تأتي المرونة والسعادة والحرية من معرفة ما يجب الاهتمام به، والأهم من هذا أنها تأتي من معرفة ما ينبغي الاهتمام به. إن "فن اللامبالاة" يمنح القارئ الحكمة التي تمكنه من فعل ذلك، هكذا قال رايان هوليداي صاحب "العقبات هي الطريق" عن كتاب "فن اللامبالاة" لمارك مانسون.
الكتاب نال شهرة واسعة في الغرب، واستطاع محمد صلاح أن يمنح الكتاب مساحة كبيرة من اهتمام القارئ العربي عندما نشر صورة له وهو يتصفحه فحظي الكتاب باهتمام جمهور "مو صلاح".
الكتاب يخبرك عبر مجموعة من الحكايات الصغيرة عن النجاحات والإخفاقات وكيف تتقن فضيلة اللامبالاة التي قد يظنها البعض نقيصة، وهذا صحيح إذا لم يفهمها كما فهمها مؤلف الكتاب وتشارلز بوكوفسكي ومحمد صلاح.
ولكي تفهمها وتدرك أنها من الفضائل التي يجب على البشر تعلمها لكي يعبروا بسلام فوق الإحباطات والإخفاقات عليك أن تقرأ الكتاب. الكتاب الذي تعمد محمد صلاح أن ينشر صورته وهو يطالعه إبان أزمته الشهيرة مع "راموس" وكأنه يريد أن يخبر الجميع بأنه لا يبالي بما حدث رغم العرقلة التي كانت من الممكن أن تبعده عن المستطيل الأخضر طويلا أو إلى الأبد.
أراد محمد صلاح أن يقول للجميع أن المرء وسط كل هذه الإخفاقات والانكسارات لا بد أن يعثر على قشة يعبر بها المراحل الموحلة.. حيث في أجواء كتلك لا يملك أي أحد أي شيء سوى العثور على قشة أوالسقوط في فخاخ الكآبة والانسحاب.
بالنسبة لي رأيت أن ثمة قشة يريد أن يواجه بها مو صلاح السقوط على يد "راموس"، وما صاحب ذلك من ألم ممزوج بالقهر- حيث لا شيء يقف ورائه إلا الحب.. حب الجماهير. لكن يؤسفني أن أقول أن هذا الحب لم يكن كافيا لمواجهة الروائح الكريهة للهمجية- ومع كل ذلك كان عليه إهداء الفرح لمائة مليون مصري، ونحو ثلاثمائة مليون عربي.. وبما أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها فلم يكن أمام الجميع غير الاحتفاء بوردتين قدمهما الشاب من كل قلبه.
مو صلاح كان يتوقع حدثا غير الحدث، ونتائج غير النتائج. الإصابة وكل ما حدث من عبث لم يكن سهلا على شاب مثله يرغب في النجاح ووضع نفسه وبلاده في عين اهتمام العالم المتغطرس.
هل كنت تتوقع ما حدث؟. بالطبع لا. لكن للأسف حدث، وبما يفوق التوقعات الأكثر سوءا!
ترى هل كل ما حدث ونعلمه، هو ما دفع "مو" صلاح إلى اللجوء إلى اللامبالاة.. أو بالأحرى إلى "فن اللامبالاة" لمارك مانسون. هل "اللامبالاة" هي حيلة اللاعب العالمي للهروب من هذا الواقع أو على الأقل تعلم طرق مواجهته؟!. هذا ما تخيلته عندما رأيت صورة "صلاح" وهو يقرأ كتاب مارك مانسون.
إذا ها هو "مو" صلاح يمسك بالكتاب ولكن أي صفحة أو فقرة وصل لها اللاعب المحبوب؟ هل وصل مو صلاح إلى الفقرة التي يقول فيها مانسون: "هذا الواقع ليس عادلا، وليس نتيجة غلطتك أنت". حسنًا، هل هنا ستزيد ثقة "مو" في نفسه أكثر من ذي قبل ويتقين أن الخطأ الذي يقف وراء ما حدث من انسحاق بائن لم يكن خطأه؟
تذكر: أنت أيضًا ربما تقع في ورطة مثل هذه لكن عليك أن تلتفت لما يقوله مانسون: الزم اللامبالاة وتعلم فنونها!