الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الخائن والنصاب.. رهانات أردوغان الخاسرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يدرك راعي الإرهاب الدولي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر من أي شخص فى العالم أن جماعة الإخوان الإرهابية قد فقدت أي تأثير لها فى الشارع المصرى، وأنها تعجز حتى عن حشد 50 شخصًا للتظاهر في حارة ضيقة؛ لكن خيارات الرجل للضغط على الدولة المصرية محدودة وليس أمامه سوى الاعتماد على هذه الجماعة كورقة أخيرة فى اللعبة.
الجماعة الإرهابية هى الأخرى تعرف هذه الحقيقة فهى لم تستطع منذ البداية سوى تجنيد مجموعة من الفشلة مع بعض المرتزقة الباحثين عن المال والشهرة الذين ارتموا في أحضان الجماعة في العام الأسود الذى حكم فيه مرسى؛ ورغم كل ما أطلقته من شعارات براقة لضم أو بالأحرى تجنيد لسياسيين ومثقفين من الوزن الثقيل إلا أنها فشلت فشلًا ذريعًا؛ ذلك أن المعارضين الجادين لبعض سياسات الدولة يستطيعون التمييز بين خيط الخيانة الأسود وخيط الوطنية الأبيض الذى يفرق بين المعارضة والمناهضة.
المقاول اللص محمد على وجدت فيه الجماعة ما يحقق بعض أهدافها الدعائية من حيث إنها لا تزال قادرة على اجتذاب المختلفين معها سياسيًا وفكريًا من المعارضين للنظام السياسى المصرى واستثمرت كونه عمل فى بعض مشروعات الدولة لتعطيه وزنًا وحجمًا لا يعبر عن حقيقته، فلا هو مثقف أو سياسى أو حتى مواطن عادى مهتم بالشأن العام ولا هو رجل الأعمال الذى يشار له بالبنان، إنه مجرد نصاب وشخص تافه لا يهتم سوى بإشباع غرائزه فى الشهرة واللصوصية وقد وجد في الجماعة ستارًا يخفى وراءه حقيقته ويبرر من خلاله هروبه بثروة كبيرة جمعها بالنصب والاحتيال.
نفخت الجماعة فى بالون محمد على لتعطى دعواته للفوضى والعنف نوعًا من المصداقية ليس لدى الرأى العام المصرى وإنما لدى رعاتها القطريين والأتراك فأسلوب حديث المقاول اللص لا يقنع المواطن المصرى البسيط الذى اكتشف منذ الوهلة الأولى أنه أسلوب وطريقة مدمن المخدرات وليس ابن البلد الجدع كما حاولت الجماعة تسويقه.
ليس أمام الجماعة من خيار أفضل من محمد على وهى تدرك أن كل الضجة التى يثيرها عبر منصاتها الإعلامية لا يتجاوز صداها ستوديوهات الجزيرة ومكملين والشرق وهو بالنهاية مجرد أداة فى محاولتها لجمع شتات أعضائها ولملمة التنظيم الذى انفرط عقده.
محمد على مجرد فيديو مفبرك لثائر مزيف تمامًا مثل الفيديوهات المفبركة التى تدعى خروج الآلاف فى مظاهرات غاضبة فى محافظات وشوارع مصر وهو جزء من منهج الفوتوشوب الدعائى والسياسى الذى تتبعه كل منصات دعم ورعاية الإرهاب.
الخائن والنصاب أقصد الإخوان ومحمد على آخر ما يمكن لأردوغان الساذج المراهنة عليه لابتزاز الدولة المصرية وإجبارها على التفاوض معه بعد أن رفضت كل دعواته ومطالباته السرية والعلنية للحوار مع مصر؛ ولا غرابة فى أن ينحدر تفكير الرئيس التركى إلى هذا المستوى الساذج؛ فقد ظن أن مجرد دعوة الدولة المصرية للحوار والمصالحة فى مقابل إعتراف أردوغان بالنظام المصرى سيجعل الرئيس عبدالفتاح السيسي يندفع للتصالح معه ونسيان كل ممارساته العدائية ضد الدولة المصرية وهذا ما صرح به مستشاره السياسى ياسين أقطاى فى حوار مع الإرهابى حمزة زوبع على قناة مكملين الإرهابية، حيث أعرب عن إندهاشه من عدم إكتراث المسؤولين المصريين باعتراف أنقرة بشرعية النظام السياسى المصرى وانشغالهم بالتواجد العسكرى التركى فى العراق وسوريا وليبيا.
الرجل أُسقط في يده عندما استيقظ ذات صباح ووجد خطًا أحمرًا رسم له في سرت والجفرة بعد أن ظن أنه محاصر مصر بآلاف المرتزقة والإرهابيين، ثم امتد هذا الخط إلى شرق البحر المتوسط حيث ساعدت مصر أوروبا على رسمه بتوقيعها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان؛ ثم هاهى اليوم تضع أمامه خطوطًا حمراء جديدة فى العراق وسوريا.