الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أكتوبر.. الحرب والسلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل مصر بالذكرى السابعة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد.. الذى كان بداية لاستعادة أرضنا السليبة من العدو الغاصب.. وأعاد لقواتنا المسلحة هيبتها ومكانتها.. وأثبت للعالم أجمع أن جنود مصر هم خير أجناد الأرض.. عبروا قناة السويس.. وحطموا كبرياء العدو الذى زعم أنه لا يقهر.. ودمروا موانعه وتحصيناته التى ظل يقيمها طوال سنوات الاحتلال الست.. وأكدوا للعالم أجمع أنهم قادرين على الزود عن تراب بلادهم.. فى أسوأ الظروف وبأقل الإمكانيات.. وأنهم لم يمنحوا الفرصة عام ١٩٦٧.. ليثبتوا شجاعتهم وقدرتهم ويدافعوا عن أرضهم.
كان يوم السادس من أكتوبر من عام ١٩٧٣.. يوما فارقا فى حياتى.. لم أكن قد تجاوزت الثالثة عشرة من عمرى.. تلميذا فى الصف الثانى الإعدادى.. ولم يكن قد مضى على بدء العام الدراسى سوى عدة أيام.. عدت من المدرسة.. ألقيت حقيبتى واستبدلت ملابسى.. وخرجت مع أصدقائى.. إلى أن يحين موعد الإفطار.. فقد كنا فى الأسبوع الثانى من شهر رمضان المبارك.. لم يكن الوقت قد تجاوز الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر.. عندما تعالت صيحات الكبار.. على المقاهى وفى الشوارع وشرفات البيوت.. الله أكبر.. عبرنا وانتصرنا.. سارعت أنا ومن معى من الأصدقاء.. إلى أقرب مقهى.. واستطعنا بأجسادنا الضئيلة.. أن نخترق الزحام.. لنصل أمام شاشة التليفزيون.. لنستمع إلى الأغانى الحماسية والبيانات العسكرية.. أصابنا الحماس وخرجنا من زحام المقهى.. إلى الشارع.. نردد ما سمعناه من أغانى النصر.
ارتفعت رءوس الكبار.. التى كانت منكسة من قبل.. وتهللت أساريرهم.. بعد حزن وهم طويل.. يهنئون بعضهم البعض بالانتصار.. فقد طالت عليهم سنين الانكسار.. عشت تلك السنوات الست.. أرى مرارة الهزيمة على وجوه كل من حولى.. وانتظارهم لتلك اللحظة التى يثأرون فيها من عدوهم.. عاصرت تلك الأحداث ولكننى لم أكن أدرك معناها لصغر سنى.. وإن كان حزن وانكسار الكبار.. قد انتقل لى بالمعايشة.. شاهدت فرحتهم بالبيانات الكاذبة باندحار العدو وإسقاط العشرات من طائراته.. وانكسارهم بعد علمهم بالحقيقة المرة.. وها هو جيشنا.. يزيل تلك المرارة.. ويستبدلها بحلاوة النصر.. يعبر القناة ويحطم خط بارليف ويرفع العلم المصرى على أرض سيناء الحبيبة.
ضرب الشعب المصرى خلال حرب أكتوبر المجيدة.. أروع صور البطولة والوفاء والفداء.. ووقف إلى جوار قواته المسلحة داعما ومساندا.. وبعد الحرب انطلقت عملية السلام.. واستعدنا كامل ترابنا الوطنى.. وتفرغنا لمسيرة البناء والتنمية.. وتبقى حرب أكتوبر المجيدة واحدة من الذكريات الخالدة والمضيئة فى تاريخ مصر والدول العربية.
ورغم انتهاء الحرب العسكرية ضد المحتل الغاصب.. إلا قواتنا المسلحة وشرطتنا تخوضان حربا شرسة ضد الإرهاب.. فى شرق البلاد وغربها.. واستطاعت قواتنا أن تحقق إنجازات ضخمة على الأرض فى حربها ضد هؤلاء الإرهابيين.. كما تخوض مصر حربا أخرى من حروب الأجيال الحديثة، والتى تعتمد على الإعلام المضلل.. الذى يحاول عرقلة مسيرتنا.. وهدم وطننا.. ببث الفتن واشاعة الفوضى وإطلاق الشائعات والأخبار المغلوطة والكاذبة.. ولكننا نراهن على وعى المواطن ووطنيته.. وإدراكه لما ينجز على الأرض.. من أعمال ومشروعات عملاقة واستثمارات ضخمة.. بجانب الأمن والاستقرار الذى ينعم به الجميع.