الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عفريت المزيكا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو المجدد لشباب الموسيقى مع أستاذه محمد فوزى، وهما الوصلة الحقيقية مع الرائد المبدع ابن كوم الدكة إسكندرية الموسيقار سيد درويش.
في روايته المنشورة على موقع «سينمائيات» يقول وجدى الحكيم «في عام ١٩٧٢ كان السادات يحتفل بخطبة إحدى بناته في القناطر الخيرية، وكان النقشبندى موجودًا في الاحتفال الذى حضره الملحن بليغ حمدي، وكنت أنا حاضرًا هذا الاحتفال كمسئول في الإذاعة المصرية، فإذا بالسادات ينادى لبليغ ويقول له: «عاوز أسمعك مع النقشبندى»، وكلفنى بفتح استديو الإذاعة لهما».

وأضاف: «أنه تحدث بعدها مع النقشبندى فقال له ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة»، حيث كان النقشبندى قد تعود على الابتهال دون موسيقى، وكان في اعتقاد الشيخ أن اللحن يفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال، وقال: «على آخر الزمن يا وجدى هاغنى»؟ وطلب منه الاعتذار لبليغ.

الإعلامى المصرى تابع: «طلبت من النقشبندى أن يستمع إلى اللحن الذى أعده بليغ، واصطحبته إلى استديو الإذاعة واتفقت معه على أن أتركه مع بليغ لمدة نصف ساعة ثم أعود، وأن تكون بيننا إشارة أعرف من خلالها إن كانت ألحان بليغ أعجبته أم لا؟».

ويضحك الحكيم وهو يتذكر هذا الموقف قائلًا: «اتفقنا أن أدخل عليهما بعد نصف ساعة فإذا وجدت النقشبندى خلع عمامته فإن هذا يعنى أنه أعجب بألحان بليغ، وإن وجدته مازال يرتديها فيعنى ذلك أنها لم تعجبه، وأتحجج بأن هناك عطلًا في الأستوديو لإنهاء اللقاء، ونفكر بعدها في كيفية الاعتذار لبليغ».

وتابع: «دخلت فإذا بالنقشبندى قد خلع العمامة والجبة والقفطان، وقال لي: «يا وجدى بليغ ده جن، وفى هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين اشهر التواشيح الخالدة «مولاى إنى ببابك»

أهم ما يميز بليغ أنه لماح يستطيع أن يقيم الصوت فيعطيه لحنا يتناسب مع طبقاته مثل عفاف راضي، ولأن صوتها غربى أوبرالى قام بليغ يتطعيمه بالنغم الشرقى فكانت مثل القنبلة من أول أغنية.

كذلك مع أم كلثوم قام بتغيير أسلوب التلحين مثلا فات الميعاد لأول مره تبدأ لم كلثوم أغنية من أعلى طبقة وأعطاها ألحانا يغلب عليها طابع الإيقاع مثل ألف ليلة وليلة ولأول مرة بتاريخ أم كلثوم ترقص سهير زكى على أنغامها من بليغ.

وفقا للموسوعة الحرة «ويكبيديا» كان الفنان محمد فوزى هو من قدم بليغ حمدى لأم كلثوم فقد كانت أم كلثوم تريد أن تخرج أو أن تتحرر قليلًا من اللون السنباطى لذا فقد طلبت من محمد فوزى أن يلحن لها إلا أنه اعتذر وقدم لها بليغ حمدي، فكان اللقاء الأول في حفلة في منزل الدكتور زكى سويدان أحد الأطباء المعالجين لأم كلثوم وهناك بدأ بليغ في تلحين الكوبلية الأول وهو جالس على الأرض وسط ذهول الحاضرين فما كان من أم كلثوم إلا أن فعلت مثله وجلست بجواره وتطلب منه بعد تلحين أول كوبليه أن يكمل اللحن وتغنى أم كلثوم أغنية (حب إيه) في ديسمبر ١٩٦٠ وتحقق نجاحا ساحقا.

وتتوالى الألحان والاغنيات الناجحة ومنها أغنية أنساك من كلمات مأمون الشناوى (كان مقررا ان يقوم الموسيقار محمد فوزى بتلحين أغنية أنساك وكان بليغ في زيارة لأستاذه ومعلمه (محمد فوزي) وقام فوزى لمقابلة أحد الضيوف وترك بليغ يقرأ كلمات أغنية أنساك التى أعجبت بليغ تماما وأخذ العود وبدأ يدندن ولما عاد فوزى كان بليغ انتهى من تلحين الأغنية واعتذر بليغ لفوزى عن تلحينه للأغنية فقام الموسيقار والإنسان الرائع محمد فوزى بالاتصال بكوكب الشرق قائلا لها بالحرف الواحد (بليغ قام بتلحين الأغنية أفضل مني) وتنازل لبليغ عن اللحن رغم أن التلحين لأم كلثوم كان إحدى أمنيات محمد فوزى ورحل دون تحقيق هذه الأمنية.

اهتم بليغ حمدى خلال مشواره بالمسرح الغنائى وقدم عدة مسرحيات غنائية وأوبرتات استعراضية كما وضع الموسيقى التصويرية لكثير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية.

ويعد بليغ من أكثر الموسيقيين تلحينًا لمصر وفى حب مصر كما كتب وغنى بعضها بنفسه. توفى في ١٢ سبتمبر ١٩٩٣، عن عمر يناهز ٦٢ عامًا بعد صراع طويل مع مرض الكبد، ونعته الأهرام في صبيحة اليوم التالى بقولها (مات ملك الموسيقى)، وأعلنت وزارة المالية المصرية أنها بصدد طبع عملة تذكارية باسمه إلا أن ذلك لم يحدث حتى اللحظة ولم ينل بليغ من التكريم في حياته أو بعد مماته ما يوازى كونه أفضل من أنجبت الموسيقى العربية على الإطلاق ولم تتعرف الأجيال الجديدة من الشباب الذين يسمعون أغانيه في كل وقت عن الملحن العبقرى الذى وضعها.

قال عنه عبد الوهاب نحن نلحن خمسة ألحان ينجح لحنان، بليغ يلحن عشرين تنجح جميعا وقد وضع نفسه وسط عمالقة التلحين بزمن قياسى وكانت لديه موهبة كتابة الكلمات الراقية أيضا.

ووصفه الشاعر كامل الشناوى بأنه أمل مصر في الموسيقى وكان دائمًا يقول إن بليغ حمدى طالب حقوق فاشل ولكنه أمل مصر في الموسيقى.

بليغ حمدى ألف تحية في ذكرى ميلاده.