الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كورونا.. واليوم الدولى للسلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل العالم سنويا باليوم الدولى للسلام فى ٢١ سبتمبر من كل عام.. حيث أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٨١ القرار ٣٦/٦٧ بتحديد يوم ٢١ سبتمبر للاحتفال باليوم العالمى للسلام.. تزامنا مع موعد الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة.. التي تعقد في شهر سبتمبر من كل عام.. وتم الاحتفال بأول يوم دولى للسلام في سبتمبر ١٩٨٢.. وفى عام ٢٠٠١.. صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار ٥٥/٨٢٨٢ بتحديد ٢١ سبتمبر يوما للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار.. وقد اتخذت الأمم المتحدة "تشكيل السلام معا" عنوانا للاحتفال باليوم العالمي للسلام هذا العام.
كان هدف الأمم المتحدة من تحديد هذا اليوم.. يوما عالميا للسلام.. أن تتوقف الأطراف المتحاربة عن الاقتتال في هذا اليوم.. ولمدة ٢٤ ساعة فقط.. ولم تطلب أو تسعى لوقف الحروب والصراعات بشكل نهائى.. مما يعنى أنه احتفالا رمزيا غير ملزم لأى طرف من الأطراف المتصارعة.. ولكن جائحة كورونا التي ضربت العالم كله.. دعت البرتغالي أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في مارس الماضي.. بعد أن تخطى الفيروس الحدود.. بمطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى إلقاء أسلحتها والتركيز في المعركة مع الوباء القاتل.
ثم عاد مجددا لنفس الدعوة خلال افتتاح مراسم الاحتفال باليوم الدولي للسلام في الحديقة اليابانية بمقر الأمم المتحدة الخميس الماضي.. قائلا.. إن هذه الاحتفالية هي لحظة هدوء سنوية تعيدنا إلى هدفنا التأسيسي وهو السلام.. مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي من تأسيس الأمم المتحدة قبل ٧٥ عاما هو منع الحرب وتعزيز السلام.. وأضاف أننا لسنا أعداء لبعضنا البعض.. بل إن عدونا المشترك هو فيروس هدد صحتنا وأمننا ومعايشنا.. نحن بحاجة إلى إسكات البنادق.. والتركيز على عدونا المشترك.. فيروس كورونا.. الذي أوقع عالمنا في حالة من الاضطراب.. وأثبت أن ما يحدث في جزء واحد من الأرض يمكن أن يؤثر على باقي أجزائها.
ولكن كيف تدعو الأمم المتحدة للسلام ؟.. وهي عاجزة عن تحقيقه من حولنا.. وكيف تدعونا للتكاتف والتركيز في مواجهة وباء كورونا القاتل ؟.. والمناطق المشتعلة بالقتال.. لا يستطيع سكانها مواجهة الفيروس أو العلاج منه.. وكأنهم كتب عليهم القتل.. سواء بالسلاح أو بكورونا.
الأمم المتحدة وبمناسبة احتفالها هذا العام بيوبيلها الماسي "ذكرى مرور ٧٥ عاما على تأسيسها".. مطالبة بدور حاسم وحازم.. في إرساء دعائم السلام.. خاصة أن أول مقاصدها هو حفظ السلم والأمن الدولي.. وأنه تحقيقا لهذا المقصد.. لها أن تتخذ التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها.. وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم.
إن خطر فيروس كورونا على الأشخاص العالقين في مناطق الصراع والقتال.. أشد من خطره على الأشخاص الموجودين في الأماكن الآمنة.. لأن هؤلاء الواقعين في بؤر القتال.. لا أحد يهتم بأمر إصابتهم بالفيروس من عدمه.. ولا يستطيعون تطبيق إجراءات السلامة ولا اتخاذ تدابير الوقاية.. ولا تصلهم الأدوية والمستلزمات الطبية والمطهرات والمعقمات.. ولا مستشفيات للحجز والعزل.. وإذا تفشى فيهم المرض.. فسيكون ذلك خطرا على السلم والأمن الدولي.. ولن يتعافى العالم قريبا من هذا الوباء.