الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

" على بابا والأربعين حرامي".. نقد لاذع لموسيقى المهرجانات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"كامل العدد"، لافتة نادرًا ما أشاهدها على أبواب مسارح الدولة، لذلك تملكتني الدهشة حينما رأيتها على باب مسرح صلاح جاهين بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية "البالون"، حينما ذهبت إلى هناك بدعوة من مايسترو فرقة تحت الـ18 الفنان القدير عبدالمنعم محمد لمشاهدة عرض مسرح العرائس "على بابا والأربعين حرامي"، الذي تقدمه فرقته التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية بقيادة الفنان القدير عادل عبده.
كان السؤال الأول الذي تبادر إلى ذهني، ترى لماذا كامل العدد؟، هل كامل العدد نظرًا لاحتياطات السلامة التي تتبعها وزارة الثقافة في التباعد؟، أم أنه كامل العدد نظرًا لضيق المسرح وقلة عدد المقاعد مقارنة بمسرح البالون على سبيل المثال؟، وكان الجواب الشافي حينما بدأ العرض، حيث الديكورات والإضاءة والملابس والاكسسوار وقدرة الفنانين على التحريك التي تكاملت مع الموسيقى مما خلق حالة فنية سلبت أنظار وانتباه الجميع صغارًا وكبار.
العرض يتناول قصة على بابا والأربعين حرامي الشهيرة، إلا أنه تناول ومعالجة عصرية، فالمعروف أن القصة قديمة تدور حول الخير والشر، وانتصار الخير على الشر في النهاية كنتيجة حتمية، ورغم أن العرض كان مختصرًا من ناحية الوقت نظرًا لمراعاة الأطفال المُقدم لهم في المقام الأول إلا أنه – رغم قصر وقته – تناول قضايا غاية في الأهمية وعلى رأسها أزمة المهرجانات الفنية إن جاز التعبير أن يُطلق عليها كلمة فنية.
ففي قالب كوميدي قدّم الفنان عبدالمنعم محمد معالجة حية لأزمة المهرجانات، والتي تعد من أفضل المعالجات الفنية التي قُدمت لإبراز أزمة أغاني المهرجانات وما تقدمه من هبوط بالذوق العام من خلال موسيقاها وكلماتها وما يقوم به مقدموها من حركات ايحائية، تلك المهرجانات التي وصفها الدكتور زين نصار المؤرخ وأستاذ النقد الموسيقي بأنها "سرطان العصر"؛ قدم فنان عرض العرائس معالجة لها في صورة حلم أو كابوس مر به " على بابا" بعد أن ذهب إلى المغارة وأخد قدر من الذهب الذي عثر عليه، وبينما هو مستلقٍ في بيته غالبه النوم فرأي أنه يجلس بين مطربين مهرجانات وهم "يغنون أدي دقني لو فلحت"، ويقومون بحركاتهم الايحائية المريبة من خلال إبداعات فناني التحريك لعرائس الماريونيت. في اللحظة الأولى التي سمعت خلالها المهرجان خلال العرض ضحكت عاليًا وضربت كفًا بكف، وحكمت على هذا العرض بأنه يُكرس للهبوط بالذوق العام ويرسخ لموسيقى المهرجانات في وجدان الأطفال. وكانت المفاجأة حينما استيقظ " على بابا" مفزوعًا معلنًا استنكاره لما سمع، وأن هذه الموسيقى التي سمعها كانت بمثابة عقاب إلهي له على ما سرقه من المغارة، معددًا سلبياتها وما بها من إسفاف، أدركت حينها أن هناك نقدًا لاذعًا قدمه فنان العرض المسرحي لموسيقى المهرجانات، وذلك في قالب فني كوميدي بسيط به جو من المرح والبهجة، دون التمسّك بالنصيحة المباشرة المعتمدة على التلقين. أراد الفنان أن يُقدّم رسالته للأطفال حول موسيقى المهرجانات وما تحمله من كلمات تسيء للمجتمع، لمستمعين هذا النوع من الموسيقى، وفي تقديري لو أن العرض لم يقدم سوى هذه الرسالة لكانت كافية للحكم على قيمته كعمل فني هادف.
ما سبق – بالطبع – يتكامل مع التوظيف الجيد للإضاءة والموسيقى والملابس والديكور وقدرة الفنانين على التحريك، جميع العناصر جاءت متكاملة تقريبًا إلا أن هناك خللًا بدا واضحًا تمثل في ملابس اللصوص، التي بدت وكأنها ملابس للنوم، ناهيك عن عدم وجود إكسسوار مثل السيوف أو الخناجر التي تشير إلى شخصياتهم.
عرض عرائس الماريونيت " على بابا والأربعين حرامي"، إعداد الفنان القدير عبدالمنعم محمد، أشعار محمد الزناتي، ألحان محمد رءوف، توزيع كريم صفوت، ديكور هند مصطفى، تصميم عرائس محمد فوزي بكار، إخراج حسن الشريف.
قام بالأداء الصوتي والحركي لعرائس شخصيات وأبطال العرض مجموعة من الفنانين المتميزين وهم: شخصية على بابا أداء صوتي الفنان محمد الصاوي، أداء حركي الفنان محمد نوفل، شخصية كبير اللصوص، أداء صوتي الفنان أحمد شومان، أداء حركي الفنان باسم نور، شخصية دهشان أداء صوتي الفنان محمد جاد، أداء حركي الفنان عماد عبدالعظيم، شخصية مورجانة أداء صوتي الفنانة هبة محمد، أداء حركي الفنان هشام إبراهيم، شخصية كبير العسكر أداء صوتي الفنان حسن الشريف، أداء حركي الفنانة رشا جميل، شخصية قاسم أداء صوتي الفنان عماد عبدالعظيم، أداء حركي الفنان محمد فوزي بكار، شخصية ميمونة أداء صوتي الفنانة وفاء السيد، أداء حركي الفنان حمزة خاطر، شخصية عطوان أداء صوتي الفنان نور الشرقاوي، أداء حركي الفنان أحمد صالح.