هناك لعبة لطيفة يلعبها الأطفال، أو ربما كانوا يلعبونها!
هذه اللعبة هي عبارة عن صورة كاملة مقطعة إلى أوصال يتمّ فكها وتركيبها، فإذا وضعت كل قطعة في مكانها اكتملتْ عندك الصورة وبانتْ معالمها وعرفت ما هي.
وإذا فقدتَ شيئاً من هذه القطع أو وضعتها في غير مكانها ظلَّت الصورة ناقصة مبهمة.
هذه اللعبة تسمى بالإنجليزية (puzzle) والترجمة الحرفية لهذه الكلمة هي: اللغز. ولذلك يمكننا أن نسميها بالعربية:(لغز الصورة). (لعبة لغز الصورة)،ربما مارسها كثير منكم.
نجاح اللاعب في هذه اللعبة يقوم على شيئين أساسيين: أولهما: وجود كامل قطع للصورة لديه، وثانيهما: وضع كل قطعة في موضعها الصحيح. فلو فقد اللاعب قطعة واحدة فقط فلن يتمكن من إتمام الصورة، ولو بدلت له بقطعة قطعة أخرى من صورة أخرى فلن يصل إلى نتيجة! وكذلك لو وضع قطعة واحدة فقط في غير مكانها فلن تكون النتيجة مرضية!.
هذه اللعبة عندي مثال جيِّد جداً للوعي. ولعل السؤال المتبادر إلى الذهن هنا:متى يكون الإنسان واعياً وعياً صحيحا بقضية ما؟
عندما يجمع– أولاً- كل أجزاء هذه القضية وعناصرها دون أن يفوت شيئا منها، على أن تكون هذه الأجزاء والعناصر صحيحة ومرتبطة بالقضية.
وعندما يضع – ثانيا- كل جزء في مكانه الصحيح، فلا يقدم ما حقه التأخير ولا يؤخر ما حقه التقديم.
وأيّ خلل في هذين الأمرين لايتحقق معه الوعي الصحيح الكامل، كما أن أي خلل فيهما لايمكن أن يكتمل معه شكل الصورة!
وإذا كان وعى المصريين استطاع مؤخرا أن يدرك حجم المؤامرة التى تحاك ضد الدولة المصرية بالدعوات المشبوهة من خلال ترويج الإعلام المعادى لفيديوهات قديمة وفبركتها وإعادة بثها على انها جديدة!
ولكون المواطنين ذاتهم يدركون جيداً الغرض والهدف الذى يسعى له دعاة التخريب، و استطاعوا اسقاط كل مخططات دعاة التخريب والإرهابيين، حيث رفض الشعب الانسياق خلف كل الدعوات المشبوهه التي تستهدف تدمير مصر و تعطيلها من السير قدما نحو تحقيق التنمية المستدامة الملحوظة على أرض الواقع.
وإذا كانت القيادة السياسية تسابق الزمن للنهوض بهذا الوطن الكبير وفق متغيرات وتحديات إقليمية ودولية كبيرة.
إلا أن سيطرة حزب بعينه على المشهد السياسي ومحاولة تعكيره وتكديره للصفو العام المجتمعي باختياراته المستفزة والعشوائية، حيث أن المنتشر لدى الشارع سيطرة المال السياسي في الحصول على تلك المقاعد الانتخابية! فبات ضروريا إعادة هيكلة مثل هذا الاختيارات حفاظا على الوطن من دعاة الفتنة ومروجيها.
وإذا كانت بعض الأحزاب السياسية تتوهم أنها ظهير شعبي للقيادة السياسية فهي واهمة لكونها لا تمتلك قدرات أن تكون ظهيرا لمسؤول بسيط!
وان القيادة السياسية جاءت من رحم الظهير المجتمعي الشعبي (جمعية الشعب العمومية) وأنها لا تحتاج إلى أي حزب يحاول التمسح بادعاء الصدارة.
فيجب على هذه الأحزاب ألا تقامر ببسطاء الشعب وعليها أن تضع لها رؤى استراتيجية إصلاحية حقيقية جادة وهادفة .بفكر يقوم بزرع الإنتماء الوطني في شباب الوطن وتنمية الوعي السياسي والمشاركة السياسية الفعالة.
ويقيني أن القيادة السياسية المصرية لا يعنيها إلا الشعب المصري بكامل فئاته ومن يتوهم غير ذلك من أحزاب مراوغة يكون مخطئا خطئا كبيرا فادحا.
ولكن أن نسمع عن تحالفات سياسية بين أحزاب سياسية ذات توجه سياسى واحد فتندمج معا، هذا لم يؤد إلى حياة حزبية سليمة بل يؤدى إلى شكل ديكورى وحسب!
وقد جربنا هذا النمط عندما انتقلت نفس الوجوه من الاتحاد القومى إلى الاتحاد الاشتراكى إلى الحزب الوطنى ثم الآن بنفس الأسلوب يتجهون إلى اختيارات عشوائية برلمانية لا تمثل نبض الشارع بأي حال من الأحوال!