في كتابه الجديد الذى يحمل اسم "سر مصر – قضية رد شرف"، الصادر عن دار مدبولى للطبع والنشر، يتساءل الزميل الكاتب الصحفى محمد جاد هزاع نائب رئيس التحرير بمركز معلومات جريدة الجمهورية، ويقول: هل كان المصرى القديم كافرا بالله وبرسله!؟ وهل كان وثنيا يعبد آلاف الآلهة!؟ حتى إذا جاءته الديانة اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية، كانت طوق نجاة له!
ويفند الكتاب كثيرا من الأكاذيب، التى تم إلصاقها زورا، بهذا الشعب مدللا على ذلك بعدة أسانيد وبراهين، تؤكد على أن الأمة المصرية، كانت أول أمة موحدة بالله في تاريخ البشرية وأشار إلى أن هذه الأمة، كانت وارثة علم آدم، الذى علمه الله الأسماء كلها.
ويؤكد الكاتب على أن الأمة المصرية، كانت تدين بالإسلام الحقيقى، كما أنزله الله تعالى، قبل أن يشوه صورته المنحرفون والإرهابيون، حتى وصل التناقض فيه إلى الأصول والمقاصد الشرعية الحقيقية، التى جاءت بها الأديان، لتقويم سلوك البشر ووضعهم على الصراط القويم.
وحاول الكتاب استعراض شخصية مصر، وهويتها ودورها ورسالتها التى تجعلها دائما هدفا مباشرا، لكل من وصفهم بالقردة والخنازير وكلاب أهل النار، وعملائهم جهالة أوعمالة إلى يوم القيامة، لأن مجرد وجودها كان يمثل لهم عقبة كؤود يواجه طموحاتهم ضد الإنسانية.
وأوضح هزاع في كتابه أن ما تعانيه مصر الآن هو نتاج غموض موقفها من نفسها، وما يتعلق بها، فالأمم كالأفراد لا بد أن تكون عارفة بنفسها وخصائصها وإمكانياتها ورسالتها، ومجال حركتها وتأثير كل ذلك على غيرها، لأن ذلك هو ما يحدد مواقف غيرها منها.
والكتاب حاول أن يقدم الأدلة والبراهين، التى تدحض الأكاذيب التى يتم ترويجها ضد مصر، من خلال كتاب الله مشيرا إلى أن مصر هى الأمة المخلوقة على عين الله، لحفظ الخلافة الإنسانية الحقة في الأرض، وأن أعدائها على مر العصور سواء كانوا من الداخل أو الخارج هم جنود إبليس والشيطان والجبت والطاغوت، الذين يتصورون أن بإمكانهم تحدى الله، وتحقيق وعد سيدهم عزازيل بالكيد لآدم ونسله من بعده.
واستعرض الكتاب الحروب التى خاضتها مصر ضد الغزاة المحتلين، الذين احتلوا مصر لقرون عدة دون أن يؤثروا في جوهر هويتها، مثل المحتلين الفرس والهكسوس والإغريق والرومان ثم الفتح العربى، الذى رحب به المصريون، لأنهم رأوا الدين الإسلامى هو الأقرب إلى عقيدتهم المسيحية الأصلية، التى تتعارض مع مسيحية الرومان المستحدثة المليئة بالأكاذيب، التى تتنافى مع ما جاء بالإنجيل الصحيح.
ونوه الكاتب إلى رؤية حقيقية، يتبناها بعض المؤرخين، تشير إلى أن تاريخ مصر الحقيقى لم يبدأ مع عصر الأسرات، حينما وحد مينا شمالها وجنوبها عام ٣١٠٠ قبل الميلاد، كما يظن البعض، وإنما المرجح أنه بدأ قبل ذلك بكثير، لأنه يستحيل أن تبلغ مصر هذا المستوى من الرقى والحضارة والثقافة فجأة بدون أن يكون لديها أسس حضارية، بنت عليها هذا المجد، من عبقرية البناء والكيمياء والتحنيط وغيرها.
ويكشف الكتاب عن سبب حفظ الله لمصر، مشيرا إلى أن بها منطقة "الوادى المقدس" و"جبل الطور" الذى يمتنع على "الدجال " و"يأجوج ومأجوج" دخولها كما ورد بالحديثين الشريفين رقمى ٩ و١٢ حيث أمر الله تعالى سيدنا المسيح بأن يحرر بعض عباد الله، في منطقة الطور قبل خروج "يأجوج ومأجوج".
والكتاب الجديد هو الكتاب السابع، للكاتب الذى تتميز كتاباته بالروح الصوفية، التى تتجلى في تفسيراته لحركة التاريخ، وللأحداث الجارية، ويغلب عليها البراهين الدينية، التى تستند بشكل أساسى علما ورد بالقرآن الكريم، والأحاديث الشريفة، كما يتميز الكاتب بروحه الوطنية، التى يعتبرها جزءا أساسيا من معتقده الدينى، فالدين والوطن لديه توأمان لا ينفصلان.