تأخرت كثيرا منذ أن كتبت آخر حدوتة، ربما لأن الحواديت اختلطت في أفواه الرواه وانفجرت في وجوهنا حكايات كثيرة من الزيف، حاولت فيها الهروب بعقلي من ضجيج الأبواق وتداخل الأصوات وتشابه الوجوه إلا الحد الذي لم أعد قادرا فيه على تمييز حتى من كنت أعرفهم.
أحداث سريعة ومتتالية وكأنها أشراط الساعة خرجت فجأة تملأ الشوارع، لافتات وتحذيرات وشعارات وجيل جديد من البشر كروبوتات تنطق وتتحرك وتتكلم بلغة المال، تهتف بالمال.. تسكت بالمال.. تبيع أنفسها بالمال.. تلعق الأحذية بالمال.
في زمن الضلال رأيت اللصوص يوزعون سجادة صلاة ومسبحة، ورأيت تجار المخدرات يبيعون الموت للأبناء ويتبرعون لأمهاتهم، رأيت الجهلاء يعنونون لافتاتهم بعبارة كاتب وهم لا يحفظون حروف الهجاء، رأيت الناس تخرج أسرابا يبحثون عن مشتر لآخر ما تبقى من كرامتهم يُخرصون ألسنتهم وتتكلم بطونهم، رأيت المبادئ تتساقط والأشقاء تتناحر والضمائر تدهسها الأقدام وتلفظ أنفسها.
حالة دوران أصابتني.. وتسلل الحزن إلى روحي.. ولجمت المسئوليات لساني بأسئلتها ما جدوى العقل في زمن الدُمى والريبوتات؟ ما فائدة الشرف وغسيل السمعة بات متاحا في الفاترينات وعلى قوارع الطرق؟
لا ضوء.. ولا نبوءة بفجر.. لا أثر تقتفيه الأقدام.. ولا جدران يستدلل بها العُمى! لكن عيني وعقلي وقعا على تلك الجملة التي كتبها سُقراط على معبد «دلفي» اعرف نفسك!.. فآمنت أن الإرشاد في أرض الضلال صدقة..
فاحسم الأمر بداخلك.. انظر من بقى وما بقى ومن حيا بعد موته
عرضوا الحياة عليه وهي رخيصة
فأبى وآثر أن يموت نبيلا
إن الشجاعة في القلوب كثيرة
ورأيت شجعان العقول قليلا
فانفض عن كرامتك الغبار واستدع أنت الصباح فالشمس لن تأتيك إلا مرغمة، قد فضوا عذرية أمسك عنوة لتسير مطأطئ الرأس.. فاحفظ بكارة غدك وقول لكل مغتصبي الأحلام.. لا.. قولها بملء القلب والفم لا.. لا لن نبيع شرفنا يا نخاسين العصر.. لا لن نبيع أبنائنا يا تجار السم.. لا لن نبيع أقلامنا يا مدعين المداد.. أف لكم.. وألف لا يا أيها «العرر».
أحداث سريعة ومتتالية وكأنها أشراط الساعة خرجت فجأة تملأ الشوارع، لافتات وتحذيرات وشعارات وجيل جديد من البشر كروبوتات تنطق وتتحرك وتتكلم بلغة المال، تهتف بالمال.. تسكت بالمال.. تبيع أنفسها بالمال.. تلعق الأحذية بالمال.
في زمن الضلال رأيت اللصوص يوزعون سجادة صلاة ومسبحة، ورأيت تجار المخدرات يبيعون الموت للأبناء ويتبرعون لأمهاتهم، رأيت الجهلاء يعنونون لافتاتهم بعبارة كاتب وهم لا يحفظون حروف الهجاء، رأيت الناس تخرج أسرابا يبحثون عن مشتر لآخر ما تبقى من كرامتهم يُخرصون ألسنتهم وتتكلم بطونهم، رأيت المبادئ تتساقط والأشقاء تتناحر والضمائر تدهسها الأقدام وتلفظ أنفسها.
حالة دوران أصابتني.. وتسلل الحزن إلى روحي.. ولجمت المسئوليات لساني بأسئلتها ما جدوى العقل في زمن الدُمى والريبوتات؟ ما فائدة الشرف وغسيل السمعة بات متاحا في الفاترينات وعلى قوارع الطرق؟
لا ضوء.. ولا نبوءة بفجر.. لا أثر تقتفيه الأقدام.. ولا جدران يستدلل بها العُمى! لكن عيني وعقلي وقعا على تلك الجملة التي كتبها سُقراط على معبد «دلفي» اعرف نفسك!.. فآمنت أن الإرشاد في أرض الضلال صدقة..
فاحسم الأمر بداخلك.. انظر من بقى وما بقى ومن حيا بعد موته
عرضوا الحياة عليه وهي رخيصة
فأبى وآثر أن يموت نبيلا
إن الشجاعة في القلوب كثيرة
ورأيت شجعان العقول قليلا
فانفض عن كرامتك الغبار واستدع أنت الصباح فالشمس لن تأتيك إلا مرغمة، قد فضوا عذرية أمسك عنوة لتسير مطأطئ الرأس.. فاحفظ بكارة غدك وقول لكل مغتصبي الأحلام.. لا.. قولها بملء القلب والفم لا.. لا لن نبيع شرفنا يا نخاسين العصر.. لا لن نبيع أبنائنا يا تجار السم.. لا لن نبيع أقلامنا يا مدعين المداد.. أف لكم.. وألف لا يا أيها «العرر».