تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يمر العالم اليوم بجو مأزوم معقد لا يؤشر لحياة مقبولة؛يزداد تعقيدا يوما بعد يوم، بعد أن تداخل فيها السياسي بالمذهبي!
حتى أن العالم أجمع وبكل ما أوتي من تقدم ملحوظ يكاد أن يسبق الزمن بسرعة تفوق البرق إلا وأن هذا التقدم الكبير أضحى مهددا وجوده؛ وفق تغيرات كونية مخيفة بل ومرعبة لتبقى القدرة الإلهية تفوق كل قدرة ولتظل المشيئة الربانية فوق كل مشيئة ..
وهل فوق إرادة رب العالمين إرادة؟
و إزاء هذه الفصول المتغيرة؛والأحداث المتلاحقة؛ لم يتبق لنا غير تاريخنا الحافل بالمجد والريادة؛هذه الصفحات يجب أن نقرأها؛ونعيد القراءة فيها مرة وأخرى؛فقد نتعلم من الماضي دروسا قد تفيدنا في الغد وتضع أقدامنا على جادة الطريق الصحيح وتعيد للإنسان منا إنسانيته المفقودة في ظل هذا التخبط الفكري والوجودي.
تدل التطورات الأخيرة التي تسود أنحاء مختلفة من العالم على نشوء نظام دولي متزعزع وغير مستقر، الأمر الذي من شأنه أن يولد مخاطر سياسية وأمنية خطيرة في المستقبل!
في الواقع، لم يشهد تاريخ البشرية في أي عصر من عصوره سلاماً واستقراراً تامين، لكن الأحداث المتلاحقة التي وقعت في فترة زمنية قصيرة للغاية تظهر أن النظام الدولي الحالي يشكل تحدياً أكبر مما سبق، نظراً إلى القدرات التدميرية المتزايدة التي تمتلكها دول العالم وازدياد تأثير الجهات الفاعلة الحكومية منها وغير الحكومية.
علاوة على ذلك، فإن تزامن نشوب عدة أزمات في أنحاء مختلفة من العالم في نفس الوقت، يمنع المجتمع الدولي من تركيز جهوده لحل كل أزمة على حده وفي وقتنا الحاضر تبرز الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم على واجهة الأحداث.
فقد انخرطت الصين والولايات المتحدة في مواجهة اقتصادية من المتوقع أن تمتد إلى سنوات طويلة مقبلة .
يبقى التأثير في المنظومة الثلاثية، التي تتعلق بالقوة وانتقالها من جهة جغرافية إلى أخرى، ومن نمط وشكل اجتماعي إلى تقني عاملا كبيرا، ولا يزال لكل من المواصلات، والاتصال والعامل البشري، ووعيه بشأن تسيير حياته من خلال التقنية أهمية كبرى في تشكيل تلك المتغيرات.
ولقد أصبح عالم اليوم متصلا بالشكل الذي يجعل كمثال: حدث في مدينة صغيرة في الهند أو المكسيك، يغير من سياسات الولايات المتحدة أو روسيا في اتجاه قضية معينة!
تتسارع التغيرات المؤثرة في العلاقات الدولية والأمن الإقليمي، وتتمثل في كل من التغيرات على المستوى الدولي في تغيير الواقعين التجاري والجغرافي والأمني وتبدل أدوار القوى وتصارعها على وجه الخارطة الكونية فهل نحن منتبهون؟