الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الموجة الثانية من كورونا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عادت أخبار الإصابة بفيروس كورونا المستجد إلى الواجهة مرة أخرى مع ظهور الموجة الثانية من الانتشار السريع للمرض. وتزامن ذلك مع صدور كتاب أستاذنا الدكتور محمد أبوالغار "الوباء الذى قتل ١٨٠ ألف مصرى»، وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد أكثر من قرن من الزمان. حيث كانت الموجة الثانية من الأنفلونزا الإسبانية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٨، هي الأخطر والأشد فتكا بالإنسانية، ونتج عنها هلاك ما يقرب من ٥٠ مليون إنسان.
في كتابه الشيق والممتع عن تتبع ظهور الإنفلونزا الإسبانية في مصر، وندرة الوثائق والأخبار المصرية عن الجائحة، واعتماده على تقارير من جامعة تكساس الأمريكية، وكذا تقارير أعدها طبيب بريطاني عن أسباب ثورة ١٩١٩ في مصر حيث يقول د أبوالغار: "بدأ ظهور المرض في مايو سنة ١٩١٨ في الإسكندرية، قادما من أوروبا عبر البحر. وفى شهر أكتوبر انتشر المرض في كل ربوع القطر المصرى بسرعة فائقة، وازدادت نسبة الوفيات. وفى أول ديسمبر، وصلت الإصابات والوفيات إلى أعلى مستوى، حيث لقي قرابة ١٨٠ ألفًا من المصريين حتفهم.
وبعيدًا عن كتاب د. أبوالغار، وحسب تقديرات خبراء دوليين، فإن الموجة الثانية من جائحة كوفيد -١٩، والتي بدأت في منتصف أكتوبر الحالي، تمثل خطورة أعلى من الموجة الأولي التي عايشها العالم منذ بداية العام الحالي للأسباب التالية:
أولاً: مجيء الموجة الثانية مع الأنفلونزا الموسمية مع بداية فصل الخريف، وهو المعروف بالجائحة التوأم (Twindemic).
ثانيًا: الأحوال الاقتصادية حول العالم سيئة للغاية، مع احتمال زيادة الأمور من سيئ إلى أسوأ مع عودة الإغلاق الجزئي أو الكلي وتوقف النشاط الاقتصادي.
ثالثًا: سرعة معدل انتشار الإصابة بالفيروس في الموجه الثانيه عنها في الموجة الأولى، كما حدث في أوروبا خلال هذا الأسبوع، مما ينذر بوقوع عدد أكبر من الضحايا.
رابعًا: صعوبة تطبيق القواعد الصحية الصارمة، ووقف النشاط الإنساني التي تم تطبيقها مع الموجة الأولي، نظرًا لتكلفتها الباهظة.
خامسًا: عدم التوصل إلى علاج فعال، وعدم انتهاء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاحات بعد، وهو ماينذر بطول أمد استمرار المرض معنا لفترة غير معلومة.
ومع هذه الصورة القاتمة، واحتمال تطور الأمور إلى الأسوأ، يبقى التساؤل: هل يمكن فعل أي شيء لتقليل الخطر الداهم والحد من انتشار الموجة الثانية وتجنب حدوث شلل تام للأنظمة الصحية؟
أجاب المختصون في المنظمات الدولية أن ذلك يتطلب اتخاذ الإجراءات التالية:
١- الإصرار على تطبيق كل الإجراءات الوقائية التي ثبت أن لها فاعلية في الحد من انتشار الفيروس وأهمها ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وعزل المصابين واختبار المخالطين.
٢- تسريع وتيرة التجارب السريرية والبدء في إنتاج التطعيمات التي يثبت فعاليتها.
٣- تغليب الرأي العلمي على الخلافات السياسية. لقد أثبتت تجارب الماضي أن الآراء السياسية لاتحل المشكلات الصحية بل تعقدها.
٤- اللجوء إلى الحلول الذكية المحددة، والإغلاق للمناطق والمدارس والجامعات الموبؤة فقط، بدلا من الإغلاق التام للاقتصاد.
٥- التوسع في التعامل عن بُعد باستخدام التكنولوجيا كلما أمكن، خاصة في التعليم وفي التعاملات اليومية. وفي هذا الصدد يجب أن نثمن الدور الرائد الذي تقوم به وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي في وضع ضوابط جيدة لبدء العام الدراسي الجديد.
وبالعودة إلى كتاب د. أبوالغار، نجد أنه في خاتمة كتابه قد ربط بين الماضي والحاضر حيث يقول: "إن هناك مشكلة كبرى في بلاد العالم الثالث التى أصابها وباء كوفيد -١٩ في سنة ٢٠٢٠، حيث لا يوجد تنظيم عالمى يساعد هذه الدول الفقيرة. وهناك ذعر من انتشار المرض في دول العالم الثالث، مما سيكون له آثار كارثية على العالم كله". 
ندعو الله سبحانه وتعالي أن يرفع عنا الوباء وأن يلهمنا القدرة على مواجهات تبعاته وأن يحفظ بلادنا من كل شر وسوء.