الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رسالة الدكتور جودة عبدالخالق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يحتاج الدكتور جودة عبدالخالق إلى تعريف.. يكفي أن تكتب اسمه على محرك البحث جوجل وسوف تجد نهرا من الأبحاث والدراسات الاقتصادية التي أبدعها في مسيرته العلمية كأستاذ متخصص في الاقتصاد ولعل أقل المواقع التنفيذية التي شغلها هو موقعه كوزير للتضامن الاجتماعي في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، ولعل أقوى المواقف السياسية التي اتخذها هي رفضه القاطع مشاركته في حكومة الإخوان في السنة السوداء التي حكموا فيها بلادنا، هذا الرفض لم يكن في كواليس صامته ولكن محمد مرسي في خطاب له أعلن الدكتور عبدالخالق رفض الوزارة.
لذلك عندما يتكلم الدكتور جودة فلا بد أن نستمع بتركيز، الرجل ينطلق من أرضية وطنية خالصة لأنه باختصار رمز وعلم من رموز دولة 30 يونيو ولا يبحث عن أي مكسب شخصي.. الاستماع والتركيز للدكتور جودة تحقق بالفعل في الأسبوع الماضي ولكن على مستوى متابعيه وعارفي فضله بعد أن كتب رسالة مهذبة وملتزمة ورصينة تشبه الدكتور تماما وطالب في الرسالة بضرورة عقد مؤتمر اقتصادي لبحث حالتنا المصرية ومستقبلها.
الرسالة التي جاءت في خمسة بنود ونقطة ختام نذكر منها اللقطة الختامية لنعرف مدى حرص خبيرنا الاقتصادي على مستقبل مصر وشعبها حيث يقول "وختاما: أرجو مخلصا أن نقوم بما يلزم لرفع المعاناة عن شعبنا، وخاصة الفقراء والطبقة الوسطى. مع تمنياتى بالتوفيق لصالح البلاد والعباد".
الرجل يرجو مخلصا لا طامعا ولا يهفه الشوق إلى مقعد هو في غنى عنه الدكتور جودة صاحب دكتوراة الفلسفة في الاقتصاد من جامعة مكماستر بكندا يعتز كثيرا بكونه مواطنا مصريا فقط ومن هذه الأرضية تنطلق افكاره المنحازة إلى الفقراء والطبقة الوسطى دفاعا عن صمام أمان المجتمع، ولقد أسعدني الحظ أن أعرف عبدالخالق عن قرب وأعرف صفات التواضع عن علم متين والوطنية عن صدق ويقين واعتز كثيرا بصورة تجمعنى معه في مظاهرة بالشارع زمن مبارك للاحتجاج على موضوع ما.
وما أكثرها المواقف التي اثبتت نبل والتزام عبدالخالق على مدى مسيرته المهنية والسياسية لذلك انطلقت رسالته التي وجهها إلى مقام رئاسة الجمهورية لتسكن العقول والقلوب ولم يقدم الدكتور جودة على صياغة تلك الرسالة إلا استشعارا لحرج اللحظة التاريخية ولا يقول في بند رسالته الثاني إلا ما يقوله رئيسنا عبدالفتاح السيسي في كل المؤتمرات وهو أن فئات عريضة من المجتمع تحملت ضغوطا متزايدة، نتيجة الإصلاح الاقتصادى ومفعول جائحة كورونا. ثم جاءت قرارات تخفيض وزن الرغيف ومضاعفة رسوم الدراسة وغرامات مخالفات البناء لتضيف أعباء جديدة على كاهل الناس. ويرى جودة إن الفقراء والطبقة الوسطى يكابدون ويتألمون في صبر وصمت. لذلك لا يمل الدكتور جودة من تكرار دعوته لعقد مؤتمر وطني للإصلاح الاقتصادى تناقش فيه كل القضايا بمشاركة الجميع، بحيث يتحول بلدنا من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد إنتاجي.
لن ادخل في مقالي هذا عن حديث أرقام ومليارات فأنا صحفي وهم خبراء يعرفونها أكثر منى ولكن من المهم الالتفات إلى اهمية الدعوة للمؤتمر ولا ضرر منه على الإطلاق خبراء مصر وطنيون بامتياز وسياسيون عن جدارة ووضعنا الحالي كما رصدته رسالة الدكتور جودة في البند الخامس مؤلم وقاس، وهو غير قابل للاستمرار. الأمر جد خطير. وإذا لم نتدارك ذلك، فسوف تستمر المعاناة.