تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يقول الله تعالى في كتابه العزيز "لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ" (الأعراف:40)، ويعني ذلك أن هؤلاء الذين كذبوا بآيات الله واستكبروا عنها لا يدخلون الجنة التي أعدها الله لأوليائه المؤمنين أبدًا، كما لا يلج الجمل في سم الخياط، أي ثقب الإبرة، وأما الخياط فإنه من المخيط وهى الإبرة، ثم ذُكِرَ تأويلُ "الجمل" بأنه الجمل المعروف أي البعير، وقيل هو حبل السفينة الغليظ الضخم.
هكذا كان إعلام "الجزيرة" وأخواتها من الفضائيات الإخوانية مثل "الشرق" و"مكملين" و"وطن"، تلك الفضائيات التي تبث إرسالها من تركيا العثمانية الحالمة بإسقاط مصر في براثن الفوضى. كان كل هذا الإعلام يحرض على الدولة المصرية منذ النسمات الأولى لشهر سبتمبر المنقضي، احتفالًا بالذكرى الأولى لوهم أسموه مظاهرات سبتمبر 2019، واحتفاءً بعودة ذلك الفتى الغر النزق المارق الذي اعتقد أنه أصبح زعيمًا يستطيع أن يفجر المظاهرات والثورات ضد دولة في قوة الدولة المصرية، وضد شعب يعشق الاستقرار ويحترم القيادة حتى وإن اختلف مع بعض السياسات الحكومية.
وانتهج الإعلام الإخواني الممول قطريًا وتركيًا آلية التضخيم والمبالغة والإثارة والتحريض، فمَن كان يشاهد هذه القنوات يعتقد أن مصر كلها مظاهرات، وأن الناس ماكثة في الشوارع حتى الساعات الأولى من اليوم التالي، في حين أن الناس في بلادي تتحرك بسهولة ويسر في كل مكان على أرض المحروسة بسلام وأمان، لا يعلمون شيئًا عن المظاهرات، وكأنها كانت مظاهرات غير مرئية أو افتراضية، وهو ما أكدته الصور التي كانت تُبث على الهواء في الفضائيات الإخبارية المصرية التي كانت تنقل الصورة من مختلف شوارع وميادين مصر الرئيسة في مختلف المحافظات، كما أن هذه المظاهرات لم تكن سوى على الشاشات الإخوانية المقسمة إلى قطاعات تدعي نقل الصور من مناطق عدة في الوقت ذاته حتى ما بعد الواحدة والنصف صباحًا.
لقد فقدت هذه القنوات مهنيتها الإعلامية وانتحرت مصداقيتها حينما بالغت في تغطية حدثٍ لا يستحق كل هذه التغطية المبالغ فيها؛ فالإعلام المهني المحترم يجب أن يخصص وقتًا للتغطية تتناسب مع حجم الحدث، والمصيبة أن جهل الإعلاميين الإخوان جعلهم يتعجبون من عدم تغطية الإعلام الدولي ووكالات الأنباء العالمية لهذا الحدث (الجلل) من وجهة نظرهم، والإجابة أن الحدث لم يكن يستحق كل هذا الصخب والضجيج، كما أن ألف باء المهنية هى ألا يشارك الإعلام في الإثارة والتحريض وحث الناس على النزول، وكأنما يسعى القائمون عليه إلى التخريب والدمار لمصر، وكأن الله أخرج أضغانهم من وشائج صدورهم، لدرجة أن بعضهم كان يقف طوال الحلقة (ثلاث ساعات) ليحث الناس على مقاومة الشرطة والتصدي لقوات الحفاظ على النظام، بل وأسر بعض أفراد الشرطة ومبادلتهم بمثيري الفوضى الذين كان يتم القبض عليهم، هل هناك حقد وغل ضد الدولة المصرية أكثر من ذلك، هل هناك مفهوم أحط للحرب الأهلية بين المصريين لمقاربة هؤلاء الإعلاميين في رسائلهم الإعلامية التحريضية؟!.
والأدهى من ذلك كله فبركة فيديوهات لمظاهرات قديمة وتركيب صوت عليها من مظاهرات أخرى، وهو ما كشفته وكالة الأنباء الفرنسية، وكأن القاعدة في هذا الإعلام الإخواني البغيض، إذا لم تجد مظاهرة ضخمة كبيرة العدد فعليك أن تخترعها لتحرض الناس على النزول.
إن إعلام الإثارة والتهويل يحاول أن يوهم المصريين أنه من الممكن أن" يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ"..!.