الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مرآة الجماعة "كفيفة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُرى ما الذي يستفز القلم ليخرج من عُزلته؟ التطوير والبناء؟ أم الهدم والتخريب؟ لا يوجد إجابة بعينها ولكن لا يمكن أن يصمت القلم أمام محاولات تخريب العقول.
لازالت المعركة قائمة ورحى الحرب طاحنة، فبعد أن ثبتت الدولة المصرية أقدامها على الخريطة الدولية والإقليمية وعضدت حدودها البرية والبحرية، كان من المتوقع أن تلتفت الدولة إلى الشأن الداخلي أكثر لإصلاحه، وهنا تبدأ مرحلة جديدة من الحرب، فكلما زادت محاولات الدولة المصرية لتقنين الأوضاع والتطوير وإزاحة الفوضى، وتغيير الواقع للأفضل، زاد أهل الشرمن محاولاتهم المضادة لتلك الأفعال، فتطوير العشوائيات والتخطيط الجيد للمدن سيعكسون إياه للشارع المصري وكأنه محاولة لتكبيل المواطن وغل يده وسلب حرياته، كلما حاولت الدولة تقنين الأوضاع وإصلاح الأخطاء السابقة التي غابت فيها الدولة، سيعكسون ذلك للشارع وكأن الدولة تحاول سلب الأموال من الشعب أو فرض أموال وكأنها جزية وليس تقنينًا !، كلما زادت المشاريع القومية سيعكسون ذلك بشكل سلبي للشارع المصري، بالتشكيك في جدواها تارة وبالشائعات تارة ! فإثارة الفوضى وإعاقة القوانين والتقنين هو ما تتغذى عليه تلك الجماعة، فبدون فوضى ينقطع الحبل السري بينها وبين الجهات التي تمولها وتدعمها.
ولكن لا يهمنا هنا في تلك الحرب سوى الفوز بوعى المواطن المصري، فربما لم يعتاد المواطن المصري في العقود الأخيرة على فكرة التعايش في دولة حقيقية، فما كان يحدث من فوضى، ترسب في وعي المواطن أن تلك هي الدولة ! ولكن فكرة الدولة الحقيقية هي التي تتكون الآن، وهى حرية الشخص ولكن في ظل أُّطر من القوانين لا يمكن تجاوزها.
مرآة الجماعة تعكس كل ما يحدث من قبل الدولة للشارع المصري بشكل خاطئ، أملا أن تعود حالة الـ"لا دولة" مرة أخرى فتترعرع أورقتها مجددًا.
فالداخل المصري يتحول ليواكب التحول الخارجي والتقدم الذي تحرزه مصر يومًا بعد يومٍ، سواء التقدم الاقتصادي أو السياسي، فبعد جائحة كورونا، وثبات مؤشرات الاقتصاد المصري، مهد ذلك الطريق أمام مصر لكي تكون مقصد للمستثمرين واللحاق بكل المشروعات العملاقة العالمية مثل طريق الحرير الجديد الذي ستُسرع في تنفيذه الصين في الأيام القادمة خاصة بعد انتعاش اقتصادها مرة أخرى، ومصر جزء من ذلك الطريق من خلال محور قناة السويس العالمي، والذي يُحتم على مصر من خلال دورها الأفريقى الٌمتميز ليس فقط مجابهة حروب الوعي الشريرة الداخلية بل الاتحاد مع دول القارة الأفريقية لمجابهة انتشار تنظيم داعش في القارة وخاصة في القرن الافريقى في الصومال والاتحاد الآثم مع اتحاد الشباب الصومالي، فتأمين القرن الافريقى أمام السفن المارة لتصل لقناة السويس من خلال هذا المشروع الضخم أمر هام جدًا، حتى وان كان مؤمّنًا بقطع بحرية من قبل الاتحاد الأوروبي قضت على ظاهرة القرصنة منذ سنوات ولكن ذلك الانتشار الداعشى الجديد في هذه المنطقة يضع على مصر مسئولية جديدة. سيظل الداخل المصري بٌغية أهل الشر حتى لا تستطيع مصر أن تتقدم في مصاف الدول، ولكن هيهات، فإن كانت مرآة الجماعة كفيفة فمصر هي مصدر النور الحقيقي.