الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأزهر قوة مصر الناعمة الأكبر تأثيرًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبحت القوة الناعمة اليوم نمطًا أساسيًا فى كسب العقول، وتطويع العواطف وتحييد سلوك الشعوب، عن طريق التسامح وقبول الآخر، ومما زاد من أهمية القوة الناعمة تنوع أنماطها، وتعدد أشكالها وابتعادها عن النمط التقليدي المتمثل بالقوة، وتُعرف القوة الناعمة بأنها القوة التي تجعل الطرف المستخدم لها جذابًا لأطراف دولية أخرى، بحيث يحدث التأثير المطلوب دون الإستخدام المقصود لهذه القوة، وبها تجعل الأطراف الأخرى تريد ما تريده، وترغب فيما ترغب فيه، أو هي قوة ذات تأثير ينبع من الاحتواء، عن طريق استقطاب آخرين وجذبهم عبر آليات تقوم على الإقناع والجاذبية، والتماهي في المصالح، والتعريف المتماثل للمواقف السياسية المتغيرة، بالاعتماد بشكل أكبر على موارد ناعمة غير مادية، ومن أبرز أدواتها الفنون والإعلام والثقافة والتقدم العلمي، والقيم الشعبية والنظام السياسى والرياضة، والمفكرين والكتاب والمثقفين والفنانين والدراما ثم علماء الأزهر، ولكن قوة مصر الناعمة تراجعت خلال السنوات الماضية بعد تدهور حال التعليم ومعه أحوال الإعلام. ووسط ذلك كله، تبرز المؤسسة العريقة التي يزيد عمرُها على ألف عامٍ، الأزهر الشريف، الذى ما زال يحاول الإستمرار فى أداء رسالته الدعوية السمحة وتعليم اللغة العربية، كأعلى هيئة إسلامية سنية في العالم، حيث ظل الأزهر منذ أن تأسس وحتى يومنا هذا قلعة دينية ومؤسسة إسلامية عالمية ذات تأثير عميق في المجتمع المصري والعالم الإسلامي، ورمزا من رموز وسطية الدين الإسلامي في مصر والدول الإسلامية الأخرى، ورغم أن الأزهر هيئة محلية لكنه أصبح مؤسسة دولية ورمزاً للعالم الإسلامى مثل الفاتيكان للكاثوليكية. 
يُعوِل المصريون دائمًا على دور الأزهر الخارجي كأحد أهم مصادر القوة الناعمة المصرية سواءً في محاولة التسويق لمصر إقليميًا وعالميًا، أو الاعتماد على خريجيه المنتشرين في العديد من دول العالم، حيث يستقبل الأزهر الشريف نحو أربعين ألف طالب من 120 دولة، منهم نحو 4 آلاف طالب يدرسون بمنح الأزهر، بالمعاهد الأزهرية المختلفة وجامعة الأزهر ومرحلة الدراسات العليا، وهناك ثلاث مؤسسات فقط يرتبط اسمها بالشرف هى الكعبة المشرفة والقدس الشريف ثم الأزهر الشريف، ونجح الأزهر فى تقديم الدعم والمساندة لمسلمى العالم؛ فلا يُذكر الأزهر فى أى مكان إلا مقترنًا باسم مصر، ويحتل شيخه مكانة مرموقة بين كل الدول، ويحظى بحفاوة استقبال الملوك والرؤساء، وأخيرًا، لابد من تحديد الأولويات والاستثمار في الأزهر الشريف كقوة ناعمة ما زالت باقية لمصر في الخارج، والتفكير فى كيفية حسن استغلالها محلياً ودولياً، الإستغلال الأمثل؛ حتى تهيمن مصر بقوتها الناعمة، وتحتل مكانها ومكانتها التي تليق بها وبحضارتها.