الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

أمريكا بين ثورتين.. دعمتها في أوكرانيا وحاربتها في مصر.. وساعدت الإخوان ضد الشعب

ثورة 30 يونيو والثورة
ثورة 30 يونيو والثورة الأوكرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
* أمريكا توجه الضربة الأولى لروسيا بإنهاء نفوذها في أوكرانيا
* باحث أمريكي: أوكرانيا مقبلة على اضطرابات واسعة.. والثورة لن تجني ثمارها
* الشعب الأوكراني مخدوع في نظرته للاتحاد الأوروبي وأمريكا
* الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا أسقطت أوكرانيا
* الانقسامات الداخلية في أوكرانيا تقود إلى حرب أهلية



الثورة الأوكرانية وثورة 30 يونيو المصرية لم يفصل بينهما إلا 7 أشهو وأيام، وإن كانت الأوضاع إلى حد ما متقاربة والنتيجة واحدة هي عزل الرئيس عقب احتجاجات وتظاهرات، إلا أن موقفي أمريكا والاتحاد الأوروبي كانا متناقضين تماما، ففي أوكرانيا التي عمت أرجاءها خلال الأسبوعين الماضيين تظاهرات، سفكت فيها دماء على الطريق إلى قصر الرئاسة، وحرق لمقر الحزب الحاكم، أيدت إدارة أوباما والاتحاد الأوروبي المتظاهرين وعزل الرئيس المنتخب الذي لم تنته ولايته مثل مرسي، حيث خرج المجتمع الدولي بإدانات واسعة للحكومة الأوكرانية، على عكس ما حدث تمامًا في 30 يونيو، فبعد محاولات الولايات المتحدة الأمريكية تثبيت جماعة الإخوان في السلطة بحجة شرعية الرئيس المنتخب، غير آبهة بالملايين الذين نزلوا إلى شوارع المصرية في كل محافظات مصر، ظهرت الإدارة الأمريكية لتساند وتدعم الشعب الأوكراني، مطالبين برحيل الحكومة الأوكرانية، حيث قال وزير المالية الأمريكي جاكوب ليو، أمس الأحد، أن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع البلدان الأخرى لتقديم مساعدة لأوكرانيا في جهودها الهادفة إلى "العودة إلى طريق الديمقراطية والاستقرار والتنمية".
وفي الوقت نفسه أشار الوزير الأمريكي إلى أن صندوق النقد الدولي هو الذي يستطيع أن يقدم المساعدة الأكثر تأثيرا لأوكرانيا لحل مشكلاتها الاقتصادية، وقال إن "الحديث يدور عن تقديم الخبراء والتمويل وإعداد نظام عام للمساعدة بمشاركة هيئات دولية وبلدان أخرى".
وصرحت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، أن الصندوق مستعد لتقديم مساعدة لأوكرانيا في حال تقدمت قيادة هذا البلد بطلب في هذا الشأن، مضيفة أن "أوكرانيا عضو في صندوق النقد الدولي، وإذا استعانت به للحصول على مساعدة اقتصادية أو مالية فإننا مستعدون لتقديمها"، مشيرة في الوقت ذاته، إلى ضرورة وجود جهة رسمية في أوكرانيا يمكن مناقشة هذه المسائل معها.
وفي الوقت نفسه، تواصل إدارة الرئيس الأمريكي تفنيد تكهنات بشأن حرب باردة جديدة مع روسيا، غير أن ذلك يتضح أكثر وأكثر بالاحتجاجات من جانبهم، وبدا ذلك جليا، السبت، من خلال مكالمة هاتفية، بين وزيري الخارجية الأمريكي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرجي لافروف، جرت السبت بعد أنباء عن مغادرة الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، العاصمة كييف، بعيد ما وصف بـ"الانقلاب".
وبالمقابل، قال لافروف، إنه أعرب، خلال المقابلة، عن قلقه إزاء "جماعات متشددة خارجة عن القانون" ترفض إلقاء السلاح، وذكّر بمكالمة هاتفية جرت بين أوباما وبوتين، ودعا فيها الأخير "أوباما لاستخدام كل السبل المتاحة لكبح التحركات الراديكالية غير المشروعة وتسوية الوضع على نحو سلمي"، وفق ما نقلت وكالة "إيتار تاس" الروسية عن تغريدة أصدرتها وزارة الخارجية بموسكو.
ومن جهتها، أعلنت الوكالة اليهودية (وهي هيئة شبه حكومية إسرائيلية) إرسال مساعدة تهدف إلى تمويل حماية اليهود الأوكرانيين، بينما طالب حاخام الطائفة بأوكرانيا من أبناء طائفته بمغادرة العاصمة كييف خوفا من التعرض لهجمات في ظل الفوضى السائدة حاليًا.
وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض المنظمات الصهيونية مطالبة بحقوق الشعوب في الحياة ومناهضة للحكومات الديكتاتورية، بعض تباين الموقف الأمريكي الذي وصفه السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشئون الخارجية بازدواجية المعيار، لأنه ساند الشعب الأوكراني في مطالبته بإسقاط رئيسه، وجاء مناهضا للشعب المصري وفي صالح جماعة الإخوان الإرهابية.
من جانب آخر، توقع الباحث الأمريكي والأستاذ في جامعة ميتشجان، جوان كول، في مقال له اليوم، أن أوكرانيا ستشهد نفس الاضطرابات التي شهدتها دول الربيع العربي خلال الأعوام التالية للثورة، موضحًا أن أوكرانيا مؤهلة لمواجهة العديد من الاضطرابات نظرًا لظروفها الداخلية.
وأوضح الباحث أنه من المؤسف أن يكون المتظاهرون الأوكرانيون قد نسوا تهم الفساد التي كانت تطال قائدة المعارضة الأوكرانية تيموشنكو في أثناء فترة رئاستها للحكومة.
وأشار كول إلى أن هناك تشابهات بين الدول العربية وأوكرانيا من حيث الانقسامات الجغرافية والتي من الممكن أن تخنق العملية السياسية في أوكرانيا، حيث إن الجنوب والشرق في أوكرانيا يميلون إلى التحالف مع روسيا، ويؤيدون النظام السابق على عكس وسط وغرب البلاد الذي تمنى منذ عدة سنوات الانضمام إلى أوروبا.
وأوضح الباحث الأمريكي أن الشعب الأوكراني سيصاب بما يشبه الصدمة بعد هذه الثورة، مشيرًا إلى أن رغم أن الشعب الأوكراني يرى أن الاتحاد الأوروبي سينهي هذه الأزمة الاقتصادية فإنه نظرًا للأزمة التي تعيشها أوروبا وأمريكا في الوقت الحالي، فقد تتسبب هذه النظرة الخاطئة للشعب الأوكراني في مزيد من الاضطرابات.
كما حذر كول من استبعاد عناصر الحزب الحاكم السابق، موضحًا أن الحزب لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة وقد يشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيجب عقد تسوية معه.
كما حذر من العناصر الراديكالية التي تظهر على السطح في أوكرانيا والتي من الممكن أن تقود إلى حرب أهلية داخلية خاصة في ظل الحالة النفسية التي يعيش فيها أنصار الرئيس الراحل فيكتور يانوكوفيتش.
وقد جاءت أحد تصريحات نائب برلماني من الحزب الحاكم السابق في أوكرانيا –حزب الأقاليم- لاروسلاف شوخيا لتثير المخاوف حول مستقبل أوكرانيا بعد أن نجحت المعارضة المدعومة من واشنطن والاتحاد الأوروبي في الاطاحة بالنظام، فخلال حوار له مع صحيفة "لو موند الفرنسية" أكد أن شرق وجنوب أوكرانيا لا يعترفان بالسلطة الجديدة التي نصبت نفسها على رأس الحكم بعد إسقاط يانوكوفيتش.
وأوضح سوخيا أن هذه الثورة سيكون لها نتائج خطيرة على أوكرانيا، مؤكدًا أن المتظاهرين لم يمثلوا كل طوائف الشعب الأوكراني.
من جانب آخر، أوضح النائب البرلماني أن المعارضة نجحت بالفعل في إسقاط النظام الحالي وشكلت حكومة مؤقتة، لكن خلال الانتخابات المقبلة لن يفوزوا بهذه الانتخابات، وسيتصدر الحزب السابق الذي كان يرأسه الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، وحلفاؤه من الأحزاب الشيوعية هذه الانتخابات.
من جانب آخر، أوضح سوخويا، أن الحزب الحاكم السابق "حزب المناطق"، سيقدم مرشحا جديدا للانتخابات الرئاسية المقبلة بديلًا عن الرئيس الراحل يانوكوفيتش، موضحًا أنه سيكون المرشح السابق للرئاسة الذي حصل على المركز الثالث في انتخابات 2010 سرخي تيخيبكو، وهناك احتمال كبير أن يفوز خلال هذه الانتخابات.
وعلى الرغم من ذلك، نجد الصحف ووسائل الإعلام الغربية قد تجاهلت تمامًا سياسة المعاملة بمكيالين التي تتبعها الولايات المتحدة في دعمها وترحيبها للثوار الأوكرانيين والسلطة الجديدة على الرغم من ثورتهم على رئيس شرعي فاز خلال انتخابات رئاسية نزيهة خلال عام 2010، وبين موقفها المتناقض تجاه ثورة 30 يونيو والسلطة المصرية الجديدة على الرغم من خروج ملايين المتظاهرين ضد الرئيس المخلوع!
الولايات المتحدة تساند الآن الشعب الأوكراني، وعلى العكس ساندت الإخوان ضد الشعب المصري في 30 يونيو، بل واتخذت إجراءات ممنهجة لمحاربة الثورة المصرية الثانية.
وعلى صعيد آخر، تداولت صحف بأن سقوط أوكرانيا أعاد رحى الحرب الباردة مرة أخرى، بل إن كان نتيجة هذه الحرب الباردة وسعي أمريكا لجذب حلفاء روسيا إلى جانبها من أجل إضعاف الجبهة الروسية واستمرار في الإجهاز على حلفاء روسيا منذ الحقبة السوفييتية.