانات الفنية المختلفة على مدى العام والتى تعكس حضارتها وثقافتها وحاضرها الفني، ومن خلال تلك المهرجانات تتحاور الحضارات ويتعرف الآخر علينا ويرى فنوننا التى لا يراها في بلاده لأسباب عديدة، كما ننفتح نحن على الآخرين ونتعرف على آخر التقنيات الفنية التى توصلوا إليها، أما المناقشات بين المشاركين في المهرجانات فإنها مما لا شك فيه تثمر عن مشاريع فنية جديدة أو عن أفكار ورؤى تساهم بشكل أو بآخر في تطور الحركة الفنية ولا شك أن مهرجان الجونة السينمائى هو إضافة كبيرة يساهم بها القطاع المدنى في مجال الفن والثقافة بعيدا عن الكيانات الحكومية الرسمية المثقلة بهموم المهرجانات العتيقة الأخرى، ونحن يقينًا نحتاج لمثل هذا، وكنا نغار من مهرجان دبى السينمائى الذى استقطب نجوم العالم ونجومنا أيضًا، والسؤال الآن لماذا لا ندعم مهرجانا ولد كبيرًا كمهرجان الجونة ولو بكلمة طيبة، ألا يصب ذلك كله في صالح الفن المصري؟ ألا يساهم ذلك في تصدير صورة حقيقية عن مصر، ألن ينعكس ذلك على السياحة التى ما زالت تعانى موتا إكلينيكيا منذ أحداث2011 ؟..ألا يضم هذا المهرجان شبابا من الفنانين هم مستقبل صناعة السينما في مصر؟..اننى لا أملك إلاَ أن أوجه تحية خاصة للمهندس نجيب ساويرس على تبنيه فكرة هذا المهرجان وكذلك الفنانة بشرى ولجميع القائمين على المهرجان وأتمنى منهم ألا يلتفتوا لكلمات الإحباط التى يطلقها البعض وأن يستمروا في تطوير المهرجان، وأعترف أن المناقشات والأفلام وورشات العمل كانت مفيدة لى شخصيا خلال هذه الدورة، كما أن الأعمال التى رأيتها قد أعطتنى طاقة إيجابية للعمل وأظنها فعلت ذلك بمن حضر الفعاليات، فالمهرجان أيها السادة ليس سجادة حمراء وملابس النجمات فقط، بل هؤلاء ندوات ومناقشات وورش عمل وأنشطة فنية مختلفة، إنه حالة فنية مثمرة، فهنيئا لمصر أنها استطاعت في ظل الظروف العالمية التى أثرت على السياحة والسفر وعلى البهجة والفرح أن تنظم هذا المهرجان بهذا الشكل الناجح، وقد لاحظت أن هناك اهتماما كبيرا من وزارة الصحة التى كانت حريصة على ضيوف المهرجان ومتابعة لكل إجراءات الوقاية والحماية.