رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دموع في عيون وقحة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان من المتوقع قيام إسرائيل بهجوم مضاد بعد العبور بساعات ولكن قوة الهجوم المصري ونجاح خطة الخداع الاستراتيجي والمفاجأة التي حققتها القيادة المصرية أجلت قيام إسرائيل بالهجوم المضاد المتوقع وبذلك بدأت محاولات الضربة المضادة الإسرائيلية صباح يوم 8 أكتوبر ضد قوات الجيش الثاني في المنطقة من القنطرة شرق إلى الإسماعيلية شرقا وقد واجه اللواء سعد الدين محمود قائد الجيش الثانى فرقتين مدرعتين إحداهما في المنطقة شرق القناة القنطرة بقيادة برن آدان والتي عانت كثيرا من مواجهة قوات الصاعقة المصرية التي أخرت تقدمها كثيرا وكبدتها الكثير من الخسائر في طريقها نحو مواجهة قوات العبور والأخرى بقيادة البرت مندلر في مواجهة الجيش الثالث وعلى الطريق الأوسط في إتجاه الإسماعيلية فرقة مدرعة بقيادة شارون وكانت فرقة شارون احتياطي ودعم لتعزيز الفرقتين. 
وعملت الفرقتين على شن هجوم مضاد على الوحدات القتالية المصرية بالفرقة 18 بقيادة فؤاد عزيز من قطاع القنطرة اللواء مدرع وضد الفرقة الثانية هي بقيادة العميد حسن أبو سعده في قطاع الفردان باللواء مدرع آخر بغرض اختراق المواقع المصرية والوصول إلى خط القناه وتمكنت قوات الجيش الثانى من صد هذا الهجوم واضطرت قوات العدو للانسحاب شرقا بعد أن تكبدت الخسائر في الأفراد والمعدات. 
عاد آدان وعمل على تنظيم قواته وحاول مرة أخرى الهجوم بلوائين مدرعين الأول ضد فرقة حسن أبو سعده واللواء الثاني ضد فرقة بقيادة العميد عبدرب النبي في قطاع شرق الإسماعيلية ودارت معركه الفردان بين فرقه آدان وفرقة العميد حسن أبو سعده واندفعت القوات الإسرائيلية وحاولت إختراق موقع أبو سعده في اتجاه كوبري الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية مسافة أكبر في اتجاه خط القناة يزيد عندها الأمل في النجاح ولكن القوات المهاجمه وجدت نفسها داخل مصيدة النيران المصرية التي فتحت نيرانها من ثلاث جهات في وقت واحد تنفيذا لمخطط اللواء حسن أبو سعدة وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعاديه كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية. وخلال نصف ساعة تقريبا تم تدمير القوه الإسرائيلية المتقدمة والتي تتكون من 35 دبابة مدعمة بقوات مدرعة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الفرق المدفعية في الهجوم فإصابة الزعر عندما شاهد تدمير هذه الدبابات في دقائق وبسرعة مذهلة لم يكن امام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء في إحدى الحفر لعدة دقائق وقع بعدها في الأسر بيد رجال الفرقة الثانية. وظلت الدبابات المدمرة في أرض المعركة تسجل تاريخ يشاهده الجميع بعد انتهاء الحرب. وفي نفس التوقيت فشلت القوات المدرعة الإسرائيلية في اختراق قوات الجيش الثالث وانسحبت بعد أن تكبدت الخسائر في الأفراد والمعدات ولم تتمكن فرقة شارون من تقديم المساعدة لأي من الفرقتين وعادوا جميعا دون تحقيق أي نجاح وسط حالة من تبادل الاتهامات وانتشار اليأس بينهم. وبعد عودة عساف ياجوري من الأسر كتب مقالة لجريدة معاريف تحدث فيها عن جرح أكتوبر ولحظات الرعب التي مر بها أثناء تحطيم الوحدة التي كان يقودها ووصف يوم ٨ أكتوبر بأنه الإثنين الأسود في إسرائيل وقال لماذا تركوا صدورنا عارية على جبهة الفردان وتحدث عن خيبة الأمل والدموع التي امتلأت بها عينيه والمرارة التي شعر بها جنوده لحظة تحطيم الدبابات ووقوعهم بالأسر.