قرأت مقالا رائعا عن تربية الأبناء على أحد المواقع، يناقش دور الأم والأب فى تنشئة الطفل ويناقش أيضًا تأثير غياب أحدهما بالطلاق أو بالوفاة أو الحضور الوهمى لأحدهما كأن يكون موجودا بشكل فعلي لكنه مشغول بالسفر للعمل بعيدا، وقد يراه أطفاله مرة فى الأسبوع فى يوم العطلة لأنه يخرج وهم نائمون ويعود وهم نائمون. كان من الضرورى أن يردنى المقال إلى ما تقوم به الأمهات من حيل للرد على أسئلة أطفالهن السهلة الصعبة فى الوقت ذاته وهنا لا أقصد كيف أتيت إلى الدنيا وغيرها فى السن الصغيرة والتى غالبا ما نرد عليه فيها بالمضحك أو الذكى أو المراوغ من الكلمات. لكنى ابتعدت قليلا إلى سن أكبر تتكون فيه العادات وتترجم مع باقى المنظومة القيمية إلى سلوك.
وهنا تأتى الاعترافات التلقائية بممارستنا لبعض الكذبات البيضاء كالحلف أننا سنخبر بابا حينما يعود من العمل أو أننا سنزور جدتك حينما تنتهى من واجبتك المدرسية ونحن نعلم أن الليل سيحل وسينامون أو أننا سنسمح لهم بشراء قطة فى نهاية العام الدراسى فى حين أننا لن ننفذ هذا الوعد، وهو ما لا يجب أن نفعله حتى لا يفقد الطفل ثقته بنا ويهدم صورتنا التى تتسم بالكمال لديه. تلك الاعترافات نتفق أو نختلف فى تحقيقها أو استخدامنا لها لكننا نلجأ إليها باعترافى أنا ومعظم الأمهات للتعامل مع الشكوى الموحدة وهى تعامل أطفالنا الأكبر سنا مع النقود مطالبتهم الدائمة بزيادة المصروف وكأنهم فى ثورة نقدية على الميزانية.وخاصة الذين يتجهون بخطى بطيئة نحو المراهقة فلا حيلة لنا سوى المشاعر والعطف لا الرفض والحزم بجمل يومية نقنعهم بها "ممكن آخر الشهر- لحقت تخلص مصروفك؟! – دى من فلوس البيت مش من بند المصروف" ثم تأتى الجملة الساحقة الماحقة ونحن نتصنع الضعف ونلون صوتنا بالحيرة والضجر والمسكنة أحيانا حينما نريد أن نريح رؤوسنا من جدلهم معنا ومحاولاتهم المستميتة لإقناعنا بالمنطق أنه لا بد من أخذ هذا المبلغ الفورى لرد هدية عيد ميلاد شكل مبالغ فى ثمنها أو لشراء تى شيرت باهظ الثمن يحمل صورة فريقه المفضل فى الموسيقى أو الغناء وخاصة الغربى منهم بينما يكاد دولابه يبكي مما يحتوى من ملابس ربما لم تلبس بعد. أو ربما لشراء كلب يشاركنا جدران المنزل وغيرها من أمور المراهقين التى تقودنا إلى العصبية تأتى جملة الخلاص حينما نيأس "خد بس دى آخر مرة، أنا اتصرفت وخلاص" أتذكر حيلتى مع ابنى بجملتى الأثيرة "سلفاهم لك والله" وأضحك كلما تذكرت أنه كان يقول لابن خاله الذى شاركه نفس الرأى. وأن أمه تمارس معه نفس الحيلة وتقول له نفس الجملة- الكلاشية- قال ابنى أنه يعرف جيدا أن معى ما يكفى من النقود لكنها تريدنى أن أرشد صرف النقود وأنه لو يعلم أننى لا أملكها بحق لما طلبها ولما ألح مستغلا عطف قلبى. أما الأكثر فكاهة فى الأمر فهو الاسم الحركى الذى منحونى إياه على سبيل الدعابة ماما: سلفاهم والله. هذه الجملة التى تقول بحب إننى أود لو أعطيتك كل ما أملك وأكثر لكننى أعلمك أن الحياة بخيلة لا تفيض بالحب ولا سهلة كأزرار الكمبيوتر لتجيبك فورا ولا حنونة لتأخذك فى حضنها. تذكرت ذلك بعد قراءة المقال وعرفت بما لا يدع مجالا للشك أن الأمهات حكيمات وحنونات وتستطيع ببعض الحيل التى يعرفها الطرفان أن يعطين أبناءهن بعض الدروس العملية والسلوكية بالحيل المتعارف عليها من الطرفين وبعض الكذبات البيضاء.
وهنا تأتى الاعترافات التلقائية بممارستنا لبعض الكذبات البيضاء كالحلف أننا سنخبر بابا حينما يعود من العمل أو أننا سنزور جدتك حينما تنتهى من واجبتك المدرسية ونحن نعلم أن الليل سيحل وسينامون أو أننا سنسمح لهم بشراء قطة فى نهاية العام الدراسى فى حين أننا لن ننفذ هذا الوعد، وهو ما لا يجب أن نفعله حتى لا يفقد الطفل ثقته بنا ويهدم صورتنا التى تتسم بالكمال لديه. تلك الاعترافات نتفق أو نختلف فى تحقيقها أو استخدامنا لها لكننا نلجأ إليها باعترافى أنا ومعظم الأمهات للتعامل مع الشكوى الموحدة وهى تعامل أطفالنا الأكبر سنا مع النقود مطالبتهم الدائمة بزيادة المصروف وكأنهم فى ثورة نقدية على الميزانية.وخاصة الذين يتجهون بخطى بطيئة نحو المراهقة فلا حيلة لنا سوى المشاعر والعطف لا الرفض والحزم بجمل يومية نقنعهم بها "ممكن آخر الشهر- لحقت تخلص مصروفك؟! – دى من فلوس البيت مش من بند المصروف" ثم تأتى الجملة الساحقة الماحقة ونحن نتصنع الضعف ونلون صوتنا بالحيرة والضجر والمسكنة أحيانا حينما نريد أن نريح رؤوسنا من جدلهم معنا ومحاولاتهم المستميتة لإقناعنا بالمنطق أنه لا بد من أخذ هذا المبلغ الفورى لرد هدية عيد ميلاد شكل مبالغ فى ثمنها أو لشراء تى شيرت باهظ الثمن يحمل صورة فريقه المفضل فى الموسيقى أو الغناء وخاصة الغربى منهم بينما يكاد دولابه يبكي مما يحتوى من ملابس ربما لم تلبس بعد. أو ربما لشراء كلب يشاركنا جدران المنزل وغيرها من أمور المراهقين التى تقودنا إلى العصبية تأتى جملة الخلاص حينما نيأس "خد بس دى آخر مرة، أنا اتصرفت وخلاص" أتذكر حيلتى مع ابنى بجملتى الأثيرة "سلفاهم لك والله" وأضحك كلما تذكرت أنه كان يقول لابن خاله الذى شاركه نفس الرأى. وأن أمه تمارس معه نفس الحيلة وتقول له نفس الجملة- الكلاشية- قال ابنى أنه يعرف جيدا أن معى ما يكفى من النقود لكنها تريدنى أن أرشد صرف النقود وأنه لو يعلم أننى لا أملكها بحق لما طلبها ولما ألح مستغلا عطف قلبى. أما الأكثر فكاهة فى الأمر فهو الاسم الحركى الذى منحونى إياه على سبيل الدعابة ماما: سلفاهم والله. هذه الجملة التى تقول بحب إننى أود لو أعطيتك كل ما أملك وأكثر لكننى أعلمك أن الحياة بخيلة لا تفيض بالحب ولا سهلة كأزرار الكمبيوتر لتجيبك فورا ولا حنونة لتأخذك فى حضنها. تذكرت ذلك بعد قراءة المقال وعرفت بما لا يدع مجالا للشك أن الأمهات حكيمات وحنونات وتستطيع ببعض الحيل التى يعرفها الطرفان أن يعطين أبناءهن بعض الدروس العملية والسلوكية بالحيل المتعارف عليها من الطرفين وبعض الكذبات البيضاء.