تستعد مصر في الفترة المقبلة للاهتمام بالقطن المصري لزيادة الصادرات وتقليل الواردات، حيث قال الدكتور هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال، إن هناك 11 شركة لتجارة الأقطان من ضمنهم شركات القطاع العام، مشيرًا إلى أن الوزارة تستهدف أن يكون القطن إحدى السلع الرئيسية للتصدير.
وأضاف توفيق، أن وضع القطن كان مزريًا منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى عام 2018، لافتًا إلى أن مضاعفة سعر القطن طويل التيلة خفض الطلب عليه.
وأشار إلى أن القطن المصري طويل التيلة تعرض لمنافسة شرسة من القطن البيما الأمريكاني، متابعًا: «الأخير كان نظيفًا لأن المحالج متطورة، لكن مصر لم يكن لديها ميكنة والمحالج قديمة منذ عام 1879».
ولفت إلى إنشاء محلج العام الماضي بتكنولوجيا جديدة مع وزارة الزراعة، مضيفًا: «نتجه للأنماط العالمية بحيث إن من يشتري القطن تكون مواصفاته أعلى من القيمة».
وذكر أن الوزارة تعمل على تحديث المصانع بأحدث الماكينات لتحقيق القيمة المضافة كما يجب، موضحًا أن الغزل يضيف 4 دولارات والنسيج 3 دولارات على القطن.
وأكد توفيق، أن مصر ستعود بقوة في إنتاج القطن، مستطردًا أن الدولة صدرت نحو مليون و100 ألف قنطار من القطن طويل التيلة، من إجمالي مليون و400 ألف قنطار.
وتابع: «اتخذنا قرارات لتقليل تكلفة استيراد الأقطان، وللمرة الأولى في شرق العوينات سيتم زراعة الأقطان قصيرة التيلة باستخدام الميكنة، لأن السوق في حاجة له».
وفي هذا السياق قال محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، إن الفترة الأخيرة شهدت تقلبات كثيرة فيما يخص زراعة الذهب الأبيض في مصر مما أثر بشكل كبير على صناعة الغزل والنسيج لدينا، إلى جانب أن مصر منذ قديم العصر تشتهر بقطن طويلة الذي نمتاز به عن باقي دول العالم وأتت فترة كنا ننافس الدول الكبرى في هذا المجال مثل أمريكا وغيرها من الدول المتقدمة في هذا المجال وأوضح سليمان أن قطن قصير التيلة يؤدي إلى تدمير لقطن طويل التيلة، ويحارب القطن المصري الذي نجيد زراعته.
وأضاف سليمان، أن مصر تمر بفترة عصيبة في مجال الزراعة بشكل عام وفي مجال زراعة القطن بشكل خاص، خاصة وأننا ننافس الدول الكبرى في زراعة القطن بالجودة وليس بالكم.
وتابع سليمان، أن الفترة الأخيرة شاهدنا تطورات كبيرة في ملف الغزل والنسيج ورأينا الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بافتتاح بعض مصانع الغزل والنسيج التي تعتمد بشكل كبير على القطن مما يعني أن الفترة المقبلة سيكون هناك اهتمام كبير بهذا الملف.
وفي نفس السياق قال الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي، أن قطن قصير التيلة يحتاج إلى مجهود وتكاليف تعد أضعاف قطن طويل التيلة لذلك فمن الصعب أن تستطيع مصر منافسة دول العالم في القطن قصير التيلة، ذلك لا بد من دعم الفلاحين لدعم صناعة قطن طويل التيلة ومدهم بجميع المتطلبات التي يحتاجونها لرجوع عصر الذهب الأبيض.
وأضاف صيام، طالبنا مرارًا وتكرارًا بتذليل العقبات للفلاحين لزيادة صادرات القطن وتقليل الواردات التي ارتفعت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة بسبب عزوف بع الفلاحين عن زراعة محصول القطن بسبب التكاليف الكبيرة التي يتكفلها إلى جانب أن محصول القطن في الوقت الحالي لا يغطي تكاليفه.