الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رسالة إلى دعاة الفوضى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بداية فإننى سأفترض حسن النوايا،رغم أن نواياكم معروفة للجميع،ولن أتهمكم بالخيانة والعمالة،رغم أن أفعالكم تدل على ذلك بوضوح،سأصدق لبعض الوقت أنكم تريدون صالح البلاد والعباد،وأنكم شرفاء وتقدسون تراب هذا الوطن وأن معارضتكم للنظام تنبع من وطنية خالصة،وأنكم تدعون الشعب للقيام بثورة لأنكم على يقين من أن هذا النظام سيهوى بمصر إلى القاع،ولكن دعونى أتساءل:كيف تولد لديكم هذا اليقين؟هل أجريتم محاولات للفت نظر النظام إلى الأخطاء؟هل مارستم المعارضة كما يحدث في كل الأنظمة الديمقراطية من خلال أحزاب وانتخابات؟هل أثبتم للعالم أجمع أن الشعب يريدكم،ففاز بعضكم في الانتخابات البرلمانية وبدأتم في عرض أفكاركم على الحكومة وقمتم برفض القوانين المعروضة عليكم؟هل فعلتم ذلك قبل اللجوء إلى فكرة الثورة؟الحقيقة أنكم لم تفعلوا ذلك،وأنكم طوال السنوات الست الماضية لم تقدموا اقتراحًا واحدًا مفيدًا،ولا تؤيدون قرارًا واحدًا اتخذته الحكومة المصرية وكان في صالح الوطن والمواطن،فليس من المعقول أن الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الست الماضية لم تتخذ قرارا واحدا في صالح الشعب تستحق التحية عليه،وهذا معناه أنكم ترفضون كل شىء وأى شىء،وانكم لا تمارسون المعارضة الحقة،بل إنكم بلا خطة واضحة،فهدفكم الوحيد المعلن هو نزول الناس إلى الشوارع والميادين والقيام بثورة للإطاحة بهذا النظام،ولكنكم لا تتحدثون عما هو بعد،إذا إفترضنا جدلًا أن الناس قد استجابت لدعواتكم،هل لديكم النظام البديل؟الإجابة اليقينية هى انكم لا تجرؤون على الخوض في هذا الحديث،لأنه سيفتح عليكم أبواب جهنم،وستخسرون كل المتحالفين معكم،لأن كل واحد منكم يطمع في حكم مصر،وإذن فثمة معركة طاحنة ستدور فيما بينكم حال تحقيق الحلم،والذى لن يتعدى كونه حلمًا،لأنكم لا تدركون واقع الشارع المصرى نظرًا لوجودكم خارج البلاد، وإن عدتم يومًا فسوف تشعرون بالغربة،لأن مصر تغيرت تمامًا عن اليوم الذى تركتموها فيه هربًا تحت جنح الليل وإختفاءً في ملابس النساء،وأجدنى هنا أتساءل،أمن شيم الرجال الشجعان أن يفروا من الميدان،أمن أخلاق النبلاء والفرسان أن يزجوا بالآخرين في أتون المعركة بينما ينعمون هم بالريـال القطرى والليرة التركية؟خسئتم أيها الحقراء،يا من تعرفون جيدًا أنكم دعاة فوضى وخراب وانكم خونة،تتقاضون الأموال لتبثوا سمومكم في عقول المرضى أمثالكم وتظنون أن يومًا سيأتى وتتحقق فيه أحلامكم وعندئذ تبدأ المعركة الطاحنة بينكم وبين بعضكم البعض،هذه المعركة التى ستقضى على الأخضر واليابس،عندئذ سيدرك بعضكم أنهم كانوا أداة لدول تريد تدمير مصر لإعادة تقسيم الشرق الأوسط من جديد إلى دويلات صغيرة وجيوش متناحرة،وأما الغالبية منكم فهم لن يفاجأوا بهذا، لأن أمر الوطن لايعنيهم،هؤلاء الذين يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي كلامًا يحرض على القتل والعنف والدمار ومع ذلك فإن إدارة هذه المواقع لا تحذف هذه"البوستات"المخالفة لكل القيم الإنسانية بينما نفس هذه الإدارة تقوم بحذف من يهاجم هؤلاء الخونة أو يكتب مدحًا في رئيس مصر البطل عبدالفتاح السيسي،وقد تفاجأ برسالة من إدارة هذه المواقع تحذرك من تكرار البوستات المادحة للرئيس،وليس عجيبًا أن يحدث ذلك في ظل وجود توكل كرمان وغيرها في إدارة هذه المواقع التى باتت مفضوحة للجميع،ويبقى السؤال لكم يا دعاة الفوضى،ماذا تريدون من مصر؟لقد اختار الشعب طريقه في 30يونيو2013 وإنحاز الجيش الوطنى إلى مطالب الشعب،تمامًا مثلما إنحاز إليه في يناير 2011 ووافق على رحيل الرئيس الأسبق مبارك ورجاله،فلماذا صفقتم للجيش وقتها ثم تهاجمونه الآن لأنه إنحاز للشعب ضدكم؟..هل نسيتم رسائل البرادعى وغيره للفريق الأول عبدالفتاح السيسي وللجيش أثناء حكم الإخوان،أما طالبت جبهة الإنقاذ –التى كانت تضم بعض الهاربين الآن-الجيش وقائده أن يتحمل مسئوليته التاريخية لينهى حكم الإخوان؟ أما خلا أحدكم بنفسه ليفكر بصدق فيما يفعل؟أما استيقظ ضمير أحدكم وشعر بالندم لأنه كان داعيًا للإرهاب وقتل رجال الشرطة والجيش،كيف ستلقى الله يا هذا وقد دعوت الناس أن يقتلوا بعضهم البعض،أما تخشى دعوة طفل يتيم أو أرملة شهيد؟تالله إن عاد أحدكم مصر رافعًا راية الإستسلام والندم وذاهبًا للمحاكمة لهو أكرم له وأشرف من أن يظل جبانًا يدعو للخراب والفوضى من خارجها،وختامًا أؤكد لكم أن الشعب المصرى لا يصدقكم ولا ينصت إليكم،لأنه ذاق المر حين وصلتم إلى سدة الحكم،وهكذا فإن نباحكم لا يصل إلى آذاننا،فإدخروه إلى يوم محاكمتكم حين تدور الدوائر وتتغير المصالح السياسية وتفاجئون ذات صباح بأن من احتضنكم يقوم بتسليمكم،فالتاريخ يؤكد أن السياسة كموج البحر الغادر.