الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

سوق العملات الرقمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتداول الكثيرون مؤخرًا الكثير من أخبار "العملات الرقمية" وهي أخبار ترسم طريقًا للمستقبل. تبدلت الحياة بعد أن أصبح بإمكان كل فرد أن يدير حياته كاملة بهاتفه المحمول فقط. وأنا من المتفائلين بهذه الإدارة بصفة شخصية، إلا أني لا أدعو لأن تكون كاملة الرقمية، بل يجب خلطها ببعض الأساليب التقليدية القليلة. نعتبر أن أحد أدوات ضبط العمليات إضافة أدوات ضبط لا تخضع لسيطرة ما تقوم هذه الأدوات بضبطه، وبالتالي فإن دخول بعض العناصر التقليدية يمكننا من التحكم في العناصر الرقمية على نحو أفضل. وينطبق ذات الأمر على العملات الرقمية كما أرى.

تساءل البعض، على أثر المقالات التي نشرتها سلفًا، عن ماهية العملات الرقمية. كانت هناك العديد من المحاولات لإنشاء عملة رقمية خلال ازدهار التكنولوجيا في التسعينيات، مع ظهور أنظمة مثل فلوز وبينز وديجي كاش في السوق ولكنها لم تحقق النجاح المرجو منها. يرجع ذلك لأسباب عديدة منها الاحتيال والمشكلات المالية والخلافات بين موظفي الشركات ورؤسائهم. واستخدمت كل هذه النظم نهج الطرف الثالث الموثوق به، مما يعني أن الشركات التي تقف وراءها قد قامت بالتحقق من صحة المعاملات وعملت على تسهيلها. قام مبرمج مجهول أو مجموعة من المبرمجين تحت الاسم المستعار "ساتوشي ناكاموتو" بتقديم "بيتكوين" في أوائل عام ٢٠٠٩. وقد وصفها ساتوشي بأنها "نظام نقدٍ إلكتروني ندّي". وهو نظام لامركزي تمامًا، وهذا يعني أنه لا توجد خوادم معنية ولا سلطة مركزية مسيطرة. ويشبه هذا المفهوم بشكل وثيق شبكات الند للند لتبادل الملفات. إلا أن واحدة من أهم المشكلات التي يجب على أي شبكة دفع حلها هو الإنفاق المزدوج. وهو أسلوب احتيالي لإنفاق نفس المبلغ مرتين. وكان الحل التقليدي هو طرف ثالث موثوق به - خادم مركزي - يحتفظ بسجلات للأرصدة والمعاملات. ومع ذلك، فإن هذه الطريقة تنطوي دائمًا على سلطة تسيطر بشكلٍ أساسي على الأموال ولديها جميع التفاصيل الشخصية.

وصل الأمر بالعملات الرقمية اليوم إلى وجود سوق مالية خاصة بها يتم فيها تقديم عدد من العملات الرقمية قد يصل إلى مائتي عملة، على رأسها البت كوين والدوج كوين. يعرض في صفحات هذه السوق المالية الإعداد الافتراضي الأسعار بالدولار الأمريكي لهذه العملات، ويصنف أصول التشفير بناء على القيمة السوقية. يمكنك دائمًا معرفة الأسعار بالبيتكوين. وكذلك المقاييس الرئيسية كما لو كنت في بورصة، مثل سعر الإغلاق، ومجموع والعدد المتاح من القطع النقدية، وحجم التداول ونسبة التغير في الأسعار، تكون كلها متاحة في لمحة سريعة. تحقق من علامة التبويب الأداء لتحليل تقلب وتقييم أداء عملة معينة عن طريق تحديد فترات زمنية مختلفة. يمكن أن تساعدك المؤشرات الفنية العديدة في علامتي التذبذب والاتجاه التالي على تحديد الاتجاه ومعرفة حالة السوق.

إذن نعيش الآن في سوق مالية افتراضية موازية لنظيرتها الواقعية بعدد عملات كبير نسبيًا، كاملة الإعدادات والأدوات وقادرة على التحرك بديناميكية كبيرة، ربما كانت سرعة حركتها أكبر من نظيرتها الواقعية بكثير أيضًا، إذ ترتبط حياتها وحركتها ببرنامج إلكتروني يتميز هو الآخر بالديناميكية الكبيرة.

توجد خطوتان للبدء في الاستثمار الجيد والناجح والبدء في التداول عبر العملات الرقمية. تتمثل الخطوة الأولى في اختيار المنصة الموثوق بها، وذلك كخطوة أولى، إذ أصبح تداول العملات منتشرًا بشكل كبير، ويوجد الكثير من شركات الوساطة والمنصات المختلفة التي تدعم تداول العملات الرقمية. وتتمثل الخطوة الثانية في فتح حساب بيتكوين حقيقي والقيام بتفعيله بعد ذلك، ثم تقوم بعمل إيداع للمبلغ الذي تريد أن تبدأ به التداول بالعملات الرقمية. وتعتبر العملات الرقمية فرصة كبيرة للاستثمار الحقيقي، وهي لا تتوفر في الكثير من المشاريع على أرض الواقع، وفتح المجال الكثير من الفرص المثالية التي من خلالها تحقق نجاح كبير حول العالم في السوق السريع للتحرك.

لا أعتقد أننا يجب أن نطيع الخوف في البعد عن هذه السوق المالية الكبيرة، إذ تتعالى الكثير من الأصوات التي تحذر من التعامل معها من باب حالات النصب والاحتيال، أو حتى حالات الخسارة التي تعرض لها بعض المتعاملين نتيجة لجهلهم بما يتعاملون معه. لا يجب أن ينسى البشر أنهم حين تعاملوا مع الكهرباء كان يمكنهم أن يحرقوا بها العالم، لكنهم تعلموا كيف يجعلونها عمودًا لحياة جميلة في كل تفاصيلها حين أحسنوا استخدامها، فكلمة السر هي "حسن الاستخدام".